تخيل أن تنهى يوم عمل مرهق، تتوق بعده للوصول إلى بيتك بأسرع وقت ممكن، فتفتح تليفونك الذكى، وبضغطة زر واحدة تطلب “تاكسى”، وخلال دقيقة أو أقل يصلك تنبيهًا يفيد بأن التاكسى فى الطريق إليك خلال 6 دقائق مثلاً، وترى أمامك على الشاشة بيانات التاكسى المنتظر وسائقه، وصورته، تتواجد فى الشارع فى الوقت المحدد، لتجد السيارة فى انتظارك، ويقلك إلى المكان الذى تريده، وفى نهاية الطريق تنظر إلى العداد لتعرف المبلغ المطلوب، تسدد الأجرة وتغادر السيارة دون معركة كلامية بينك وبين السائق حول قيمتها!
هذا ليس خيالاً علميًا ولا يحدث فى “أوروبا والدول المتقدمة” فحسب بل يحدث الآن فى مصر من خلال تطبيق الأندرويد المجانى “Easy Taxi”.
يقول “حسين عبد الكريم” أحد مؤسسى الشركة المطورة بنحلم بيوم ما نشوفش فيه تاكسى واحد ماشى فاضى، ولا راكب يخضع لاستغلال سواق جشع أو يقف فى الشارع مش لاقى توصيلة”، كان هذا الدافع وراء فكرة التطبيق الذى يعد همزة وصل بين سائقى التاكسى والركاب.
يضيف، “استخدام التطبيق يوفر للراكب الأمان والسرعة والسهولة، فنحن لدينا بيانات كل سائق كاملة وكيفية الوصول إليه بسهولة تامة، ويساعد فى تخفيف الزحام من الشوارع، فالتاكسى لا يتحرك إلا لتوصيل ركاب بدلاً من المشى فى الشوارع بحثًا عن “زبون”، كما يوفر للسائق زبائن أكثر”.
ويشرح “عبد الكريم” فكرة التطبيق الذى يعتمد على نظام تحديد مواقع الركاب والسائقين، فور أن يطلب المستخدم “تاكسى”، يحدد التطبيق مكانه ويبحث فى دائرة قطرها 5 كيلو مترات عن السائقين الأقرب إليه، وإذا لم يجد يوسع دائرة البحث، وينبه التطبيق السائقين القريبين بوجود طلب تاكسى، وفور استجابة أحدهم للطلب يتم توضيح ذلك لباقى السائقين، وبعد تحديد السائق يرسل التطبيق بياناته إلى الراكب والوقت الذى سيستغرقه للوصول إليه”.
وعن بداية التطبيق الذى انطلق قبل 3 أشهر، ونجح فى استقطاب أكثر من 54 ألف مستخدم يقول “عبد الكريم”: “بدأنا بـ 300 تاكسى فقط، والآن بلغ عددهم 3 آلاف تاكسى، واجهنا فى البداية مشكلة فى عدم امتلاك كل السائقين هواتف ذكية، وعدم قدرتهم على التعامل معها، فوفرناها لبعضهم بتخفيض 50% وفى حالات أخرى بدون مقابل، ونظمنا لهم دورات فى استخدام الهاتف الذكى والتطبيق، إضافة إلى دورات للتعامل مع الزبائن، ونال التطبيق إعجاب الكثيرين وانتشر فى وقت سريع، سواء بين الركاب أو السائقين”.
ويحكى السائق “زكى صادق” عن تجربته مع :”Easy Taxi””فى البداية ما تخيلتش إن دا حقيقى، لما ركبوا معايا وحكوا لى عن الفكرة وطلبوا منى أشترك فيها، لكن قلت آهى تجربة، لكن بعد كده لقيت الفكرة ممتازة وبدأت أحكى لزمايلى عنها علشان ينضموا للمشروع”.
ويضيف “الشركة تلبى كل احتياجاتنا وتستجيب لشكوانا بشكل فورى، حين أخبرتهم أن استخدام الـ “GPS”يتسبب فى نفاد باقة الإنترنت سريعًا، جاءنى الرد فى اليوم التالى، بأنهم سيتكفلوا بتسديد ثمن الباقة، وحين نبلغهم بأية اقتراحات لتطوير الفكرة يستجيبوا على الفور، وإذا لم يكن الاقتراح قابل للتطبيق يناقشونا فيه ويخبرونا عن أسباب عدم إمكانية تطبيقه”.
أما “علياء حسن”، 25 عامًا، إحدى مستخدمى التطبيق، فقالت “أنا سعيدة جدًا بالتجربة، تخلصت أخيرًا من استغلال السائقين ورفضهم تشغيل العداد أو الوقوف من الأساس، وأهم ما لفت نظرى الاهتمام الكبير بالـ “Feedback” عن الخدمة، فبعد استخدامه تلقيت اتصالاً هاتفيًا يسألنى عن مستوى الخدمة وما إذا كانت لدى أية شكاوى، كذلك تلقيت استبيانًا على البريد الإلكترونى يسأل عن الخدمة”.
المصدر
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
