ثقافة و فن

محمد عبد المطلب وقصة الـ 6 جنيه مع أغنية رمضان جانا

محمد عبد المطلب وقصة الـ 6 جنيه مع أغنية رمضان جانا

«بتغيب علينا وتهجرنا وقلوبنا معاك.. وفى السنة مرة تزورنا وبنستناك.. من إمتى وإحنا بنحسب لك.. ونوضب لك ونرتب لك.. أهلاً رمضان جانا..قولوا معانا.. رمضان جانا».. من أشهر الأغاني التراثية التي لا يمر رمضان دون سماعها، فبمجرد إعلان دار الإفتاء عن موعد بداية الشهر الكريم يبدأ الجميع في الاستماع إليها.
 ولهذه الأغنية قصة بطلها المطرب الشعبي محمد عبد المطلب الذي استطاع أن يأسر قلوب عدد كبير من محبي الطرب الشعبي القديم، بصوته المميز الذي يأخذك في جولة داخل دروب المحروسة المزينة بالأنوار الملونة، عشية يوم رؤية هلال الشهر الكريم.
لحن هذه الأغنية محمود الشريف الذي كانت تربطه علاقة نسب بعبد المطلب، وكتب كلماتها حسين طنطاوي، وتقاضى عنها عبد المطلب مبلغ 6 جنيهات، وكان في هذا الوقت محتاجا لهذا المبلغ، وأكد أنه لو تقاضى جنيه واحد في كل مرة تذاع فيها هذه الأغنية لأصبح مليونيرا.

ولد محمد عبد المطلب عبد العزيز الأحمر عام 1907م في قرية شبراخيت، وحفظ القرآن الكريم، رغم أنه لم يكمل تعليمه في كتاب القرية، ولكن عدم إكمال تعليمه لم يقف عقبة في حياته الفنية؛ إذ تتلمذ على يد الملحن الكبير داود حسني فتباه فنيا وضمه إلى فرقته، ووضـع له كثيراً من الألحـان التي سجلت على اسطوانات، كما تأثر بموسيقى سيد درويش وأبو العلا محمد وإبراهم القباني ومحمد عبد الوهاب والتحق بفرقته، ثم كمطرب منفرد في فرقة الراقصة بديعة مصابني، عام 1932.

وإلى جانب الغناء، شارك «عبد المطلب» بالتمثيل في عدد من الأفلام السينمائية حيث رشحه الموسيقار عبد الوهاب للعمل فى فيلم تاكسى حنطور الذي غنى به أربع أغنيات، ثم كون شركة إنتاج مع زوجته نرجس شوقي، وأنتج أفلام الصيت ولا الغنىو 5 من الحبايب، وتزوج المطرب الشعبي 3 مرات.

وتعتبر مبيسالتشي عليا أبدا، وساكن في حي السيدة من أشهر أغانيه وأيضا السبت فات، بياع الهوى راح فين، يا ليلة بيضا، يا أهل المحبة، وكان أول ما سجله على أسطوانة كانت أغنية، بتسأليني بحبك ليه، وكان آخرها اسأل مرة عليا، وبينهما غني ما يزيد عن ألف أغنية، كما قدم عددا كبيرا من المواويل التي لاقت نجاحًا كبيرًا وقت غنائها، وحصل على وسام الجمهورية من الرئيس الراحل، جمال عبد الناصر عام 1964.

وفي يوم 21 أغسطس 1980م غربت شمس حياة الفنان محمد عبد المطلب تاركاً وراءه تراثاً ضخماً من الأغاني والأفلام السينمائية لتكون مدرسة في تاريخ الفن الأصيل.
المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى