أعمدة

رضا عبدالسلام | يكتب : كابوس الدروس الخصوصية

رضا عبدالسلام

أحبتي ،دعونا نتفق على بعض الحقائق الاساسية

اولها اننا بصدد مرض خطير تجذر منذ سنوات، اهدر التعليم والعملية التعليمية وحول أبناء مصر الى مجرد شرائط يتم تعبأتها وتفريغها.

الحقيقة الثانية هي أن المعلم في مصر أهُدر حقه كثيراً رغم انه أولى فئات المجتمع بالتقدير المادي والأدبي، وكما قال المستشار كمال شاهين في حوار بشأن ألمانيا، وكيف أن المستشارة الالمانية رفضت طلب القضاة التساوي بالمعلمين لأن الإرتقاء بالمعلم هو أرتقاء بالمجتمع ككل.

اذاً المعلم المصري أهُين وطحن كثيراً وأن الاوان للاهتمام به.

الحقيقة الثالثة هي أن البيوت المصرية تئن بسبب الدروس الخصوصية التي تبتلع مايقرب من نصف ميزانية الاسرة وفي بعض الاسر تتم الاستدانة لسداد فاتورة الدروس وهو ماجعلها هم وكابوس لكل بيت في مصر.

الحقيقة الخامسة هي انه من المؤكد لدينا جميعا ان مدرسة اليوم لم تعد مدرسة الاربعينات والخمسييات من القرن العشرين، فقد باتت خاوية منفرة مهملة وطاردة لاعتبارت كثيرة يطول شرحها.

الحقيقة السادسة هي ان نظامنا التعليمي بمختلف مراحله ومناهجه نظام منفر وطارد يثقل كاهل الابناء بحشو لا طائل من ورائه، وهو ما يدفع بالاسر للبحث عن دروس خارجية لتمكين الابناء من حفظ تلك الطلاسم والكوابيس.

الحقيقة السابعة هي ان ثافتنا في مصر بشأن كليات القمة وكليات القاع هي ثقافة بالية وفاشلة ولا مثيل لها في باقي دول العالم، فلسيت هناك كليات قمة اوكليات قاع، فالعبرة بك انت وفيما تطمح، ودليل ذلك انك بامكانك التفوق في كلية الحقوق ، وهي ليست كلبة قمة، وتعين وكيلا للنائب العام براتب اولي لا يقل عن ستة الاف جنيه، في حين يحصل زميلك الطبيب على الف وخسمائة جنيه، اذا نحن بحاجةلان نغير من ثقافتنا البالية،والاسنظل في هذا التسابق الاعمى نحو المجهول ويغذيه اصحاب مراكز الدروس الخصوصية وغيرهم. والسؤال هنا، هل مصر بحاجة الى مزيد من الاطباء والمهندسين ام الى الفنيين الذين يعملون بالمصانع والشركات؟

الحقيقة الثامنة هي اننا فعلا ليست لدينا رؤية واضحة لتطوير منظومة التعليم، بل لازلنا غير مدركين لحجم الكارثة، فقد ترتب على انهيار منظومة التعليم انهيار في كل شيء الصحة والاخلاق والانتاج…الخ. اذا الى الان لم نفعل شيء جدي لم نخذ خطوة حقيقية لتطوير تلك المنظومة البالية.

الحقيقة التاسعة، هي اننا لازلنا نتصرف بمنطق الجزر المنعزلة في تحركاتنا، مثلا عندما تحركت انا لاغلاق مراكز الدروس بالشرقية العام الماضي انما كان تنفيذا لطلب من وزيري التعليم والتنمية المحلية، ولكن ماذا عن باقي المحافظات؟نفس الامر يحدث الان في بورسعيد، ولهذا تفشل الجهود بسبب تفتتها وعدم اتخاذ موقف موحد وجامع يشعر الجميع بالعدالة والجدية.

اذا من خلال الحقائق المشار اليها اعلاه يتضح ان ظاهرة الدروس الخصوصية هي عرض لمرض، اذا اردنا التغلب على تلك الظاهرة واعادة بناء مصر من خلال التعليم علينا مواجهة كل حقيقة من الحقائق المشار اليها اعلاه بشكل علمي ومدروس وجا.د وصارم.
ان شاء الله اعرض لحضراتكم في مقال لاحق لاليات مواجهة تلك الظاهرة واجتثاها بشكل علمي وقابل للتنفيذ دون جور على احد.والله الموفق.

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى