مقالات القراء

مقالات القراء | دكتورشريف حجازي يكتب : حازم أبو إسماعيل بعيون ليبراليه

444

تابعت بقلق وتوتر الحوار الذي أجراه الشيخ على قناة سي بي سي واستمتعت كثيرا من نظام عرض الحلقه بوجود بعض الخبراء في مجالهم ” الغير محترفين نهائيا ” في اختيار الاسأله او كيفية الحوار مع مرشح رئاسي مهم ..
كنت قد سمعت نقلا عنه بعض الاراء الغريبه التي تتنافى تماما مع المجتمع وكنت غير مهتم وقتها لاني لم اكن اؤيده بطبيعة الحال ..
ولكن كان الرجل هادئا مبتسما سعيدا .. وكان أيضا فصيحا بليغا سريع الاستجابه مقنعا لدرجه كبيره ..
انتابني بعد الحلقه شعوراغريبا لم اعرف ما هو حتى سألت في اليوم الثاني أحد الاصدقاء المقربين الذي يتمتع بنفس الفكر والانتماء الذي أتمتع به ..
واصفا احساسي بدقه فقال ” شعرت بدفئ في قلبي لكلام الرجل “

 

ولكن دعنا من العاطفه ..فهي ليست مجال لاختيار المرشح ..فانا على استعداد ان اختار من أكره اذا كان سيحقق الاولويات من وجهه نظري .. وهي ” التعليم والصحه والاقتصاد ” وفقط .. نعم وفقط على الرغم من وجود مجالات اخري تحتاج الى معجزات..
الرجل كان سعيدا وكرر ذلك كثيرا .. لثقته أن ردوده ستقنع الكثيرين بل انها ستستقطب الكثير من الناخبين لصف الرجل .. وقد كان على حق ..
..
أيضا بغض النظر عن نشأة الرجل الاخوانيه.. وانتمائه السلفي وربما الوهابي فهذا لن يشغلني كثيرا لانه أبعد ما يكون عن وظائف منصب الرئيس..
..
كان الرجل عارفا بالتاريخ الى حد بعيد.. أعجبتني شخصيا طريقة التعامل مع اسرائيل وهي طريقة المصالح .. ولا توجد طرق اخرى في عالم السياسه أفضل منها .. وعانينا كثيرا من حب الاستعباد والخوف الغير مبرر من مجرد زعل الغرب ..
نأتي لقضيه مهمه .. الرجل يقول ما كنت افكر فيه ..مشروع قومي كبير يلتف حوله المصريون جميعا ..يخلصهم من الزحام الشديد .. يخفف الضغط على المرافق المنهاره وتقليل التكدس امام الخدمات كالتعليم والصحه ..

 

يتحدث عن الاهتمام بالبحث العلمي والافكار الجديده كابحاث الرمال .. كاستصلاح الصحراء .. كتنمية الثوره السمكيه .. وهذا فعلا ما نحتاج..
ينتقده الكثيرون على انه لا توجد أموال لعمل اي من هذه الاحلام وانتقدوا كثيرا فكره انه يلجأ لأموال المصريين انفسهم سواء في الخارج او الداخل .. كجزء مقتطع صغير جدا كنوع من ضريبه تحت اسم ضريبه بناء مصر.. ” 5 او 10 جنيه شهريا ” ليست مبلغ لاتمام هذه المشاريع الكبيره ..
والرد على النقد أيضا ان هذه المشكله ستواجه أي مرشح سيأتي حتى من كنت أرغب أنا شخصيا بوجوده ..
ولا يوجد أي حل غير ذلك الا اذا كنت تنوي على الاداره فقط بدون تغيير ..

 

أيضا هذا الرجل مكروه من السلطه الحاكمه حاليا ..وهذه ميزه كبيره فأنا لا أميل الى صفقات الغرف المغلقه .. او التحايل على الشعب .. او تلميع مرشح لهدف لا نعلمه ..
كنت أخشي كثيرا أن يكون مثل نائب الترامادول او نائب الانجلش او نائب الكذب والانف المجمله .. ولكنه فاجأني بأن يكون غير ذلك ..

 

كما أني رأيت كيف كان يُحرف كلامه ..فهو لا ينوي منع الفن او عمل هيئه أمر بمعروف اخري كالسعوديه ليتحكم في عادات الناس او حريتهم .. أعتقد انه يمتلك اولويات مهمه .. مستبعدا تماما ان يكون كل همه هو فرض الحجاب او غيره ..فالجميع يفهم .. ان الحساب على الله .. ” فذكر فإنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ”
” ادع الى سبيل ربك بالحكمه والموعظه الحسنه , وجادلهم بالتي هي أحسن “
فإن أعرضو فما أرسلناك عليهم حفيظا .ان عليك الا البلاغ ”
صدق الله العظيم .. فمعروف لدي جميع المسلمين ان الدين او تعاليمه لا تُفرض .. الا عند الارهابيين ممن يحرفون كلام الله ..

 

.. ولكن أيضا أحب ان وجه كلمة للشيخ ..
” أنت مندفع والسياسه ليست كذلك .. رئيس الجمهوريه كلامه بقرار .. ينبغي ان تكون حكيما أكثر . ان لا ترى غير البناء والنهضه ومنع الفساد . والرقابه الشديده على كل من يخالف القانون ..والحرص على ان يعاقب هؤلاء المجرمون . أنت لست وصي على أحد .. أنت خادم للشعب .. “
وأحب أن أقول لمؤيديه من السلفيين ..
” هو ليس نبي أو مهدي منتظر .. هو شخص عادي رشح نفسه.. حتما سيخطأ اذا فاز .. وكل الرؤساء تخطئ في أي مكان في العالم . يجب أن يخطأ ..ويجب أن ننتقده ..لك أن تحبه .. ولكن احذر من الفتنه به فيكون حبك سببا لدخول النار . وهو ليس انتصار للدين كما تظنون .. ولن يطبق الشريعه كما تظنون ..فالشريعه لا تطبق .. فهو لن يجبر الناس على قول الصدق .. ولن يجبر الناس على الصوم .. ولن يجبر الناس على الدين ولن يستطيع . ومنذ ان اصبح رئيسا .. اصبح مديرا لشؤون الدنيا التي قال عنها الرسول أنت أعلم بشؤون دنياكم “

 

واحب أن أقول بصفه عامه ..
واهم من يظن أنه أتي ليفرض الصلاة . فلا يوجد في شرع الله من الحكم الا مبادئ عامه .. يطبقها الان الغرب رغم انهم غير مسلمين ..ولذلك هم منضبطين متقدمين ..يمتلكون من الامانه والصدق والتفاني في العمل ما لا يوجد لدينا نحن المسلمين .. رغم ان هذه تعاليمنا نحن ..

وهذه من حكمه الله انه لم يخلق لنا اطارا ثابتا في الحكم وإلا اختنقنا داخله ..فالعصور تتغير كثيرا .. فكان هذا من حكمة الله سبحانه وحسن تدبيره ..
لم أحدد قراري بعد ولكني اوصي الجميع بسماع كل المرشحين .. بس بلاش” الفلول ” عشان خاطري ..
واتمني أن اري مناظره قريبا للشيخ مع ابو الفتوح والعوا في نفس القناه وباتباع

بقلم : دكتورشريف حجازي

 

(( جميع ما ينشر على الموقع من مقالات للقراء تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع ))

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى