أعمدة

عمر طاهر | يكتب : من أجل وزيرة للتموين

عمر-طاهر

قالها صديقي وانصرف تاركا الفكرة تكبر: أمي أحسن من خمسين وزير تموين.

إذا تابعت أي تقرير تليفزيوني عن الأسعار وقارنت بين التصريحات الرجالي والنسائي ستجد الرجال يقولون كلاما عاما عبارة عن صريخ وولولة وأجيب من فين، بينما المرأة ثابتة جدا تتكلم بدقة وبحرفية، وقفت إحداهن مرة أمام وزير تموين سابق تحدثه عن ارتفاع أسعار الأرز داخل أحد المجمعات فأمسك بورقة تقدم أحد العروض قائلا :إيه رأيك في العرض ده 3 كيلو ومعهم كيلو هدية بكذا، فسألته الست: كدة يبقي الكيلو واقف بكام؟، ارتبك الوزير ولم يعرف الإجابة فأجاب معاونوه فقالت الست: برضة غالي، في تقرير آخر أمسكت احدي السيدات بكيس المكرونة بطريقة معينة أمام المسئول فبدا كم هو فارغ متسائلة:طب ده يرضي ربنا؟، في تقرير آخر كانت إحدي السيدات تشكو من ارتفاع سعر أنبوبة البوتاجاز فقال المسئول : بعشرة جنيه في كل مكان، فأخرجت السيدة من صدرها عشرة جنيهات وقدمتها للمسئول قائلة : هات لي واحدة.

تقف المرأة في مثل هذه التقارير ثابتة تتكلم بالربع جنيه، الرجل عادة تاجر جملة بينما المرأة تاجرة قطاعي، هي ملكة التفاصيل تفهم جيدا أثر كل قرش زيادة وتجيد قراءة مستقبل البيت في ظل أي تغييرات محتملة، الرجل مجرد راع رسمي للبيت لكن لا أحد يجيد إدارة مسألة خزين البيت أفضل من أم مصرية.

كل الحيل التموينية التي تعيش عليها البيوت المصرية هي حيل نسائية، التنشيف والتجميد والتخليل والاستفادة من بواقي الطعام والخبز وطريقة تناول الطعام التي تربي عليها أولادها وزوجها أحيانا، هي التي تعرف الفرق بين المحلات والأسواق وبالنظرة تعرف الحرامي من الأمين، تعرف الطريقة المثلي لتبادل المنفعة مع جيرانها وتعرف ما لها وما عليها من أول محلات التموين حتي المحلات الكبري، تجيد اللعب في ملعبي الكم والكيف علي مستوي تموينها طول الوقت، تموين البيت ليس مجرد أرز وسكر بالنسبة لها ولكنه تحدي أمومة واختبار شخصي، كل النظريات الاقتصادية التي تفتح بيوتنا نظريات نسائية التسليك والتدبير والترقيع والجمعية حتي الكلمة الحلوة ربنا بيحلي للفقير زاده.

يقف المسئولون أمام السيدات في مثل هذه التقارير كالبلهاء بإجابات تصلح للرد علي استجوابات البرلمان لكنها لا تفتح بيوتا، فكرة وزيرة للتموين قديمة وسمعتها من قبل، لكن هذا وقت الكلام فيها، والمرأة كما قال صديقي عن أمه هي أفضل من يمكن أن يتولي هذا المنصب، فبخلاف كل ما سبق هناك ميزة أخري وهي أن أي أم مصرية كوزيرة لتموين بيتها من المستحيل  إنها تتسرق.

 

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى