مقالات

أسماء عبد العظيم | تكتب : عندما بكت حبيبتي

أسماء عبد العظيم

لن أنسى تلك اللحظة التي توقف عندها الزمن لرؤيتي هذه القطرة تتسلل إلى وجنتيها على استحياء كي لا ألحظها ؛ ففجأة لم أعد أسمع صوتها المرتفع المملوء بالضجر و الاتهامات التي تصيبني كالسهام دون أي مبرر ؛ و توقفت فجأة عن الرد و لم استطع تركيب الكلمات محاولا أن أخفي ذلك الارتباك التي تسببت لي فيه دموعها .

فتلك القطرات لا تخرج إلا لمعشوق خان التوقعات ؛ و لو لم تكن تبالي لما كلفها رحيل العيون ؛ فهي لا تخرج أيضا إلا إذا كان الجرح عميقا و هو ما خان تقديري تماما .

نعم ؛ أربكتني دموعها لأنني أردت أن أوقفها فورا ؛ فأنا أعرف أن رصيدي من هذه القطرات محدود ؛ و لن تذرف من أجلي الكثير لأنها سرعان ما تعتاد الجرح و تسقطني من حسبانها ؛ و لن تخرج مثل هذه القطرات لتحذرني كثيرا أنني بدأت أفقدها.
اربكتني و هي تخفي صوتها المرتعش من الضيق لتحاول أن تبدوا متماسكة ؛ و كل ما فكرت به هو أن أقول لها في هدوء ” اعذريني حبيبتي .. لم أقصد إيذاءك ” . قد تبدو كلمات بسيطة لكن لا أدري لماذا لم أقلها بدلا من كل الحجج التي أبرر بها ردودي على اتهاماتها ؛ و التي بالتأكيد لا تسمعها في مثل هذه الحالة .
و أخيرا استجمعت رجولتي و اقتربت منها لأزيل هذه القطرات و همست لها ” حبيبتي .. اعذريني لم أقصد إيذاءك “.

توقعت منها أن تثور متهمة اياي انني لم أسمعها ؛ و لكنها فاجأتني بارتماءها بين أحضاني و صدمتني بقولها ” بل أنني قسوت عليك أكثر مما ينبغي ” .
فما كان بي إلا أن ضممتها إلي أكثر ؛ و حينها أدركت كم أن الانثى كائن لا يضاهيه مخلوق في بساطتة ؛ فقط إن عرفت كيف تعامله.

مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن الشرقية توداي

زر الذهاب إلى الأعلى