إمبراطورية التوكتوك بالشرقية على حافة الانهيار بالميني فان والغضب يكسو السائقين
تقرير | شادي زعبل
التوك توك ظاهرة خرجت للنور في محافظات مصر في عام 2015 انتشرت بشكل مخيف في جميع المدن والقرى مما جعل الدولة تحاول إصدار تشريعات لمنعها ثم الاتجاه لتقنينها .
فقد حاولت اللجنة التشريعية بمجلس النواب في العديد من المرات إصدار تقنين لأوضاع التوكتوك إلا أنه لا يكتمل فضلاً عن إصدار المحافظين تعليمات بمنع سيره في الشوارع الرئيسية والعواصم .
كل تلك المحاولات كان هدفها الرئيسي تقييد إمبراطورية التوكتوك ووقف انتشارها الذي وصل إلى حدود بعيدة جداً لم تتخيلها الحكومة .
والكارثة الأكبر أصبح انتشار التوكتوك يتزامن مع ارتفاع معدلات الجريمة سواء خطف أو اختفاء مواطنين وأطفال أو حتى قتل سائقي المركبة لسرقته.
كل تلك الأسباب وأكثر حولت التوكتوك من مركبة لنقل المواطنين داخل قريتهم ومدينتهم إلى ظاهرة انتشارها أصبح مرعب للجميع .
فما كان للدولة مؤخراً قبل أيام قليلة إلا أن تصدر قراراً باستبدال التوكتوك وذلك لأنه سيكون له مردود إيجابي كبير، وسيوفر وسائل مواصلات آمنة، ومُرخصة، وحضارية للمواطنين، فضلاً عن توفير الآلاف من فرص العمل.
وبالنسبة للخطوات الفعلية التي بدأت الدولة ووزارة التنمية المحلية بشكل أخص في اتخاذها لتنفيذ ذلك المشروع فقد أكدت أنه سيجرى عقد اجتماع مع مصنعي التوك توك.
لبدء تحويل خطوط إنتاجهم لسيارات الميني فان على سبيل المثال، خاصة أنه تم التنسيق معهم مسبقاً على تخفيض إنتاجهم من مركبات التوك توك، تمهيداً لتنفيذ برنامج للاستبدال والإحلال.
تجولنا في عدة مدن بمحافظة الشرقية لمعرفة رأي ورد فعل سائقي التوكتوك على ذلك المشروع فبدأنا بالعاصمة وسائقي التوكتوك بالزقازيق .
فبدأ أحمد سائق التوكتوك حديثه، بأنه خريج كلية تجارة ولم يجد عمل بعد التخرج ولم يجد سوى التوكتوك لكي يعمل عليه من أجل كسب لقمة العيش بالحلال بعيداً عن أي مشاكل أو أعمال غير منضبطة وليس لديه مصدر دخل آخر.
واستكمل أن مشروع التوكتوك يفتح آلاف المنازل ويطعم آلاف المواطنين فيوجد أسر يشتروه لكي يعمل ويجني لهم دخل ثابت يومي، وهناك من يعملون عليه نظير أجرة أو يومية أو حتى نسبة يأخذها من الإيراد اليومي بعيداً عن تكلفة البنزين .
اقرأ أيضاً: خلود بنت الشرقية تبدع في استخدام المكياج وتحول وجهها لشخصيات مختلفة
وأضاف حوده، أحد الشباب بمركز فاقوس الذي يعمل على التوكتوك أكثر من 12 ساعة لكي يجني مقابل مالي كبير لكي تكون نسبته مما يحصل عليه أخر اليوم كبير ليكفي عائلته وأسرته الذي يعولهم ورغم أنه لم يكمل تعليمه إلا أن مثله مثل الكثير ممن أنهوا دراستهم الجامعية .
واستكمل سائق توكتوك، أن التوك توك أفضل لدي من السيارة الميني فان وذلك لأني لو امتلك ثمن ربع سيارة لقمت بفتح مشروع بدلاً من العمل عليه .
ووضح أحد السائقين أنه اشترى التوكتوك الخاص به بالقسط بمبلغ 47 ألف جنيه حينما يأتي موعد التبديل بالميني فان ستقوم الحكومة بشراءه بمبلغ لا يزيد عن 15 ألف جنيه وسيتحمل هو الخسارة.
وكشف سائق آخر، أنه بالكاد استطاع أن يسدد أقساط التوكتوك ليحاول أن يسير حياته باليومية التي يخرجها فكيف يستطيع وهو يعول أسرة من 4 أطفال وزوجة أن يسدد أقساط الميني فان وينفق على أسرته.
وعلى غير المعتاد وجدنا سيدة تقود التوكتوك وترفض ذلك القرار لأنها مازالت تدفع أقساطه فكيف تدفع قسطين مع بعضهم، غير أنها اعترضت على أن الميني فان ستستهلك وقود أكثر من التوك توك .
وإذا نظرنا نظرة موضوعية داخل مدن ومراكز محافظة الشرقية نجد أن التوكتوك هو أداء الربط المفقودة داخل تلك المراكز وتفيد الآلاف من المواطنين فهناك العديد من الطرق والقرى التي لا يدخلها سيارات إما بسبب أن طرقها غير ممهده أو أن ليس لديها خطوط نقل .
اقرأ أيضاً: صرخة فلاحين القنايات بسبب مياه الري ونداء عاجل لمحافظ الشرقية
ولا أحد ينكر أن الجميع من سكان الزقازيق عاصمة الشرقية وعواصم المراكز تتكدس بالزحام ولا يخفى علينا أن سبب ذلك الزحام بنسبة كبيرة جداً يكون التوكتوك فضلاً عن الحوادث والتهور الذي يمتاز به سائقيه.
أما عن الميني فان الذي عددت وزارة التنمية المحلية مكاسبه وفوائد تطبيقه كمواصلة بديلة للتوكتوك في الشوارع تتمثل في الأمان وصغر الحجم وسهولة المرور فى الطرق الضيقة وزيادة عدد الحمولة التى تبلغ 7 ركاب.
ورداً على من يعاني من سعر البنزين كشفت الحكومة أنها ستقوم بالحصول على التوك توك من مالكه وإعطاؤه مينى فان، ليعمل بدورة وقود مزدوجة بالبنزين والغاز، وسيكون سعر المينى فان ضعف سعر التوك توك.
مطلع 2020 ستكون أولى نواة بدء تنفيذ البرنامج ومراحل الإنتاج الأولية للمينى فان في شوارع محافظات مصر وفي انتظار الخطة الزمنية الكافية.
فهل سيكون الميني فان فعلاً بديلاً للتوكتوك في شوارع المحافظات وخاصة بالشرقية وشوارع الزقازيق، وهل ستتمكن الحكومة من إنهاء أزمة عدم تقنين الآلاف منهم؟ الأيام القليلة القادمة ستكشف كل جديد بشأن ذلك المشروع.
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز
