منوعات

القاتل تخلّص من جثة والدته وعاد ليكمل حديث الحب بالتليفون مع حبيبته

القاتل تخلّص من جثة والدته وعاد ليكمل حديث الحب بالتليفون مع حبيبته

«يا ابنى حرام عليك اللى بتعمله ده، انت لسه قاعد تتكلم مع البنت اللى انت ملموم عليها؟ ريّح نفسك، مش هتجوزها عشان دى مش هتنفعك».. كانت تلك الكلمات بمثابة الرسالة الأخيرة التى وجهتها لابنها «طاهر حفظى فؤاد»، 21 سنة، خلال حديثه على الهاتف مع فتاة ارتبط بها عاطفياً، وكان ينوى خطبتها، لكن تلك الرسالة التى وجهتها الأم «صباح محمد راشد 46 سنة» كانت سبباً فى قتلها.

وجدت الأم باب غرفة ابنها مغلقاً، وعندما طرقت عليه شاهدته يتحدث مع الفتاة التى كان يستعد لخطوبتها، فغضبت الأم وصرخت فيه بقولها: «سيبك من البنت اللى هتجيبك ورا وشوف لك شغلانة أحسن»، انتفض الابن من مكانه ليضع يده على فم والدته خشية أن تسمع حبيبته كلماتها، وعندما استمرت فى حديثها أغلق نجلها الهاتف وبدأ فى ضربها بيديه حتى سقطت على الأرض، وجلس فوقها وقبض بيديه على رقبتها، ولم يتركها إلا جثة هامدة داخل منزل الأسرة فى منطقة السلام.

جثة الأم الملقاة أمام ابنها البكر لم تحرك فيه ساكناً، وببرود أعصاب أمسك القاتل جثة والدته من قدميها وسحبها من غرفته إلى بلكونة المنزل وأغلق عليها الباب، وعاد ليكمل حديثه مع حبيبته كأن شيئاً لم يحدث، مبرراً لها غلق الهاتف بنفاد الشحن من بطارية الهاتف، وواصل حديث الحب والغرام مع الفتاة بعد أن أجاب عن استفسارها عن صرخات والدته بأنها كانت فى خلاف مع شقيقه الأصغر.

لم يتوقف المتهم عن الحديث مع حبيبته حتى عاد والده فى ساعة الظهيرة وهو يحمل شنطة صغيرة بداخلها «فول وطعمية وبطاطس وباذنجان» من أجل الإفطار، وطرق باب الغرفة على نجله ليجده على ذات الهيئة التى شاهدته عليها والدته يتحدث مع تلك الفتاة، وعندما أبدى الأب غضبه من تصرف ابنه بقوله «انت كل يوم هتقعد تتكلم بالساعات فى التليفون بدل ما تروح تدور على شغلانة؟»، أسرع الابن إلى المطبخ وأمسك سكينة وسدد بها ضربة فى رأس والده فأصيب بجرح غائر، وعند سقوطه على الأرض حاول المتهم خنق والده لينال ذات مصير والدته، لكن الأب تمكن من فك يدى المتهم بعضة قوية، وحضر الجيران على صوت استغاثة الأب وتمكن المتهم من الهروب.

فوجئ الأب والجيران بوجود زوجته جثة هامدة داخل بلكونة المنزل، فأسرع بالإتصال بالشرطة، فانتقلت قوة من قسم السلام أول قادها المقدم محمد السيسى، رئيس المباحث، الذى أخطر اللواء عبدالعزيز خضر، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة بالواقعة، وتحفّظ على مسرح الجريمة حتى حضر مدير نيابة السلام، وأجرى معاينة لمكان الحادث، ونقل الأب المصاب إلى مستشفى السلام العام لإسعافه، بينما قررت النيابة انتداب الطب الشرعى لتشريح جثة المجنى عليها لمعرفة أسباب الوفاة.

«ضهرى اتقسم من الشنط اللى بشيلها فى قرية البضائع بمطار القاهرة طول ساعات اليوم عشان أوفّر لقمة عيش لمراتى وأولادى، وماكنتش متخيل إن مراتى تموت على إيد ابنى»، بهذه الكلمات بدأ الأب المصاب فى شرح تفاصيل الجريمة قائلاً أن ابنه «طاهر» الابن الأكبر الذى نفّذ جريمة قتل والدته ووضع جثتها فى بلكونة المنزل وعندما عاد وجده يتحدث فى الهاتف فطلب منه البحث عن عمل بدلاً من الحديث فى الهاتف، ففوجئ بنجله يحاول قتله بالسكين ولولا دخول الجيران الذين تمكنوا من تخليصه من يدى المتهم وإبلاغ رئيس مباحث السلام بالواقعة، لكان قتله.

«كنت بين الحياة والموت وابنى ماسكنى من رقبتى، بس ليا عمر جديد، مش عارف تخلصت منه إزاى»، واصل الأب المصاب شرح تفاصيل الجريمة فى محضر الشرطة قائلاً إن المتهم عزم النية على التخلص منه وطعنه بالسكين على حين غفلة أثناء وقوفه فى الصالة للنداء على والدته التى لم يعرف خبر مقتلها إلا بعد هروب المتهم من المنزل وحضور الجيران الذين أنقذوه من يديه.

أما المتهم فقال، أمام الفريق الأمنى الذى يشرف عليه اللواء هشام لطفى نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة: «الإعدام أحسن من زنّ أبويا وأمى، مش ندمان على اللى حصل، أنا ندمان إن أبويا روحه ما طلعتش فى إيديا هو التانى»، بتلك الكلمات بدأ القاتل اعترافه بتفاصيل جريمته أمام المقدم محمد السيسى رئيس المباحث ومعاونه عمرو شومة، قائلاً إن أبويه كانا يكرهان الخير له ولا يرغبان فى زواجه من أجل الحصول منه على حصيلة عمله لينفقها عليهما، كما أنهما كانا يحاولان إرغامه على الزواج من فتاة من محافظة المنيا تقيم أسرتها بجانب منزل أسرة المتهم فى منطقة السلام.

وعقب انتهاء استجواب المتهم أحيل إلى المستشار محمد سمير، رئيس نيابة السلام، الذى قرر حبسه على ذمة التحقيقات وطلب تحريات المباحث حول الواقعة بعد أن نسبت إليه النيابة تهمتَى قتل والدته عمداً والشروع فى قتل والده.

«كنت مخنوق من سوء معاملة أبويا وأمى وإصرارهم على سبى كل ما يشوفونى أتكلم مع البنت اللى كنت عايز أخطبها».

شهود العيان قالوا فى تحقيقات النيابة إنهم أسرعوا إلى منزل المجنى عليها والمصاب عقب سماعهم صرخات استغاثة من الأب، وعند دخولهم وجدوا المتهم يخنق والده الغارق فى دمائه، وتمكنوا من تخليصه من يديه، وأثناء انشغالهم فى إسعاف المجنى عليه فوجئوا بهروب المتهم من المنزل.

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى