مقالات

خالد منتصر | يكتب:مصر لن تتقدم إلا بالتخلص من الألف وائل

%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%B1

داخل كل مؤسسة وشركة وهيئة مصرية يوجد وائل!!، ألف نسخة تقبع خلف مكتب الرجل الثانى فى كل الأماكن الحساسة فى مصر، هناك رئيس مؤسسة أو مدير هيئة أو كوماندا شركة معلن ومعين وظاهر، لكن هناك أيضاً الرجل الثانى، الشبح الأقوى المهيمن المسيطر الذى يحرك كل شىء من خلف الستار بالريموت كنترول، الكل رهن أصابعه كالماريونيت، يتحكم فى المصائر، وكأنه نصف إله، هو الممر والجسر الوحيد إلى الكوماندا والزعيم والمدير والرئيس، يصرخ فى الجميع منتفخ الأوداج: «أنا ربكم الأعلى»!، مدير مكتب أو أمين عام أو حافظ سر أو حامل حقيبة أو مانح دواء أو مهرج ملك أو فقيه سلطان.. إلخ، آفة مصر وسرطانها هى كل تلك الوائلات الشلبيات المنتشرة فى نسيج ونخاع الوطن، يقال إن هناك شكاوى وبلاغات ونصائح قدمت بألا يتعين المستشار وائل من أساسه، وبعد تعيينه قدمت أيضاً النصائح بتحديد المدة وعدم المد والتجديد، ولكن لا حياة لمن تنادى، لم توجد آذان صاغية، من هنا كان التوغل والتوحش، الذى نجده فى كل مؤسساتنا بسبب الرجل الثانى مركز القوى، اقرأوا معى المناصب التى تولاها الرجل الثانى نتيجة كرسيه الراسخ وموقعه المؤثر وقراره النافذ، كان الأمين العام الراحل منتدباً إلى أكثر من 10 جهات حكومية، فكان المستشار القانونى لمحافظ الشرقية، والمستشار القانونى لجامعة المنوفية، وكان عضو مجلس إدارة شركة الاتصالات، ممثلاً عن مجلس الدولة، وعضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك، ممثلاً عن مجلس الدولة، وعدد من الجهات الأخرى، بالإضافة إلى تحكمه فى اللجان الضريبية ومجالس التأديب التى يشارك فيها، إضافة إلى كونه المتحكم فى حركة الانتدابات والإعارات للمستشارين داخل المجلس!!، علامات استفهام كيف ولماذا ومتى؟، ولا بد قبل تلك الأسئلة أن نطالب بترشيد بل بمنع حكاية المستشار فلان فى الشركة الفلانية مندوباً عن الهيئة القضائية العلانية، كيف سيستقيم الوضع إذا كانت هناك خصومة مع تلك الشركة الفلانية وكيف سيرفع الحرج عن المنتدب إلى تلك الشركة، التى بالطبع يقبض منها مكافآت!!، الخطر كل الخطر أن يتوحش ويتغول أى شخص فى أى مؤسسة، بحيث يكون حافظ السر الأوحد الذى لا أستطيع مقابلة صاحب القرار إلا بإذنه أو أمره أو توقيعه أو رضاه، من هنا تبدأ الحاشية والقبيلة وحملة المباخر وشلة الحبايب الضيقة ودائرة المرضى عنهم، لا بد أن نستوعب الدرس ونتعلم من قضية الرشوة الكبرى، وإلا علينا وعلى شعبنا ووطننا السلام، اقرأوا تلك المناصب التى ذكرتها للمستشار الراحل وفكروا للحظة فى شعور كل من يريد إعارة أو يطمع فى انتداب كيف سيتصرف مع الرجل الثانى؟، هل من الممكن أن ينتقده وهو أيضاً عضو لجنة التأديب، أى أنه صاحب المنح والمنع، كل رجل ثان فى مصر هو دولة داخل الدولة وجزيرة مستقلة داخل قارة المحروسة، هل تتذكرون الرجل الثانى، مدير مكتب رئيس الوزراء، صاحب أقوى ذاكرة رقمية والذى كان يحكم مصر من خلف ستار؟، هل تعرفون الرجل الثانى فى أهم مؤسسة دينية الذى يمنح الإعارة ويمنع الترقية ويختار المتحدثين إلى الإعلام، ويمثل الكبير فى الدستور ويحتل مقدمة الصور فى زيارات الخارج؟.. إلخ

إنها مجرد أمثلة، ابحثوا عن كل وائل فى كل هيئة ومؤسسة ووقت أن تحددوه شخصاً، وتحدّوه سلطة، ستجدون مصر مختلفة وناهضة.

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى