أخبار العالممقالات

سامح المصري |يكتب.. تعويم الجنيه ما له وما عليه

 

10623111_960267523989342_6582708616144440197_n

بعد قرار كان متوقع وغير مفاجئ من الحكومة والبنك المركزي الذي صدراليوم بحرير سعر الصرف « تعويم الجنيه » أمام الدولار وفقا لآليات العرض والطلب، وإطلاق الحرية للبنوك في تسعير النقد الأجنبي، بمعنى إطلاق سراح الجنيه المصري فى مصارعة حرة أمام الدولار «يوم طالع، ويوم نازل»  طبقا للعرض والطلب، ووفقًا للحكومة أن تلك القرارات تأتي في إطار الاستقرار النقدي واستهدافًا لمستويات أدنى من التضخم، وتصحيح سياسيات تداول النقد الاجنبي، ومنح البنوك المرونة في التعاملات، وهذا يهدف إلى استعادة تداول العملة، والدولار بالتحديد داخل “البنوك” والقضاء بشكل نهائي على السوق الموازية “السوداء” وذلك وفقًا لنص القرار الصادر عن البنك المركزي صباح اليوم.

الهدف من تعويم الجنيه طبقًا لقرار« المركزي» ، أن يقلل الضغط على البنك المركزي فيما يتعلق بحجم احتياطيات العملة الأجنبية ، وإنما الأهم أن انخفاض قيمة الجنيه نتيجة التعويم سيؤدي إلى زيادة الصادرات، فالمنتجات المصرية ستصبح أرخص كثيرا في الأسواق الخارجية، لأن الجنيه المصري انخفضت قيمته بشكل كبير مقابل الدولار واليورو، وغيرها من العمالات، وفي المقابل ستصبح الواردات أغلى كثيرا، ومن ثم سيرتفع سعر الشراء للكثير من السلع المستوردة، ذلك لارتفاع أسعارها بشكل جنوني، وهذا يهدف إلى استهلاك السلع المحلية، وانعاش الاقتصاد الداخلي للدولة.

 

1- فى قرار يجمع «المخاطرة والجرأة» أصبح سعر صرف الدولار في البنوك اليوم يبدأ من 13 جنيه .

2- مؤيدين القرار منذ اللحظة الأولى من إعلانه أعلنوا الأفراح والأستعداد لليالي الملاح ، بعد تخفيض قيمة الجنيه المصري بنسبة 48%، ليصعد الدولار 4.12 جنيه مرة واحدة، بعد تسجيله أمس 8، 88 جنيه في البنك الرسمية ، ليصل بعد القرار إلى 13 جنيه، مؤكدين أن هذا القرار ضربة “معلم” للقضاء على السواق السوداء، فيما أنتقد آخرون ، هذا القرار الذين وصفوه بأخر مراحل انهيار الأقتصاد، وفشل الحكومة.

3- هل هذا القرار سيقضي على السواق السوداء؟ نتذكر عام «2000» وقتها تجار السوق السوداء كانوا يعملون بسعر صرف خارج البنك تقريبًا من 5 قروش إلى 8 قروش، يعنى وقتها كان سعر الدولار 3، 40 وكان تاجر السوق السوداء ” بيلعب” في 5 قروش فقط، ورغم ذلك كانت السواق السوداء تتمتع بانتعاش جيد، وكان يجذب التجار الراغبين في بيع أو شراء العملة الأجنبية.

4- هل قرار تعويم الجنيه سيحقق الانتعاش الاقتصاد المصري؟ في الحقيقة اقدمت بعض الدول التي تتمتع باقتصاد قوي هذه الفترة بتعويم عملتها، منها مثلا« الصين » التي اقدمت العام الماضي على تعويم سعر صرف العملة الرسمية «اليوان » وحقق هذا القرار انتعاش اقتصادي ونتائج إيجابية نشهده جميعًا، ولكن السبب لان «الصين» دولة منتجة ومصدرة، وكانت« تركيا » أيضا قد اقدمت على تلك التجربة، حيث قامة بتعويم “الليرة” وحقق هذا القرار انتعاش اقتصادي لنفس السبب السابق، وهو ان تركيا دولة منتجة ومصدرة، لكن مع التجربة المصرية أعتقد أن الأمر سيكون أصعب لأننا شعب مستهلك بسنبة 90% من المستخدمات اليومية وأكبر دليل على ذلك استيراد الوجبة الرئيسة للمصرين “الفول” من أمريكا !

5- ندعوا الله جميعا ان تنجح هذه المخاطرة والتجربة الصعبة، وتتحقق عملية انتعاش للاقتصاد المصري لكي تعبر مصر الحبيبة من النفق المظلم الذي نعيش فيه هذه الفترة .

زر الذهاب إلى الأعلى