عمرو الليثي | يكتب : أزمة ثقة

■■■

وإن كانت مهنة بسيطة بالنسبة للبعض إلا أن إتقانهم فى مهنتهم جعلهم مميزين ومشهورين فيها ومطلوبين أيضاً، ومن هذه النماذج شخصية يجب أن نتوقف عند تجربتها كثيراً لنتعلم طريقة تفكير مختلفة عن طرق التفكير التى تعودنا أن نفكر بها لأنفسنا ولأبنائنا، وهذا النموذج هو الأسطى عبدالكريم، كما يحب أن يناديه الناس بلقب الأسطى، الحاصل على بكالوريوس تجارة ودبلوم فى إدارة مشروعات صناعية من إحدى الجامعات الألمانية، ويجيد التحدث بثلاث لغات وهى الإنجليزية والألمانية والفرنسية، وعلى الرغم من ذلك اتخذ من تصليح الأحذية والشنط مهنة له واحترفها ولم يتوقف كثيراً أمام الشهادات الحاصل عليها، بل تعلم كما يقول لنفسه ولذاته وأجاد حرفة أحبها واحترفها وأتقنها ولم ينتظر الوظيفة التى ربما تأتى أو لا تأتى.

■■■

فهو لم يقف مكانه وسار ابنه على نفس دربه، فهو حاصل على بكالوريوس حاسبات ومعلومات وعلّمه والده هذه الحرفة منذ صغره، ولم يقصر فى حقه أو فى تعليمه لابنه فالحرفة إلى جانب العلم وتطوير الذات جنباً إلى جنب، وهذه هى النقطة التى يجب أن نتوقف عندها، فالإنسان لا ينجح لمجرد حصوله على شهادات أو درجات علمية فقط وإنما ينجح حينما يستطيع تطوير طريقة تفكيره ويستفيد من المهارات التى حباه الله بها وينمّيها ويطوّرها حتى ولو كانت مهارات بسيطة.

■■■

فكل إنسان فى حاجة إلى استكشاف نفسه ومعرفة ما يريده حقاً، حتى يبرع فيه ويقوم بالمشروع الخاص به حتى ولو كانت البدايات متواضعة والإمكانيات قليلة، فالمشروعات المتوسطة والصغيرة تعتبر أحد أهم الحلول العملية والنافذة للتشغيل ومحاربة البطالة، ودعم الاقتصاد، وتعتبر الحرف والصناعات التقليدية أهم وأبرز المجالات التى تؤهل الشباب ليصبحوا من رواد الأعمال الذين يعتبرون المحرك الأساسى لتطور وتنمية الاقتصاد والمجتمع فى العالم.. فمنظومة النجاح واحدة فى كل المجالات وكل القطاعات وأول هذه المنظومة تقدير الإنسان لذاته أولاً ويقينه بقدرته على النجاح.