تقارير و تحقيقات

بالفيديو.. قصة رجل الأعمال «صلاح عطية» التاجر مع الله

maxresdefault

كتب | أحمد الدويري

أن تتاجر مع الله وتصبح غائبا حاضرا خير من أن تصبح مشهورا أو ثريا، هذا هو المبدأ الذي آمن به وعاش عليه المهندس الراحل «صلاح عطية»، مواليد قرية تفهنا الأشراف مركز ميت غمر محافظة الدقهلية التي تقع بالقرب من الزقازيق، كان شخصاً مغموراً خلال حياته ولكن بعد وفاته تناقلت صفحات الإنترنت جنازته التي حضرها أكثر من نصف مليون شخص، وأخذت بعدها البرامج بالقنوات الفضائية تتحدث عنه وعن إنجازاته، ليصبح مشهوراً بعد وفاته مذكوراً بكل ما هو محمود.

الجنازة

أمير الخير

وصفه النجم الكوميدي الكبير «محمد صبحي» بأنه رجل محترم، سار بجنازته حوالي نصف مليون مواطن، قال عنه أهل بلده أنه كان لاينسى الغلابة ولم يكن يترك لنفسه شيئا يملكه فقد عاش لله، بالإضافة إلى أنه لم يظهر نهائيا بالإعلام.

في حين قال الداعية الشيخ «محمد حسان» بأن أبرز ما تعلمه من عطية هو اليقين، وأضاف الشيخ خالد الجندي بأن عطية ملقب بأمير الخير.

صديقه

موقفه من الترشح لرئاسة الجمهورية

قال المهندس «إبراهيم المر»،أحد الأصدقاء المقربين للمهندس الراحل، أن عطية أخبره سنة 1982 بأنه ينوي بناء معهد أزهري وجامع وأنه لم يصدقه وقتها، ولكنه فوجئ بعد مرور 3 سنوات بأنه قام فعلا ببناء ما وعد ببناءه وأكثر «حضانة ومعهد أزهري ابتدائي ومستشفى بعيادان خارجية»، مشيراً إلى أنه استدان من زملائه بالسعودية لمساعدة صديقه عطية في استكمال بناء الجامع.

واستطرد بأن صديقه الراحل كان شخصاً يعمل بجد ولفترات طويلة تصل أحيانا لـ 20 ساعة ، وأنه عندما اخبره برغبته في ترشيحه كرئيسا للجمهورية اعترض بشدة ووبخه على ذلك، لأنه لا يرغب في أي مال أو سلطة فهو يعمل مع الله، وذلك على حد قوله.

الدكتور

مستشفى مؤسسة البدر الخيرية

هذا وقد قال الدكتور «سمير زيد» المدير التنفيذي لمستشفى مؤسسة البدر الخيرية – التي بناها الحاج عطية – بتفهنا الأشراف بأن المستشفى تم بناؤها منذ عامين وتعمل منذ عام، وبها كل التخصصات قسم للمخ والأعصاب، قسم الغسيل الكلوي، قسم للحضانات، غرف عمليات، عناية مركزة، عيادات خارجية لـ 14 تخصص، قسم للأشعة، معمل آمن به جميع الأجهزة اللازمة لمختلف التحاليل المطلوبة، وقسم لمناظير الباطنة).

واستطرد «متوسط التردد على المستشفى في اليوم يصل لحوالي 200 فرد، والكشف بالعيادات الخارجية يعتبر مجاني لأن تكلفته هي 20 جنيه فقط، فضلاً عن كون المستشفى مجهزة بفريق طبي كامل ومدرب على مستوى عالي»، مؤكدا على أنه منذ أن جاء للعمل بالمشفى – بناء على طلب الحاج عطية – والفقيد يجيب كل طلباته الخاصة بمستلزمات المشفى دون رفض أو تأخر.

إنجازات الفقيد

منصور

وقد أضاف الحاج «صلاح منصور»، أحد أبناء تفاهنا الأشراف، أن أهل القرية كانوا يعملون جميعا كعمال بالزراعة وبعد ظهور مجانية التعليم ودخولهم الجيش وانتهاء الحرب قاموا بعمل اجتماع ترأسه الحاج صلاح عطية عمدة القرية آنذاك، واتفقوا خلاله على الاهتمام أولا بالتعليم فقاموا بإنشاء الحضانة والمعهد الابتدائي بنين وبنات.

وبعدها كان شيخ الأزهر يأتي كل عام يأتي ليفتتح منشأة تعليمية جديدة قاموا ببنائها، حيث افتتحوا مدارس للتعليم الإعدادي والثانوي، ومن ثم اتفقوا على فتح فرع لجامعة الأزهر، وتمكنوا بالفعل من افتتاح فرع لكلية الشريعة والقانون وبعدها كلية التجارة، ثم كلية التربية وأخيرا كلية للعلوم الإنسانية.

هذا وقد نوه صلاح إلى أن الجامعة تم بناؤها من خلال جمع التبرعات التي كان يضيف الحاج عطية عليها لاستكمال المبلغ المطلوب للبناء، وأن الحاج عطية كان يحرس المؤن ويحضر الطعام للعمال بنفسه.

التجارة مع الله

ابن الاخ

بينما قال محمود جودة عطية، ابن أخو الفقيد، بأن الحاج عطية كان أخا وصديقا لكل من يحتاجه متواجدا دائما في الحزن والفرح، وأنه كان يتمتع بقدر كبير من الإنسانية والحفاظ على صلة الرحم ويتسم بالكرم والتواضع، وأنه لم يقبل بالزواج من أخرى رغم أن زوجته لم تكن تنجب أطفالا، فعمله كله كان خالصا لوجه الله، وذلك على حد قوله.

والجدير بالذكر أن الدكتور سمير زيد، المدير التنفيذي لمستشفى مؤسسة البدر الخيرية، قام بإعداد فيديو يبث من خلاله لقطات له ولأقارب وأصدقاء الفقيد يتحدثون خلالها عن أعمال الراحل الخيرية التي قام بها خلال حياته، معبرين عن امتنانهم له وأسفهم على رحيله.

 

 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى