مقالات

أسماء عبد العظيم | تكتب : عايزين نبيع مصر

أسماء عبد العظيم
إن إدراك المشكلة هو بداية الطريق للسعي إلى إيجاد الحلول ؛ و ما نراه في السنوات الاخيرة هو سلسلة من الأحداث التي تسببت بقصد أو عن دون قصد في تشويه سمعة مصر الدولية .

فقد أصبحت بعض الدول تصنفنا كدولة إرهابية ، في الوقت الذي تتفنن فيه أفلام هوليود بإظهارنا نتنقل بالجمال بين خيامنا المنصوبة في صحراء الأهرامات ؛ كما ينظر المجتمع الدولي إلينا كمنطقة حرب في الوقت الذي ينظر به إلى إسرائيل على أنها بلد الأمن و الأمان و أننا من ننام و نصبح على أصوات الصواريخ و المتفجرات ؛ ليس هذا فقط ؛ بل يتجه الفنانون لمعالجة المشكلات المجتمعية بإبرازها في الأعمال الفنية كنوع من تسليط الضوء عليها و التصدي لها ؛ قد اتفق معهم في المبدأ ولكن التوقيت أصبح قاتلا.

فيجب على الدولة التحرك الفوري و السريع لحل الأزمات المجتمعية و تسليط الضوء على تلك التحركات لتحفيز المجتمع على العطاء و تحسين صورة مصر الدولية ؛ و يجب أن يتم تجنيد كل مؤسسات الدولة للنظر في تحسين صورة مصر في الداخل و الخارج معا . فعواقب سوء سمعة مصر قد أرهقتنا جميعا بعواقب لا تعد ولا تحصى ؛ وعلى سبيل المثال لا الحصر أنها أفقدتنا قوتنا الناعمة التي كانت ركيزة أساسية في بناء مكانة مصر بين دول العالم ، كما أنها عرضت أبناءنا في الخارج للعديد من الأزمات و الرفض العام و تسببت في نفور رجال الأعمال و المستثمرين من الاستثمار في مصر و لك أن تدرك عواقب ذلك ؛ ليس هذا فقط ؛ بل ما أصاب السياحة في مصر هو نتيجة طبيعية لتأثير هذه السمعة ؛ و أصبحت مصر هي وجهة المغامرين و عشاق الإثارة رغم انها تملك ثلث آثار العالم .

و هنا لا يستطيع أحد أن ينكر أننا نمر بأزمات حقيقية يجب أن يتم مواجهتها بكل حسم و سرعة ؛ ولكن على الصعيد الآخر يجب إنشاء جهة “تسويقية” لتوجه كل مؤسسات الدولة لتحسين هذه السمعة التي تضرب الإقتصاد القومي ؛ وخلق لجنة لإدارة الأزمات في جميع مؤسسات الدولة للتحرك السريع في حل الأزمات الكبرى بالمجالات المختلفة ؛ و يجب نشر نتائجها أولا بأول على المستوى المحلي و الدولي بشكل ممنهج .
فكيف يكون للشركات سياسة تسويق لتنظيم و وضع الخطط المالية و كيفية رسم صورة عنها لوضع كل مجهوداتها في إطار الإستفادة بينما لا يتم ذلك على المستوى الدولي ،
و كيف لانقوم بحملات في سفارات مصر بالخارج لعمل فعاليات تحسن صورة مصر أمام العالم و توقف حملات التشويه التي تتعرض لها ? و كيف لا يتم استغلال الشباب الذين درسوا فن التسويق و وضع الخطط المالية و أنجحوا شركات عالمية و تتهافت عليهم كل بلدان العالم لينقذوا سمعة مصر و اقتصادها ، كيف لا “نبيع مصر” كما نبيع أنفسنا لنبدوا بصورة جيدة .

فالبيع هنا بلغة خبراء التسويق و المبيعات و رواد التنمية البشرية هو كيفية أن تصنع نموذجا تبرز فيه المحاسن التي تبني لك الثقة بين الأفراد لتكون من بين اختياراتهم .
إذا لا نطلب ادعاء المثالية كما تفعل بعض الدول الكبرى في التسويق لنفسها من خلال اعلامها و فنونها ؛ بل نطلب مواجهة هذه السمعة التي تدخلنا إلى نفق مظلم و تعرضنا لأزمات اقتصادية سترهقنا جميعا في النهاية .
فالتكاتف لانقاذ سمعة مصر بما فيه العمل الجاهد لحل مشكلاتها أصبح أولوية و مسؤلية على أعناقنا جميعا على مستوى الأفراد و المؤسسات ؛ و على الدولة أن تنظم جهودها في هذا الإطار قبل فوات الأوان .

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رآي الشرقية تودايأنما تعبر عن رآي كاتبها

زر الذهاب إلى الأعلى