أخبار الشرقيةسلايد

الحاجة «خضرة».. قصة أم مثالية ربت 11 يتيمًا

2 1

كتب | ثروت القرم

الحاجة «خضرة أحمد حسين عناني» تقيم بمنطقة البطايحة في قرية إكياد التابعة لمركز فاقوس، توفي زوجها عام 1998 وترك لها 11 طفل يتيم من بينهم 7 فتيات، عملت فى مجال الزراعة وحملت الفأس لتوفير نفقات المعيشة وتربية الأطفال الصغار الذين حرموا عطف الأب، حلمت بتعليمهم وتزويجهم دون الإعتماد على الغير.

تروى الأم المثالية قصة كفاحها بأنها ترملت في عمر مبكر وكان حلمها منذ طفولتها الالتحاق بالتعليم، ولكن الظروف المعيشية لأسرتها لم تمكنها من ذلك، رحل زوجها الشاب إلى ربه تاركا لها أفواها تنتظر الطعام كل صباح، فقررت تحقيق حلمها فيهم.

حملت الحاجة «خضرة» لقب الأرملة مبكرا وحملت معه الفأس لزرع قطعة أرض لا تتجاوز 9 قراريط لتوفير متطلبات أطفالها الصغار، تستيقظ قبل الناس تاركة إياهم في الصباح الباكر للعمل في حقلها الزراعي الصغير، تحملت كثيرا من الإهانات والمشاكل من أقاربها وجيرانها بسبب رفضها الزواج نظرا لصغر سنها، فصمدت وأصرت على تربية أطفالها وتحقيق حلمها فيهم.

عندما تقدم سن الأطفال والتحقوا بالمدارس زادت أعباء ومتطلبات الحياة على الحاجة «خضرة»، فلجأت إلى تدبير نفقاتهم إعتمادا على الله وحده ودون قبول أي مساعدة من أحد.

تصف الحاجة «خضرة» معاناتها بأنها «ذاقت الأمرين والعذاب»، لكنها لم تستسلم وكافحت وتحملت الظروف الصعبة، الى أن أتم أبناءها جميعا تعليمهم وتزوجوا ما عدا عمر «آخر العنقود».

يقول «محمود» نجلها البكر والذي ساعدها في تحمل المسئولية، أنه لو ظل يعمل طوال حياته من أجل والدته لن يكون قادرا على تعويض لحظة واحدة من لحظات التعب والشقاء التى عاشتها أمه من أجل وصوله واخوته إلى تلك المراحل التعليمية.

يؤكد باقي الأبناء أنهم كانوا يتوجهون إلى السماء بالدعاء ويقولون: «يارب وفقنا فى دراستنا من أجل أمنا وليس من أجلنا» والآن يتقدمون بكل الشكر إلى الله أولا، ثم أمهم التى صممت على الكفاح من أجلهم، وحرمت نفسها من جميع ملذات الحياة مثل أي إمراة.

رغم كل ذلك فعطاؤها لم ينقطع، وجهت الأم المثالية تكاليف العمرة التي أرسلها نجلها تقديرا لدورها البطولي ورحلة الكفاح النادرة لشراء مواد البناء التي أسست بها بيتا من أجل أحفادها والذين بلغ عددهم حتى الآن 26 حفيدا.

كرم أهالي القرية صاحبة تلك الملحمة الرائعة آملين في أن تلتفت وزارة التضامن ومحافظة الشرقية نحوها، وتعمل على تكريمها التكريم اللائق باعتبارها نموذج يحتذى به.

1 2

3 1

4 1

أحمد سمير

أحمد سمير حاصل على بكالوريوس إعلام جامعة الأزهر .. أعمل بمجال الصحافة منذ عام 2015 .. عملت في موقع الشرقية توداي كاتب صحفي .. وصحفي فيديو .. وحاليا محرر صحفي .. عاشق للتصوير والمونتاج والإخراج
زر الذهاب إلى الأعلى