الطيب: اتهام الأزهر في تفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية «كذب تجاوز الحدود»

وأكد الطيب أن نظام الخلافة الإسلامية في الأزمنة الماضية كان يقضي بأحكام تشريعية معينة- اقتضاها منطق العصر آنذاك- فيما يتعلق بحقوق غير المسلمين في دولة الخلافة، مضيفا: «حين يتغير النظام السياسي تتغير معه أحكام كثيرة أو قليلة ارتبطت به، وقامت على أساسها علاقة غير المسلمين بالدولة الإسلامية».

وأشار إلى أن قضية «المواطنة» هي القضية الأولى التي يجب أن يتحدث فيها قادة الأديان في ظل التحديات الموجودة حاليا، لأنها الرد العملي على الأوهام التي تجد من الدعم المادي والأدبي ما خيل لهؤلاء المتوهمين، أن العمل على تحقيق هذه الأوهام جهاد في سبيل الله وعودة بالإسلام إلى عصور المجد والعزة.

وشدد شيخ الأزهر على أن المواطنة هي الضامن الأكبر لتحقيق المساواة المطلقة في الحقوق والواجبات بين المسلمين وغيرهم، لافتا إلى أن الأزهر ومجلس حكماء المسلمين عقدا معا مؤتمرا في فبراير الماضي عن «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل» وأُعلن فيه لأول مرة في تاريخنا الحديث أن نظام المواطنة إسلامي خالص، طبقه النبي (ص) في أول دولة إسلامية بالمدينة المنورة، وتابع: «نظرا لأن المواطنة وتساوي الحقوق والوجبات قائمة بالفعل في المجتمعات الغربية، كان التحدي الأكثر حضورا هناك هو التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا شديدة الخطر، إذا ما تركت تتدحرج مثل كرة الثلج ولم تواجه ببيان حقيقة الأديان وفلسفاتها ومقاصدها في إسعاد الإنسان والارتقاء به في مدارج الكمال الروحي والعقلي والخلقي»، محذرا من أن تتطور ظاهرة الإسلاموفوبيا اليوم إلى ظاهرة الدينوفوبيا في الغد القريب.

وأشار إلى أن مشكلة الأديان السماوية اليوم لا يمكن أن تحل بالانشغال بالصراع فيما بينها، وإنما الخطوة الأولى للحل هي إزالة ما بينها من توترات ومواريث تاريخية لا يصح أن نصطحب آثارها السلبية، أو نستدعيها في الوقت الذي نواجه فيه نذر معركة طويلة مع أعداء الأديان، وأمام وحش يعد نفسه جيدا لالتهام الجميع، ومن أجل هذه الغاية التي نضعها نصب أعيننا، وأعني بها التعارف والتفاهم بين المؤسسات الدينية، سعى الأزهر بنفسه للقاء قادة المؤسسات الدينية الكبرى في أوروبا بالفاتيكان ولندن وجنيف وفلورنسا وباريس وبرلين، وأوفد قوافل السلام طافت كثيرا من عواصم العالم في آسيا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا.

وطالب الطيب بالحذر من أكاذيب الإعلام التي تربط الإرهاب بالإسلام، وتتهم المسلمين باضطهاد مواطنيهم من إخوتهم المسيحيين، وأن الإسلام- أو الأزهر في أحدث مسرحياتهم المفضوحة- وراء التفجيرين الإرهابيين الأخيرين بكنيستي طنطا والإسكندرية، فمثل هذه الأكاذيب لم تعد تنطلي على عاقل يقرأ الأحداث وما وراءها قراءة صحيحة، واصفا ذلك بأنه كذب تجاوز الحدود.

وتابع: «الحقيقة التي يثبتها الواقع أن الإرهاب يقتل المسلمين قبل المسيحيين»، مشيرا إلى أرقام مراكز الاحصاء والرصد عن ضحايا الإرهاب في العراق وسوريا ومصر، وأكد أن الإرهاب لا دين ولا وطن له، فالغاية عنده ضرب استقرار الأوطان، ولتأت الوسيلة من مسجد أو كنيسة أو سوق أو أي تجمع للبسطاء الآمنين.

من جانبه، قال أولاف فيكس، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، إن المسلمين والمسيحيين يجب أن يعملوا معا لتحقيق السلام، والمساواة في الحقوق والواجبات لكل البشر، ومن أجل ذلك أنشأنا مؤسسة للحوار بين الأديان.

وأضاف فيكس، خلال الجلسة الثانية من الحوار بين مجلس حكماء المسلمين ومجلس الكنائس العالمي، أنه يوجد عُشر المسيحيين الذين كانوا موجودين بالعراق قبل الأحداث التي تعرض لها، موضحا أن العالم يتغير بصور مختلفة وأسس العدل والمساواة من اهم النقاط التي يجب التركيز عليها.

وتابع: «الإسلام والمسيحية دينين إلهيين سماويين يدعوان للسلام، والإسلام دين انفتاحي يدعو للحوار، والمسلمون والمسيحيون يعملون معا لتعزيز السلام وتحقيق الإنسانية في أوجهها ومعانيها المختلفة.. فالإيمان بالله الواحد يحمل الخير لجميع البشرية، وذلك يستدعي الحوار والمساءلة في الحقوق والواجبات لكل البشر لأننا جميعا نمثل مواطنين على قدم المساواة، نؤمن بإله واحد ونحمل الخير لجميع البشرية.

وأضاف: «هناك من يستخدم العقائد لنشر النزاعات في مناطق مختلفة من العالم، ونعمل على إنشاء مؤسسة لحل هذه النزاعات»، موضحا أن الدول الأوروبية تتبنى موقفا معارضا مخزيا من اللاجئين لأنهم مسلمون.