أخبار العالم

قصة ضابط رفض القبض على غارمة لكبر سنها.. «جمّع فلوس ودفع ديونها»

 

medium_2016-10-22-7ad2a60be1

 

الساعة الثانية عشر ظهرًا، حالة من الازدحام المروري، صوت “كلاكسات” السيارات يضفي على المكان حالة من العشوائية، يقف المقدم تامر فراج رئيس مباحث حدائق القبة في أحد الكمائن بميدان الحدائق لضبط الحالة الأمنية هناك، يحدو منه أحد الأمناء هامسًا في أذنه: “التاجر جه كذا مرة وعايز قوة تنزل تنفذ الحكم اللي معاه يا فندم”، ليرد الأخير: “أستنى أنا هاجي بنفسي معاكم”.

تتحرك قوة من القسم على رأسها رئيس المباحث، يشق “البوكس” الشارع الذي تقطن به السيدة، يستعد “فراج” لتنفيذ حكم المحكمة والذي قضى بحبسها 6 أشهر غيابيًا، ولكن فجأة يطلب من القوة المرافقة له التوقف، سيدة مسنة تجلس في الشارع لا تقوى على الصعود إلى شقتها، يشير له التاجر صاحب الشكوى: “هي دي المتهمة يا باشا”، يطلب “فراج” من طاقم القوة البقاء في السيارة لعدم إصابة السيدة بالفزع، يقترب الضابط منها ويسألها بلطف عن سبب عدم تسديد الأقساط الُملزمة بها؟.

رغم إجراءات الضابط لعدم “تخويف” السيدة، إلا أنها باءت بالفشل، حيث بدأ العرق يتصبب من وجهها الخمسيني وبدأت أطرافها ترتعش مع أسئلة الضابط، وردت وكأنها تتحدث إلى الأرض: “العلاج غِلي أوي ومكنتش أعرف أن الفلوس هتعجّز مني كده.. أنا كنت شارية ثلاجة من التاجر عشان أجهز بنتي الوحيدة للجواز، مقدرتش أسدد القسط  في ميعاده.. لكن والله هدفعله أول ما ربنا يفرجها”.

وسألها فراج، “سألتها المبلغ اللي عليكي كام يا حاجة؟”.. جاوبت: “1300 جنيه”، فقاطعها التاجر: “في 200 جنيه غرامة.. و500 جنيه أتعاب المحامي الذي رفع القضية”، وهنا طلب الضابط من التاجر مغادرة المكان ووعده بأن أمواله ستصل إليه مساء نفس اليوم، ثم طمأن السيدة بأن المشكلة انتهت وجمع رجاله ومضى إلى مقر القسم.

ويروى المقدم تامر فراج “القانون ليه روح وكان لازم أطبقها.. الست كبيرة و ممعهاش فلوس وثبت لي أنها مش نصابة”، وعندما وصل إلى مكتبه، اقترح على معاون المباحث أحمد النقراشي، أن يتشاركوا في دفع مبلغ السيدة.

وقال الضابط :”قمت ومجموعة من الضباط بتدبير المبلغ اللازم وتضامن معنا عدد من الأمناء وأرسلته إلى المحامي الخاص بالتاجر لأنهاء أوراق القضية.. والسيدة ما زالت إلى الآن لا تعرف من سدد عنها مديونتها”.

وتابع: “بعد الموقف ده لقيت ناس كتير بيتصلوا بيا ويطلبوا المشاركة في دفع الديون عن الغارمات منهم أعضاء بمجلس النواب وتجار وغيرهم”.

واختتم حديثه :”تمت المساعدة في دفع الديون عن حالتين بعد هذا التصرف، والست لحد دلوقتي متعرفش مين اللي دفع الفلوس”.

 المصدر

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى