أخبار العالم

رجال الأزهر يخوضون معركة ضد الدولة على طريقة «الإخوان»

%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%84 %D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1 %D9%8A%D8%AE%D9%88%D8%B6%D9%88%D9%86 %D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9 %D8%B6%D8%AF %D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9 %D8%B9%D9%84%D9%89 %D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D8%A9 %C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AE%D9%88%D8%A7%D9%86%C2%BB

أكد عدد من الخبراء والمتخصصين بالشأن الأزهرى، أن المشيخة انحازت إلى جماعة الإخوان الإرهابية فى حربها المفتوحة ضد الدولة، وباتت تسير على نهج الجماعة وخُطاها، ذاكرين عدداً من الأدلة على ذلك، منها تمرير أخبار فى وسائل الإعلام حول التهديد بالتظاهر فى مقر إقامة عائلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، بالأقصر، بدعوى الدفاع عنه فى مواجهة الدولة. ووصف الخبراء أن رفض الأزهر وتعنّته فى ملف تجديد الخطاب الدينى وإظهار الاستياء التام من تعدّد الدعوات الرئاسية والحكومية للتجديد «مماطلة على الأسلوب الإخوانى فى الرفض، حيث تتبع المشيخة سبيل التسويف والإلهاء وادعاء العمل والمماطلة، لحين تململ الداعى وتوقّفه عن المطالبة».

وقال حسين القاضى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن المشيخة تستخدم إثارة النعرات العصبية والقبلية للدفاع عن شيخ الأزهر ونشرها فى وسائل الإعلام بالتهديد بالتظاهر لقبائل الصعيد، احتجاجاً على ما وصفوه بـ«التطاول على الشيخ الطيب»، وهذا أمر مرفوض ولعب بالنار، مشيراً إلى أن المشيخة نشرت أخباراً، أمس، فى عدد من الصحف ذكرت فيها أن هناك «لجنة شعبية لدعم ومناصرة القضايا الوطنية». وأضاف: «هناك حملة إعلامية يقودها محمد عبدالسلام، مدير الشئون القانونية بالمشيخة، لإظهار مطالب الدولة للمشيخة بالعمل والتجديد لمواجهة التكفير بأنه صراع سياسى بين المؤسسة والدولة لأهداف سياسية».

وأوضحت مصادر أن «عبدالسلام» يُجرى اتصالات يومية بشخصيات برلمانية وسياسية وإعلامية للدفاع عن شيخ الأزهر وإظهار المعركة على أنها «معركة دفاع عن الإسلام والشريعة».

وقال النائب محمد أبوحامد لـ«الوطن»: «أرفض استخدام أسلوب التظاهر والضغط، للتعامل مع الدولة، فتلك منهجية غير منضبطة، وأنزعج من محاولة تصوير أمور غير صحيحة للمواطنين، للقيام برد فعل مثل التظاهر للدفاع عن شيخ الأزهر، لا أجد مبرراً لما يحدث، فالدولة والشعب وجميع السلطات محكومة بالدستور، وهو ما يحفظ الحقوق والإجراءات القانونية التى تُتخذ مع أو ضد أى شخص، وفقاً للدستور، فالتهديد بالتظاهر مرفوض، والدولة لم تتحرك بشكل رسمى ضد شيخ الأزهر أو تقترب من اختصاصاته، وعلى الجميع التعامل وفق الدستور، وعلى الإمام الأكبر أن يخرج بتصريح لضبط الأمر».

وقال الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، لـ«الوطن»: «اللى يهدد يهدد، ولا أظن أن هذا التهديد سيُنفّذ، فأى خروج على الدولة لا بد أن يواجه بحسم، ولا بد من إعمال القانون والدستور، فأنا كنت أول من ساندوا الإمام الأكبر فى حربه ضد الجماعة الإرهابية من قبل، لكن ما يحدث الآن هو رفض للتجديد، فالمشيخة تسعى لتكوين ضغط ضد الدولة، لكى تُمرر لهم الدولة المصرية اجتهادات لا أساس لها، ولا بد ألا تلتفت الدولة إلى مثل تلك التهديدات».

وتابع: «قيادات الأزهر مشكلتهم أنهم يريدون أن تكون مؤسسة سلطوية، فهم يخالفون التفسير الرحب للشريعة الإسلامية بأنه لا سلطة دينية فى الإسلام، فهم لا يسعون للقيام بدورهم فى ملف تجديد الخطاب الدينى، بل جعلوا أنفسهم فى عداء مع جموع المثقفين والصحفيين والدولة أخيراً، ولعلهم استخدموا سلاحاً واحداً فى الحديث مع معارضيهم، وهو السجن كما فعلوا مع إسلام بحيرى، ويسعون إلى سجن الصحفيين».

وقال سامح عيد الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: «الدولة خسرت معركة الخطاب الدينى بسبب المشيخة، فقيادات الأزهر مصرة على عدم التجديد، وهناك مواجهة للتنويريين بقوة داخل المشيخة، وهناك قيادات إخوانية داخل هيئة كبار العلماء، وداخل جميع المؤسسات الأزهرية، بالإضافة إلى الفكر السلفى داخل الأزهر، وهناك تشدّد من قِبَل علماء الأزهر، خصوصاً رؤيتهم فى الأمور السياسية، فهم يشبهون الإخوان والسعودية، وهناك اندماج بين الفكر الوهابى والأزهرى».

وأضاف: «كلمة الرئيس السيسى لشيخ الأزهر فى عيد الشرطة جعلته يتشدّد فى مواقفه أكثر، حيث جلس فى الأقصر أسبوعين كاملين، وتناقلت وسائل الإعلام أخباراً حول حالة غضب شديدة للشيخ والهيئة بسبب الانتقاد المستمر، وكذلك تجاهل شيخ الأزهر حضور مؤتمر الشباب الأخير بأسوان، رغم وجوده بالأقصر، ففى تصورى أن شيخ الأزهر منزعج من تكرار الانتقاد فى اللقاءات العامة، مما جعل الطريق مسدوداً مع الدولة».

وتابع: «إنزال المعركة إلى مستوى الشارع، وادعاء الدفاع عن الدين كارثة، فما حدث هو انتقادات ونقاش فى الرؤى، وليس سباً وقذفاً للشيخ الطيب، لذا نرفض كل محاولات المشيخة إثارة الفتن الاجتماعية والظهور بمظهر الضحية». وأوضح أن البيان الأخير لهيئة كبار العلماء كانت به سقطة كبرى، لانتقاده الدولة المصرية بشكل معلن، لأنه يعبّر عن موقف رسمى من المشيخة، ويختار طريق الصدام مع الدولة.

وقال الدكتور ثروت الخرباوى، القيادى الإخوانى المنشق، إن هناك حالة جمود داخل مؤسسة الأزهر، مشيراً إلى أن أسلوب المؤسسة فى التعامل التعليمى لم يتغيّر منذ عقود طويلة ووصل البعض بها إلى مرحلة التقديس، فلا يوجد مواجهة للفكر ولا سعى للتطوير والتحديث وتجديد الخطاب الدينى، وهناك بعض القيادات بمؤسسة الأزهر إخوان وسلفيون، وهناك من يخرج يبث رسائل كراهية وتحريض ضد الدولة. وأضاف: «مشيخة الأزهر لم تستطع مواجهة الفكر المتطرف، والدليل على ذلك أن هناك مئات الشباب المقتنعين بهذا الفكر، وينظرون إلى مشايخ الأزهر على أنهم منافقون للسلطة وليسوا أهل علم.

وحسب مصادر أزهرية، فإن المشيخة حتى الآن لم تُجب عن جميع وقائع الفساد الخاصة بتقارير الجهاز المركزى للمحاسبات الأخيرة، التى شملت وقائع فساد كبرى داخل المؤسسة وتم تحويلها إلى لجنة الشئون الدينية بالبرلمان، وتحقق فيها حالياً. وأوضحت المصادر أنه رغم ما وصفه قيادات الأزهر بتطوير مراكز الرصد والفتوى الإلكترونية وانطلاقة جديدة لبوابة الأزهر الإلكترونية، وتطوير صحيفة «صوت الأزهر»، فإن المشيخة لم تستطع وقف التحريض على العنف والإرهاب، وتنقيح التراث الذى يحمل الرؤى الفقهية للتيارات التكفيرية، بما يؤكد أن الأزهر بلا استراتيجية وعاجز عن أداء مهمته، وكذلك المرجعية الإسلامية الأولى، وهى هيئة كبار العلماء، لم تتحرك فى ملف تطوير الخطاب الدينى.

المصدر

أحمد سمير

أحمد سمير حاصل على بكالوريوس إعلام جامعة الأزهر .. أعمل بمجال الصحافة منذ عام 2015 .. عملت في موقع الشرقية توداي كاتب صحفي .. وصحفي فيديو .. وحاليا محرر صحفي .. عاشق للتصوير والمونتاج والإخراج
زر الذهاب إلى الأعلى