أعمدة

عماد الدين أديب | يكتب : إدارة الاختلاف بين مصر والسعودية

%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%81 %D8%A8%D9%8A%D9%86 %D9%85%D8%B5%D8%B1 %D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9%D8%9F

لم تلتفت وسائل الإعلام المصرية إلى تصريح بالغ الأهمية للأمير «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز» ولى ولى العهد السعودى، وزير الدفاع لمجلة «فورين أفيرز» الأمريكية.

جاء فى الحوار المطول بين الأمير وهذه المجلة المهمة رؤية «الرياض» حول كيفية التعامل مع خطر الإرهاب التكفيرى الذى يمثله «داعش».

قال الأمير : «إن السعودية قادرة على هزيمة داعش من خلال تحالفها مع تركيا والأردن ومصر».

وأهم ما فى كلام الأمير أن الرياض – رغم الاختلافات الأخيرة – تعتمد على مصر كحليف رئيسى لها فى المواجهة الإقليمية لخطر داعش.

هذا الكلام ينفى حدوث «طلاق استراتيجى» بين «القاهرة» و «الرياض» ، وأن السعودية رغم أى شىء وكل شىء، لم تسقط مصر من حساباتها.

هذا كله يؤكد أن الخلاف بين الأشقاء وارد الحدوث، وهو ليس شيئاً معيباً، ولكن مخاطره دائماً هى أن يتطور ويتدهور ويتحول إلى شقاق وخسائر للطرفين.

وإذا كان علم السياسة يعرف المعنى الحقيقى لمصطلح إدارة الصراع، فإنه يعرف أيضاً معنى كيفية «إدارة الخلاف» بشكل حضارى وعاقل وحكيم.

وأعتقد أنه قد حان الوقت لحديث حوار شفاف وصريح وأخوى بين مصر والسعودية «لإدارة الاختلاف فى الرؤى» حول ملفات سوريا، اليمن ، إيران وبعض الدول مثل : «فرنسا،أمريكا ،ألمانيا ،بريطانيا، روسيا والصين» التي تستفيد كحلفاء من تباين بعض المواقف لخدمة بعضها البعض.

فمثلًا: تستطيع «روسيا» أن تدعم الصين فى علاقات بكين مع طهران، وتستطيع فرنسا أن تدعم بريطانيا فى علاقاتها مع إيران.

منذ الحرب العالمية الثانية وكل حليف يلعب دور قناة الاتصال مع أطراف لا يستطيع الحليف الآخر إدارتها بشكل مباشر.

إذا حدث ذلك تستطيع الرياض أن تلعب دوراً إيجابياً لصالح القاهرة مع قطر وتركيا وكذلك تستطيع القاهرة أن تلعب دوراً إيجابياً لصالح الرياض مع موسكو ودمشق وطهران.

ليس عجيباً أن نختلف فى الرؤى السياسية ولكن الكارثة ألا نعرف كيفية إدارة الخلاف.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى