أعمدةمقالات

عماد الدين حسين | يكتب : نواب لا يحبون الصحافة كثيرا

عماد الدين حسين
صباح يوم الخميس الماضى، دخلت مقر الخيمة المعدة لاحتفال موسم حصاد القمح فى الفرافرة. قبل بدء الاحتفال ووصول الرئيس عبدالفتاح السيسى وجدت نفسى محاصرا ببعض أعضاء مجلس النواب وبعض الوزراء.
الموضوع الذى كان مهيمنا على غالبية الحضور هو الأزمة التى نتجت عن اقتحام بعد قوات الأمن لمقر نقابة الصحفيين يوم الأحد الماضى.
فوجئت بهجوم كاسح لغالبية النواب الحاضرين على الصحفيين ونقابتهم. أحدهم قال: «هو فيه كام صحفى يعنى فى مصر؟!»، والثانى رد يعنى عشان أقل من عشرة آلاف صحفى نغضب وزارة الداخلية التى تضحى من أجلنا؟!، أما الثالث فقال: «يعنى ايه نقابة الصحفيين قدس الأقداس.. هى الكعبة يعنى؟!»، وقال الرابع: «مش عايزين صحافة.. لكن عايزين شرطة»، وقال الخامس: «الصحفيين جايبين شوية حرامية وإرهابيين ودخلوهم النقابة وعايزين يحموهم؟!» وقال السادس: «الفلاحون قادمون لاقتحام النقابة!».
فى كل مرة، كلما هممت بالرد والتوضيح والمناقشة كنت أتراجع لأن مستوى النقاش كان إرهابيا وكارثيا ومكارثيا!
لكن الذى زاد ضيقى وحنقى ان بعض الزملاء الإعلاميين كان يتعاطف مع مثل هذا الكلام الأهطل المخلوط بالهبل!
فى طريق العودة من مقر الاحتفال إلى مطار الفرافرة للعودة إلى المنيا ومنها إلى القاهرة، جلس أمامى أحد هؤلاء النواب. وكانت المفاجأة أن هذا النائب يؤمن فعلا بكل هذه الخزعبلات التى كان يكررها فى قاعة الاحتفال.
لسوء الحظ أن هذا النائب وغيره يصدق فعلا كل ما يقال بأن الصحفيين على رأسهم ريشة ويريدون أن يكونوا متميزين ومختلفين عن الناس، ويتقاضون آلاف الجنيهات كل يوم، وأنهم جميعا منافقون أو إرهابيون أو أى صفة سيئة!!!.
من الواضح أن الدعاية المضادة التى شنتها بعض أجهزة وزارة الداخلية ولجانها الإلكترونية قد نجحت إلى حد ما فى تشويه صورة الصحفيين ونقابتهم، خصوصا فى الأوساط الشعبية والبسطاء من غير المتعلمين.
قلت لهذا النائب ان الصحفيين صاروا «أغلب من الغلب» فى مهنتهم ومرتباتهم ومعيشتهم، وبعضهملايتقاضى مرتباته منذ شهور أو بالتقسيط وبعضهم تم الاستغناء عنهم بفعل الأزمة الطاحنة التى تعصف بصناعة الإعلام والصحافة.
قلت له أيضا إن مطالب الصحفيين بعدم حبسهم فى قضايا النشر هى لصالح المواطنين والمجتمع أولا، حتى يكون الصحفى آمنا فى نشر كل البيانات والمعلومات الصحيحة، لكشف وفضح الفساد، لكن الصحفى يتم حبسه وسجنه فى كل القضايا شأن أى مواطن آخر.
قلت للنائب إن الصحفيين لا يعترضون على تنفيذ وزارة الداخلية أمر ضبط وإحضار الزميلين الصحفيين، بل اعترضوا فقط على الطريقة والاسلوب.
هناك نواب فى البرلمان متنورون، وينحازون للحريات الصحفية وبعضهم كان له مواقف مشرفة فى الازمة الاخيرة مثل خالد يوسف وهيثم الحريرى وآخرين. لكن للاسف فإن هذا النائب وغيره كثيرون من المضحوك عليهم لايعرفون أن نقيب الصحفيين يحيى قلاش بادر قبل الاقتحام بيوم واتصل بجهاز الأمن الوطنى للترتيب لتسليم الزميلين، ووعده الضابط بالمتابعة، ثم فوجئ الجميع بالاقتحام.
أعتقد أن نقابة الصحفيين تحتاج إلى شن حملة علاقات عامة جيدة ومنظمة لتوضيح هذه الصورة المشوهة.
سيقول بعض الزملاء ان هذا الكلام غير صحيح وان صورتنا مشوهة فقط لدى بعض البسطاء المضحوك عليهم، وان غالبية الشعب يعرف حقيقة الأمر ودور الصحفيين. وحتى لو كان ذلك صحيحا فإن الأمر يستحق. المشكلة الأكبر أن هناك نوايا كثيرين فى المجلس يفكرون بنفس الطريقة عن الصفحيين، وإذا صح هذا التوقع فعلينا ألا ننتظر خيرا كثيرا فى مسألة قانون الإعلام الموحد وأى تشريعات تخص الصحفيين والإعلاميين.

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى