علوم و تكنولوجيا

جين التدخين في الحمض النووي للإنسان

جين التدخين في الحمض النووي للإنسان

عثر علماء الوراثة على جين غريب وطفرته تغيراته كان قد علم البشر الكرومانيونيين تحمل الدخان الصاعد من المشعال.

وقد ساعدهم هذا الأمر على الانتصار في المنافسة مع الإنسان البدائي النياندرتالي القاطن في أوروبا Homo neanderthalensis.

يذكر إن الإنسان  النياندرتالي كان يقطن اوروبا قبل أن يهجر إليها الإنسان البدائي الآخر الكرومانيوني الإنسان الأول الذي اختلف جينومه قليلا عما كان عليه لدى الساكن المحلي النياندرتالي.

وقام فريق من علماء الوراثة برئاسة الباحث سوانتي بآبو عام 2009 بتحليل جينوم الإنسان  النياندرتالي وقارنه بجينوم الإنسان الكرومانيوني الإنسان الأول Cro-Magnons Anatomically Modern Humans or Early Modern Humans المستوطن أوروبا منذ 50 ألف عام ، وذلك استنادا إلى بعض سلاسل الحمض النووي للإنسـان  النياندرتالي الذي كان يقطن منطقة المجر وكرواتيا المعاصرتين وانقرض بعد مجيء الإنسان الكرومانيوني المستوطن.

وقد كشف الباحث سوانتي بآبو السبب المحتمل لتغلب أسلافنا المهاجرين في تلك المنافسة. ويعود ذلك إلى رد فعل الرئتين على انبعاث الهيدروكربونات المسرطنة.

واتضح أن نسخة جين  AhR  لدى المهاجرين والتي تتولى مكافحة الدخان كانت قد تعرضت للعديد من الطفرات وأصبحت أقل حساسية لتأثير البنزول وغيره من المواد المسرطنة التي يحتوي عليها الدخان الناتج عن المشاعل.

هذا فيما بقي الجين على حاله لدى السكان المحليين الأوروبيين النياندرتاليين Homo neanderthalensis الذين صاروا يصابون بأمراض السرطان نتيجة اقتباسهم لعادة تناول اللحوم المشوية بنار المشاعل وانقرضوا مع مرور الوقت.

ويرى العلماء أن تلك الطفرات التي تعرض لها جين AhR  منذ مليون عام مكنت أسلافنا من العيش في ظروف تأثير الدخان الدائم عليهم والانتقال فيما بعد إلى التمدن.

فيما شكلت تلك الطفرات اساسا لعادة التدخين التي لا تؤدي فورا إلى ظهور مشاكل في صحة المدخنين وتسمح لهم بالتدخين على مدى عشرات الأعوام إلى أن يصابوا بمرض السرطان أخيرا ويموتوا.

 

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى