أعمدة

رضا عبد السلام | يكتب: بعض مقترحاتي لدراسة أزمة التوك توك

الشرقية الدكتور رضا عبد السلام1

عمل الملايين من المصريين وخاصة من الشباب على«التوك توك» اكيد فتح بيوت ووفر ابواب رزق وحل مشاكل ناس لم تفتح امامها ابواب اخرى ، اذا تفشى الظاهرة بهذه الشكل ليس الا نتاج فشل سياسات التشغيل وسوق العمل والتعليم والانتاج والصناعة خلال العقود الماضية.

فالكل مشارك في الجرم من قصور سياسات حكومية او صناعية حيث الاجور المتدنية وضعف في التدريب والحوافز والحماية بالقطاع الخاص فضلا عن تردي مخرجات التعليم وخاصة التعليم الفني.

ولكن لابد من التفكير برؤية علمية ووطنية بعيدة المدى، بحيث ندرس تأثير هذا السرطان الذي تحكم في مفاصل وشكل ومظهر وقيم مجتمعنا . ماذا عن تاثيره على الصناعة واحتياجات المصانع وتحديدا القطاع الخاص، بعد ان تسرب الملايين من زهور شبابنا للعمل على توك توك؟ مذا عن المهنيين والحرفيين في مختلف الحرف التي ماتت والتي كنا نصدرها لباقي دول العالم؟

ماذا عن الجريمة التي زادت معدلاتها بسبب استشراء هذا السرطان؟ ماذا عن استهلاك الوقود في تلك الملايين من التكاتك؟

ماذا عن وسائل النقل الاخرى التي تدفع الضرائب ولا يدفعها صاحب التوك توك؟

فأنا اعرف الكثيرين من ملاك التاكسي قاموا ببيعه وشراء عشرات التكاتك وتشغيلها…الخ.
الابعاد كثيرة ومتنوعة والقضية شائكة ومتشابكة ولكن حصيلتها وتأثيرها على الوطن سلبي للغاية، حيث تسرب الكفاءات وانتشار الجريمة واهدار الوقود حيث يمكن لاتوبيس واحد يعمل بالغاز ان يوفر الاستهلاك اليومي لمئات التكاتك.

من المهم ان نتعرف على تكلفة الفرصة البديلة، أي ماذا لو كانت تلك الملايين من الشباب تعمل بالمصانع لا على التكاتك أو ماذا لو لم توجد التكاتك وتأثير ذلك على حجم استهلاك الوقود والتلوث البيئي…الخ.

القضية بالفعل تستحق الاهتمام والدراسة الفاحصة لاسباب استشراء الظاهرة وسبل المعالجة، بما يوازن بين المصالح العامة والخاصة .

واعود واؤكد بان اتشراء الظاهرة بهذا الشكل لايسأل عنه المواطن بقدر ما تسأل عنه السياسات الحكومية في التعليم والتدريب والتشغيل والرقابة والاحتكار والاستيراد فضلا عن ضعف الاجور والمزايا والحماية للعاملين بالقطاع الخاص…الخ.

لابد وان تكون هناك حلول مرحلية للحد من تبعات الظاهرة وان يكون هناك تنظيم قانوني ينظم عمل وسير التوكتوك وان تتوفر الكفاءات النزيهة التي تضمن تطبيق القانون.

زر الذهاب إلى الأعلى