لم يشعر بالحزن أو الضيق لإنجاب طفل مصاب بمتلازمة «إهلرزدانلوس» وقرر إتقان تربيته حتى يصبح طفلًا سويًا لا يقل شيئًا عن باقي الأطفال، لذلك ذهب «عماد الشريف» إلى إحدي المدارس الخاصة للغات بالمريوطية لتقديم الأوراق المطلوبة لدخول طفله مرحلة الروضة، وهناك فوجىء برفض المدرسة، قائلًا : «رفضوا ابني عشان شكله ممكن يخوّف الأطفال اللي معاه».
متلازمة «إهلرز دانلوس» هي اضطراب وراثي في النسيج الضام تأتي نتيجة هشاشة أنسجة الأم أثناء الحمل، وعلى الرغم من أنه قد تحدث مضاعفات متعددة ومختلفة؛ فإن معدل العمر يكون طبيعياً ومعدل الذكاء أيضًا طبيعي، وهذا ما يؤكده والد الطفل: «متلازمة بتخلي الجلد مطاط زيادة عن الطبيعي، ملامح الوش مختلفة شوية بس مالهاش تأثير على الذكاء أو السلوك».
وعن تقدمه إلى المدرسة لتقديم أوراق ابنه «محمود» ، روى «عماد»: «اخترت المدرسة لأنها قريبة لسكني وأخته الكبيرة فيها.. رحنا المدرسة لأول وهلة حسينا بتحيز ضد الولد وطلبوا مننا تقارير طبية كتير».
ورغم علم «عماد» بتحيز المدرسة ضد ابنه فإنه ذهب لاستخراج تقرير طبي عن حالته : «جبنا تقارير من دكتور سلوكيات، وعملت كل اللي طالبوه، وبحاول بكل الطرق أنهم يقبلوا، وفي الآخر اكتشفت أن مديرة رياض الأطفال رافضة الولد عشان شكله ممكن يخوف الأطفال اللي معاه».
وقتها شعر «عماد» وزوجته بالقهر، وأن ابنه «محمود» سيعاني كثيرًا في حياته بسبب سلوك بعض الأفراد ضد متلازمة «إهلرز دانلوس» يقول الأب: «اتقهرت وأنا شايف كمية العنصرية ضد ابني اللي برضه قدام عيني وقدام كل اللي يعرفوني عارفين مدى ذكائه وقدرته على التعامل مع أي حد».
«العنصرية والتمييز مش ضد طايفة بذاتها للأسف.. دي أصول جوانا» كلمات وصف بها «عماد» عبر حسابه الشخصي على موقع «فيسبوك» تعنت المدرسة ضد ابنه محمود.
عندما رأتها «إيمان عبد العزيز» مديرة رياض الأطفال بالمدرسة ردّت عبر حسابها الشخصي على «فيسبوك» : «أنا لم أقل أن الطفل منظره يخوف الأولاد، ولم يصدر مني أي كلام بهذا الشكل، فطفل من خلق الله، لكن كل مدرسة بتتبع خطوات في التقديم لابد من اجتيازها، والطفل لم يستطع اجتياز الاختبار الخاص بالقدرات، والتعامل بعيد عن والدته عندما حاولت مدرّسة اجراء الاختبار له، فبكى بشكل هيستيري ولم نستطع إبعاده عن أمه على مدار أكتر من يوم من حضور الطفل والأم».
من ناحية أخرى علقت «أمال عادل» إحدى المدرسات اللاتي قمن بإجراء اختبار القدرات لـ«محمود» : «إحنا ماقولناش أن الولد لا قدر الله في حاجة، الولد استيعابه للسؤال اللي بيتقاله بطيء شوية، ونصحنا حضرتك إنك توديه مكان مختص يبقى فيه رعاية أكتر، كان ممكن نقبله ونفرح بالفلوس اللي هتدخل المدرسة، ومش مهم ابنك ولا مستواه هيكون ازاي».
«حق الرد مكفول طبعًا للمدرسة وإدارتها» كان هذا رد «عماد» عن ما قالته كلاً من مديرة رياض الأطفال ومدرسة اختبار القدرات، وتابع : «بصراحة مش عارف محمود اترفض عشان عنده مشاكل طبية ولا عشان عيط ولا عشان استيعابه بطيء شوية، وكمان مش عارف بصراحة أخد بنصيحة الأستاذة أمال اللي شايفة إن ابني لازم يدخل مدرسة من نوع خاص عشان يتعاملوا معاه عشان نفسية الطفل وكمان نفسية الأطفال اللي حواليه ولا إيه بالظبط».
المصدر
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
