أعلنت «حب مصر» أنها قامت بتشكيل ائتلاف من 400 عضو فى مجلس النواب ليقوم بدعم الدولة المصرية، وهو أمر شديد الغرابة لأن جميع أعضاء البرلمان بل وجميع المواطنين فى مصر باستثناء الخونة يجب أن يدعموا الدولة المصرية.
المشكلة أن الائتلاف تكون حقيقة لدعم الرئيس وهناك فارق كبير بين دعم مصر ودعم الرئيس لأنه ليس بالضرورة أن تكون آراء وأفكار الرئيس صائبة فى كل شىء فمن يحب مصر حقاً يجب أن يقول للرئيس هذا خطأ وهذا صواب. عضو البرلمان وصل إلى كرسيه ليس لدعم الرئيس وإنما لدعم الشعب الذى انتخبه وللمحافظة على مصالحه، وأى عضو صالح فى البرلمان يجب أن يفكر ويدرس ويحكم ضميره فى كل قرار يصوت عليه، هل من الممكن أن يضر المشروع بمصالح مصر الاقتصادية مثلاً؟ هل ممكن أن يؤثر على الغلابة سلبياً؟ هل هو قانون يقيد الحريات ويكمم الأفواه؟ هل هو قانون يميز فئة عن أخرى أم هو يساوى بين الجميع؟ هل مخالف للدستور أو يتحايل عليه ليرضى الرئيس؟
النائب الذى يحب مصر حقيقة وليس بالضرورة أن يكون من قائمة حب مصر سوف يصوت لصالح ما يراه مفيداً للوطن ولا يصوت لما يريده الرئيس عمال على بطال. الرئيس بشر قد يصيب وقد يخطئ ومستشاروه قد لا يكونون على الكفاءة المطلوبة فى دولة فى حجم مصر. الرئيس ليس فى حاجة إلى جبهة مساندة بالحق والباطل وإنما هو فى حاجة لتصويب قراراته وذلك لكى لا تكون قراراته وليدة اللحظة مثلما حدث فى تخفيض مدة إنشاء تفريعة القناة من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة وعدم حساب الحجم الهائل فى رفع التكلفة بدون مبرر حقيقى، من يحب مصر يطلب من الرئيس دراسة جدوى عن العاصمة الجديدة وأخرى عن زراعة 1.5 مليون فدان بالمياه الجوفية ويقولون رأيهم فيها.
هناك عدد من القوانين التى صدرت فى عهد المجلس العسكرى والإخوان والرئيس عدلى منصور والرئيس السيسى مخالفة تماماً للدستور وللعرف والمنطق وبعضها يميز بطريقة خاطئة فئات من المجتمع عن بقية الشعب وبعضها يقيد الحريات ويخالف مواثيق حقوق الإنسان العالمية. فعلى من يحبون مصر أن يبدأوا بتغيير هذه القوانين.
مصر بلد قديم جداً ولكن الكثير من أهلها عبر عقود كثيرة نسوا مصر وجسدوها فى شخص الملك أو الرئيس وكان هذا سبباً هاماً فى انحدار مصر وتدهورها. والسؤال الحقيقى، هل قائمة حب مصر تحب مصر فعلاً أم أنها ترضى الرئيس لأنها تحب نفسها فقط؟ أنا أعرف أصدقاء فيها يحبون مصر فعلاً وعندهم من الكرامة ما يكفى للحفاظ على شرفهم عند التصويت على مشروع قانون، وهناك آخرون يعتقد الناس أنهم يبحثون عن مصلحتهم فقط وهم يؤيدون الرئيس – أى رئيس – فى كل زمان ومكان بالحق والباطل.
قوم يا مصرى مصر دايماً بتناديك.
المصدر
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
