تقارير و تحقيقات

في ذكري إستشهاده الـ 41 “عبد الفتاح مشرف ” ابن بلبيس قبل قدم والدته وذهب ولم يرجع

مشرف

متابعة | فتحية الديب

عبدالفتاح مشرف ابن 23 عاما الابن الثانى لأسرته المقيمة فى قرية ميت ربيعة البيضاء بمركز بلبيس فى الشرقية كان حافظا للقرآن الكريم.. بشوشا ويصلى بالناس فى مسجد القرية.. محبوبا من الجميع، وبعد أيام من حصوله على شهادة الدبلوم.

ورغبته فى دخول كلية التجارة فوجئ بإشارة من تليفون عمدة القرية للالتحاق بالجيش، فلم يتردد وترك أحلامه من أجل الوطن. وكان فى عنفوان الشباب والوطنية تتفجر من ضلوعه وفى حرب أكتوبر استشهد لم يتم العثور على جثمانه حتى الآن فيما ماتت أمه حزنا عليه.

قال شقيقه «محمد عبدالفتاح مشرف» – إنه الأبن الأكبر لأسرته المكونة من 4 ذكور و4 بنات، والشهيد كان ترتيبه الثانى فى الأسرة، وكان الوالد يعمل بالتجارة وعلم جميع أبناؤه الذكور بالتجارة كما كان شقيقى عبدالفتاح يعمل فى التجارة.. ننزل السوق بالزقازيق سويا ونشترى المواشى ونبيعها ببلبيس حتى أنهى دراسته وحصل على دبلوم التجارة، وكان يرغب فى الالتحاق بكلية التجارة وقدم أوراقه بالفعل فى جامعة الزقازيق ثم فوجئ بإشارة فى تليفون عمدة القرية، للالتحاق بالتجنيد مع غيره من شباب القرية، فاستجاب وكان تجنيده فى الإسماعيلية وقضى عاما واحدا نزل فيه إجازة مرتين كل منهما أسبوع، ذلك أن ظروف البلد لم تكن تسمح بالإجازات وآخر إجازة كان يريد أن يتمم نصف دينه ويرتبط بإحدى بنات القرية.

وأضاف الشقيق الأكبر للشهيد: ودع جميع أفراد أسرته وخرج لأول البيت ثم عاد مسرعا وقبل قدم أمى وعندما قالت له ليه عملت كده يا عبدالفتاح؟ قال لها: يأمة إحنا فى حرب ويمكن ما أرجعش تانى «وبعد شهر اندلعت حرب أكتوبر، وفى يوم الحرب دخلت على والدى فوجدته يصلى كثيرا حتى أشفقت عليه وطلبت منه أن يستريح وقلت له «إنت بتصلى كتير عن كل ليلة يا حاج»، فقال ليه معلش يابنى.. شوفت رؤية حلوة لأخوك وإن شاء الله هو فى الجنة.

عقب ذلك بدأت تصلنا الأخبار ونحن فى شهر رمضان، عن استشهاد العديد من الضابط والجنود وفيه جنود رجعت لأهاليها بالقرية عدا شقيقى ومجندين آخرين انقطعت أخبارهم ولم نتوصل إلى أخبار عن شقيقى لمدة 6 أشهر إلى أن علم الأهالى بخبر استشهاده من دوار عمدة القرية والخبر لف البلد كلها ولم يصلنا.

ويستطرد الشقيق الأكبر: ذات يوم كنت أجلس فى المنزل بجوار أبى حزينا مهموما أطلب الفرج من الله، بعد أن حل الحزن وسكن فى قلب أمى الحبيبة وفوجئت بأحد خفراء القرية يخبرنى بأن العمدة «عبدالله النشوى» عايزنى فتوجهت له وقال لى: يامحمد أخوك مات شهيد فى الحرب ولازم تفخر بيه «وحضر مأمور مركز شرطة بلبيس ومعه مجموعة ضباط لتقديم واجب العزاء إلى أبى».وكان والدى عنده إيمان بالله ورحب بهم وقال لهم أحتسبته عند الله فداء لمصرنا الحبيبة، وعملنا جنازة رمزية وأقمنا سرادقا تلقينا فيه العزاء 3 أيام، حيث إن والدى كان تاجرا مشهورا بالقرى المجاورة، وكل من يعلم كان يسرع لتقديم العزاء.

ثم تمت دعوتنا من قبل قادة الجيش الثانى الميدانى لتكريم والدى ومنحه شهادة تقدير، وأخبرنا قائد الجيش أن جميع الجنود تم دفنهم فى مقابر الجيش الثانى الميدانى، وقمنا بقراءة الفاتحة لروحه وروح جميع الشهداء، وعدنا لقريتنا لنجد أمى فى حالة حزن وإعياء شديد، فهى كانت تنتظره كل ليلة إلى أن زارنا أحد زملائه وأخبرنا بأنه كان على مدرعة بالإسماعيلية تحطمت وجاب معاه أمارة لأمى فصدقت واحتسبته عند الله، ودعت الله بأن يزوجه من الحور العين.

وأوضح شقيق المجند أن اثنين من شباب القرية لم يعودا أيضا منهما شاب كان متزوجا ولديه طفلة، والثانى كان عريسا لم يفرح ونتمنى من الدولة إطلاق أسماء الشهداء على مدارس القرية تخليدا لذكراهم، ولكى تعرف الأجيال الصاعدة بالقرية بطولتهم.

وناشد الحاج محمد الرئيس السيسى بإطلاق اسم شقيقه على إحدى مدارس القرية الثلاثة، والتى لم تحمل اسم أى من شهداء القرية وأبدى موافقته على التبرع بقطعة أرض تبنى الحكومة عليها مدرسة بالقرية تحمل اسم أخيه الشهيد، خاصة أن المدرستين الابتدائى بالقرية مهددتين بالانهيار وواحدة منهما بالفعل خارج نطاق الخدمة منذ الزلزال.

وبدوره قال أحمد محمد مشرف ابن شقيق الشهيد إنه كان يسمع من جده بأن عمه «عبدالفتاح» استشهد فى حرب أكتوبر المجيدة، وأنه أقام مسجدا يحمل اسمه فى القرية على نفقته الخاصة.

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى