الان وبعد انتهاء الجزء الاكبر من الانتخابات البرلمانية فى مصر، يمكن ان نؤكد ان الفائز الاول فيها الشعب المصرى ، ليس بسبب نجاح تيار سياسى بعينه ولكن لان اغلب المراقبين توقعوا ان تشهد هذه الانتخابات مجازر لعدة اسباب اهمها غياب الامن ؛ ولكنها خرجت كأفضل ما يكون على الاطلاق
ونتذكر حالة الذعر التى حاولت البرامج الفضائية ان تنقلها لنا مما يسمى الفلول ووجوب اصدار قانون للعزل السياسى حتى لا ينجح رجال الحزب الوطنى المنحل في العودة للمجلس ؛ وكأن الثورة قامت فى غيبة من الشعب الذى يعشق الحزب الوطنى ولذلك سيعيد رجاله الى مقاعدهم فى البرلمان والتى سبق ان احتلوها بالتزوير ؛ و جاءت الانتخابات ولم تتجاوز نسبة نجاح منتسبى الحزب الوطنى المنحل ٢٪
وهى نسبة بالتأكيد لا تعادل الضجة التى أثيرت بشأنهم قبل الانتخابات خاصة ان قانون العزل السياسى لم يطبق على اى شخص
فكأن الناخب بصوته الحر هو الذى حكم عليهم بالعزل
كل ذلك يؤكد ان الفضائيات وضيوفهم ممن يدعون انفسهم النخبة لا علم لهم بالمواطن ولا بطبيعته وان هؤلاء النخبة لا يصلحوا مطلقا لتوجيه الراى العام فى مصر لأن هدفهم الدائم هو الاثارة الصحفية فقط
وبانتهاء الانتخابات لن تجد هذه البرامج وسيلة للإثارة
فخرجوا علينا بالثورة الثانية في 25يناير القادم مع الرغبة في انتخاب رئيس قبل هذا الموعد ؛ فهل هذه الفترة تكفى لانتخاب رئيس لمصر يلبى طموحاتنا؟
هنا يجب الانتباه ؛ فهناك العديد من الأمور التى قد نختلف عليها مثل اداء الحكومة أو المجلس العسكرى او غيرها من القضايا
ولكن هناك قضية واحدة نجمع عليه الا وهو رغبتنا في انهاء لمرحلة الانتقالية بسلام وفقا لما اعلن عنه المجلس العسكرى بتسليم السلطة في 30/6/2012
ان الحكمة تقتضى منا جميعا ان ندعم الحكومة الحالية – مهما اختلف الرأي حولها – لتمر المرحلة الانتقالية بهدوء ودون معوقات ؛ لأن غير ذلك سيؤدى الى نتائج لن ترضى احدا
ولنستغل هذه الفترة في تكوين احزاب وتجمعات سياسية قادرة لتوصيل الافكار القيمة الى المواطن في الشارع بحيث تكون قادرة على التعاطى مع الديمقراطية التى ننشدها ؛ فالطبيعى انه ستجرى انتخابات للمجالس المحلية وغيرها من مؤسسات الدولة ؛ وهذا كله يحتاج اعداد جيد وكوادر قوية فاعلة
ولو لم نفعل فالمؤكد ان المرحلة الانتقالية ستطول اكثر مما نتوقع وسندفع جميعاً ثمناً غالياً
بقلم مصطفى أباظة
المحامي بالنقض – ماجيستير في القانون
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
