أخبار العالم

قصة مهندس مدني ساهم في تدمير 326 طائرة اسرائيلية

%d8%a3%d9%83%d8%aa%d9%88%d8%a8%d8%b1-1-1-768x480

عادةً ما تعرف حرب أكتوبر بالقادة العسكريين وأبطال الحرب، ولكن هُناك مدنيين ساهموا في الحرب، رغم أنّ الخطة قامت على إدراك حقيقي لواقع أن القوات الجوية الإسرائيلية تتفوق على القوات الجوية المصرية، أي أن المصريين كانوا سيهاجمون إسرائيل بأسلحة دفاعية، تحقق لهُم خسائر عالية لعدم وجود سلاح هجومي لدينا في ذلك الوقت، ليحقق نفس الخسائر.

ومع وجود فرضية أن خلال الحرب أو قبل الحرب حتي، لن يكون هناك وقود للصواريخ المصرية، فكان ذلك يعني بكل بساطه عدم وجود حرب من الأساس، ولإيجاد الوقود يجب تقديم تنازلات للاتحاد السوفيتي كان دائما ما يطالب بها، مثل تواجد بحري وجوي ثابت داخل مصر يتبع الاتحاد السوفيتي فقط، وهو أمر يمس استقلاليه الأرض والقرار المصري بل ويمس كرامه الشعب المصري.

تعود القصة إلى أنّ الخبراء السوفيت الذين وصلوا إلي مصر بعد هزيمه يونيو 1967، كانوا علي درجة كفاءة عالية، وتم تغييرهم علي مدار السنين بخبراء ذو مستوي متدني جدًا، أغاظ الضباط المصريين الذين اصبحوا في مستويات أعلى بكثير من نظرائهم السوفيت.

نتيجة بحث الصور عن ‪october war‬‏

وتزامن ذلك مع وجود قلق أمني مخابراتي مصري من أهداف هؤلاء الخبراء الذين لا يهمهم سوي كتابه التقارير للرؤساء السوفيت، وبالطبع كانت مصر هي التي تدفع ثمن تواجد هؤلاء الخبراء وبالعملة الصعبة.

وقد كان من الممكن أن يهون كل ما سبق مقابل ما هو مفترض أن يقدمه هؤلاء الخبراء لرفع كفاءه وجاهزيه الجيش المصري استعدادًا لمعركه تحرير الأرض، لكن ما لم يكن هينًا هو نشر روح الهزيمة، وعدم القدرة علي تحقيق النصر علي الجيش الإسرائيلي داخل أروقة الجيش المصري بواسطه هؤلاء الخبراء وقادتهم، لدرجة أن تقديراتهم لخسائر الجيش في الحرب كانت فوق المستوي المتوقع والمقبول عسكريًا.

وتوالت التقارير عن تلك الروح التي بدأت تسري في الجيش المصري، وتوالت الشكاوى، وفي نفس الوقت توالي الرفض السوفيتي في توريد أسلحة هجوميه للجيش المصري، خاصةً بعد تولي الرئيس السادات الحكم، فالسوفيت لديهم طائرات ميج 23 وشاهدها الطيارون المصريون في روسيا ورفض السوفيت الاعتراف بوجودها ولديهم رادارات وصواريخ أكثر حداثه مما لدينا ورفضوا الإفصاح عن وجودها.

وبعدها قرّر السادات عام 1972، طرد الخبراء، عقب تراخي السوفيت وتأخير بعض الصفقات، وتوقف الاتحاد السوفيتي عن إمداد مصر بإطارات الطائرات، ومن المعروف أنّ لكل إطار عدد مرات هبوط يتم بعدها استبداله، وكان توقف توريد الإطارات يعني توقف الطائرات عن العمل ومن ثُم انخفاض كفاءه القوات الجوية تدريجيا حتي تصل إلي الصفر.

وحاول الطيارون المصريون إطالة العمر الافتراضي عن طريق تقليل قوة الهبوط علي الأرض وجعل الهبوط أكثر هدوءًا لتقليل استهلاك الكاوتش، وكان ذلك حلاً مؤقتًا.

وبعد البحث طويلاً عن حل، جاء الإنقاذ على يد مهندس مدني، وهو المهندس، محمود يوسف سعادة، أستاذ بقسم التجارب نصف الصناعية بالمركز القومى للبحوث، ثم شغلَ منصب نائب رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ومدير، مكتب براءة الاختراع فى التسعينيات، والذي لولاه ما استمرت حرب أكتوبر، حسب ما يقول اللواء محمد عكاشة، الأب الروحي للمجموعة «73 مؤرخين»، في كتابه «جُند من السماء».

انكب محمود يوسف على الدراسة والبحث، فنجح خلال شهر واحد من استخلاص 240 لتر وقود جديد صالح من الكمية المنتهية الصلاحية الموجودة بالمخازن.

وكان ما توصل إليه الدكتور محمود هو فك شفرة مكونات الوقود إلى عوامله الأساسية والنسب لكل عامل من هذه المكونات، وتم إجراء تجربة شحن صاروخ بهذا الوقود وإطلاقه ونجحت التجربة تمامًا.

نتيجة بحث الصور عن ‪october war‬‏

وكان لابد من استثمار هذا النجاح فتم تكليف أجهزة المخابرات العامة بإحضار زجاجة عينة من هذا الوقود من دولة أخرى غير روسيا، وبسرعة يتم إحضار العينة، كما تم استيراد المكونات كمواد كيماوية، وانقلب المركز القومي للبحوث بالتعاون مع القوات المسلحة إلى خلية نحل كانت تعمل 18 ساعة يوميًا.

ونجح أبناء مصر مدنيين وعسكريين الذين اشتركوا في هذا الجهد العظيم في إنتاج كمية كبيرة (45 طنًا) من وقود الصواريخ، وبهذا أصبح الدفاع الجوى المصري على أهبة الاستعداد لإنتاج المزيد، وتنفيذ دوره المخطط له في عملية الهجوم.

وقد كانت مفاجأة ضخمة للخبراء السوفييت – كان مازال بعضهم موجودا – الذين علموا بما قام به المصريون دون استشارة أو معونة من أي منهم، كمّا سبّب نجاح الدكتور محمود، في تخليق الوقود المصري للصواريخ، والذي يعد أحد الأسباب وربما يكون أهم اسباب نجاح الدفاع الجوي في تدمير 326 طائرة إسرائيلية خلال حرب أكتوبر.

 

المصدر 

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى