حسن المستكاوي | يكتب : هذا المشجع الأحمق..!
** فى قرعة الدورى الأوروبى، المسابقة الثانية، تضمنت المواجهات لقاء بين فنار بخشة التركى، ولوكومتيف موسكو الروسى. . وخرج رئيس الوزراء التركى أحمد داوود اوغلو بتصريحات عاقلة ومتزنة.. حيث قال حسب وكالة الأنباء الفرنسية: «الأتراك والروس الذين سيعج بهم الملعب هنا وهناك ليسوا خصوما ومن المؤكد أنهم ليسوا أعداء». وأضاف: «اذا لعبت المباراة بروح نبيلة وساعدت فى تخفيف حدة التوتر بين البلدين، فذلك يعنى بان هناك شيئا ايجابيا اتت به قرعة اعتبرت سلبية».
** هكذا يتحدث أهل السياسة العقلاء. ثم إن المناصب تفرض مسئولية، وتحكم الكلمة. وليس صحيحا أن الرياضة بعيدة عن السياسة، فكل شىء أصبح سياسة.. لكن الصحيح أو ما يجب أن يكون صحيحا هو أن الرياضة كما كنا نقول منذ زمن، توطد أواصر الصداقة بين الشعوب، وسيبقى مشهد الألعاب الأوليمبية حدثا إنسانيا يستحق التقدير والاحترام، إذ يجتمع العالم والبشر بألوانهم ودياناتهم وعقائدهم المختلفة على أكبر مائدة سلام عرفتها البشرية. يتنافسون، ويتحابون..
** الأمر يختلف أحيانا بالنسبة للمشجعين، فهم بلا مسئوليات، ويمكن أن تفرز لغتهم الكراهية، ويمكن أن تصنع عداء بين الشعوب، خاصة حين يسود الجهل، وتغيب ثقافة احترام الآخر . فكتب أحد المشجعين الأتراك على تويتر يقول: «سبق أن ضربناهم فى الهواء.. وسنرضبهم على أرض الملعب.. ننتظر لوكوموتيف موسكو!».
** تلك الكلمات تعكس حماقة كبيرة.. وهذا المشجع التركى أحمق يفسد ما يحاول السياسى أن يصلحه.. وهو الفارق بين مسئولية المنصب، وحرية التعبير المزعومة التى باتت تشعل النار، والأجواء والحروب بين الشعوب!
المصدر