مقالات

أسماء عبد العظيم | تكتب : الست العاقلة و الجريمة الكاملة

أسماء عبد العظيم

قد يبدو العنوان غريبا بعض الشئ ، فمن البديهي أن يكون العقل هو الخلاص و الحل و الحكمة للخروج من الازمات ، أما هنا في بلداننا الست العاقلة تسببت في ضياع جيل كامل.

أصبح العقل أن نوقف التفكير و نتماشى مع كل ما ينافي الأخلاقيات و القيم ، فإذا قبلت الإهانة و التعدي على آدميتها من سب و ضرب و عنف و تعنت في استخدام السلطة الممنوحة من قبل المجتمع ، فتكون نموذجا للعقل والحكمة و مثالا يحتذى به في الصبر للخروج بالأسرة إلى بر الأمان

سيدتي ليس للعقل أي مكان في ذلك ، و لم يربط الإسلام أبدا بين طاعة مخلوق و حقه في إهانة و إذلال أي من من حوله (و لو كان عبدا ) فما بالك بزوجة و حبيبة و شريكة في الحياة .

فقد بنيت هذه العلاقة على أساسين لا ثالث لهما و هما الحب و الاحترام المودة و الرحمة ، فإذا خرجت العلاقة عن هذا الإطار فهي علاقة مشوهة محتومة المصير .

و تعددت المواقف التي استخدم فيها البعض ايضا مصطلح “الست العاقلة ” حتى أصبحت تلك التي لا تتناقش مع زوجها في الأمور الحيوية خوفا من الخلاف ، و كأن الخلاف شئ شاذ لا بجب أن يتواجد إلا في صورة معركة يحاول كل منهما فرض رأيه دون ترجيح المصلحة العامة .

سيدتي العاقلة ، العقل هو ميزان الأمور و فن التعامل مع الأزمات ، و المحاربة لإعمال المبادئ و تطبيق القيم التي خلقنا لنفعلها لا لنتنادي بها ، حاربي لإنشاء علاقة سوية ، و خلق مثال يحتذى به لأبنائك و للأجيال القادمة ، لا نطلب التمرد ولكن نطلب إبراء العقل من وضعه شعارا لتقبل كل ما يرفضه .

الست العاقلة هي من تسعى لتطوير نفسها لتكون في محل المسؤلية و لتكون مؤهلة للمشاركة في كل القرارات المصيرية التي ستتحمل نتائجها ، فمقعد المتفرج العاقل لا محل له بين أرباب الأسر الأسوياء .

نعم الست العاقلة بالمفهوم الشائع قد ارتكبت جريمة في تشويه شكل العلاقة بين الزوجين و ساهمت في تعقيد العلاقة بينهما أكثر مما ينبغي .

زر الذهاب إلى الأعلى