أعمدة

عمار علي حسن | يكتب : أسئلة للرئيس عن إقالة محافظ الشرقية

عمار علي حسن
السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، هذه عدة أسئلة تدور فى ظاهرها حول إقالة محافظ الشرقية الأستاذ الدكتور رضا عبدالسلام، لكن باطنها يحمل استفهاماً حول أمور كثيرة عن الطريقة التى تدار بها البلاد، وأطرحها هنا، وقد لا تصلك، وإن وصلت فقد لا تجيب عنها، لأنك ترى أن هناك ما هو أهم وأولى بانشغالك الآن، لهذا فهى مطروحة بالأساس أمام الناس، وربما يكون هناك فى مصر من تدور فى نفسه مثل هذه الأسئلة أو جزء منها وقد تكون أزيد مما طرحت بكثير.

السيد الرئيس، كنت أعرف منذ مدة طويلة من كثيرين من أهل الشرقية أن محافظها الذى أقلتموه رجل محبوب من بسطاء الناس، وهم الأغلبية الكاسحة، التى تقول إنها جمهورك الذى تعمل من أجله، فهل أقلته لأنه نال حب هؤلاء؟ أم لأنه نال سخط عِلية القوم الذين تصدى لفسادهم؟

السيد الرئيس: هل هى مفارقة أم أحجية أم لغز أم متاهة أنه فى اليوم الذى شكلت فيه لجنة تقصى حقائق للنظر فى تقارير الفساد التى قال الجهاز المركزى للمحاسبات إنها تكلف مصر 600 مليار جنيه سنوياً تقوم بإقالة محافظ يحارب الفساد؟ وهل حقيقى أن من وراء إقالته مجموعة من رجال الأعمال الذين استولوا على أرض الدولة، أرض الشعب، الذى لا يزال محروماً منها، وتُعطى لأصحاب الحظوة تحت سمع وبصر من بأيديهم مقاليد الأمور؟

هل فعلاً هؤلاء قد دخلوا فى خلاف عميق مع المحافظ، بعد تشكيله لجنة لسحب أرض الإصلاح الزراعى التابعة لأحدهم ومساحتها 159 فداناً باسم شركة «ايتماكو» كان صاحبها ينوى تحويلها إلى منتجعات سياحية ومناطق سكنية فتدر عليه المليارات؟ وهل فعلاً أن المحافظ سحب ترخيص مزارع ملك أحدهم كانت تروى بماء الصرف الصحى وأعدم ما فيها من أسماك فخطط صاحبها للتخلص منه؟ أم غيره، رجل الشرطة الكبير، الذى كان يمتلك كازينو مخالفاً على النيل وعجز كل المحافظين السابقين عن إزالته لكن رضا عبدالسلام تمكن فى شجاعة من هذا فدبر الرجل للتخلص منه؟

السيد الرئيس، هل وصلك قول اللواء سامى سيدهم، نائب د. رضا، الذى قام بتسيير أعمال المحافظة بعده، فى معرض وصفه له من أنه «رجل ذو أخلاق رفيعة وبسيط ونشيط فى عمله» وقوله: «كنا نعمل بروح الفريق الواحد لمحاربة الفساد، حيث اتخذ المحافظ قرارات بإقالة مسئولين بالمحليات والإدارات الهندسية وإحالة الفاسدين منهم للنيابة وغيرها من القرارات المهمة»؟

السيد الرئيس، هل تصدق فى د. رضا أقوال رجل معروف تاريخه جيداً، تخلص منه «مبارك» كى يتخفف من حمل ثقيل، وأعدته أنت إلى الوزارة اسمه أحمد زكى بدر، وكل مصر تعرف من هو ومن أبوه؟ أم أنك لم تنصت إليه، كما لم تأخذ بترشيحاته لك التى شملت 11 شخصاً من الحزب الوطنى المنحل، وكان فخاً، تنبهت له فاستبعدت ترشيحاته، لكنك لا تزال تستأمنه، فهل هو الذى أوغر صدرك على د. رضا، لأنه لم يكن يداهنه وينافقه كما كان يفعل كثيرون من المحافظين؟

السيد الرئيس: هذه الأسئلة ما كان يمكن لها أن تطرح أصلاً لو كان الناس فى بلادى يعرفون ولو قدراً يسيراً عن الأسباب التى تجعل محافظاً يغادر وآخر يأتى، ووزيراً يرحل وآخر يجىء. فحتى وزير نعرف كل شىء عنه مثل أحمد زكى بدر عدت به إلينا، رغم كل ما هو عنه وما فيه وما به، ولا نعرف لماذا؟ ويبدو أننا لن نعرف شيئاً، ولا أعتقد أن لدينا فضولاً، كمواطنين، كى نعرف، لكن لدينا خوف من أن العتمة والغموض طالما جاءت بعواقب وخيمة، ونحن نخاف على مصر، لها ولنا الله.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى