كتب | أحمد الدويري
في عام 2016 وتحديداً في النصف الأول من شهر يناير ، شهدت مدينة منيا القمح كارثة كبرى بسبب إهمال المسئولين أودت بحياة الكثير من الأهالي، وهو انهيار عقار مكون من 6 طوابق على قاطنيه بسبب أعمال حفر بجانب هذا العقار، حيث بعد أن كانت المدينة هائية تعالت الصرخات والصيحات المطالبة بالإستنجاد، فبدلاً أن كانت الأطفال تستعد لامتحانات نصف العام على مكاتبهم وفي غرفتهم التي تكتب حلمهم الذي طال انتظاره مع بداية العام، أصبحت في ثواني أسفل الأنقاض، وبدلاً من أن كانت الأم تقدم لإبنها كل سبل الراحة للمذاكرة، أصبحت في غمضة عين تتواجد تحت التراب.
البداية:
فى مشهد وضحت فيه معالم الألم والحسرة، ومدينة كاملة خيم عليها الحزن، وأهالى تحاصرهم الحيرة والاستنجاد بأولي الامر دون أمل، شهدت مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية كارة انسانية كبرى، ففي الحادي عشر من يناير الماضي «2016» يوم الإثنين وتحديداً في السابعة مساءً شهدت المدينة حالة من الذعر والخوف المصحوبان بالغضب من قبل الأهالى جراء انهيار مبنى مكون من 6 طوابق، الأمر الذى تسبب فى وقوع 9 وفيات و 6 مصابين وأصاب الأهالى بحالة من الرعب والغضب مصحوبة بالبكاء وتوجيه اتهاماتهم للمحليات، وأنها سبب كل الفساد الذى حل بمصر والمصريين وسط مطالبات بسرعة إنقاذ سكان العقار المنهار والذى يسير ببطء شديد حسب روايات الأهالى.
المسئولين في مكان الحادث:
وفي أول زيارة له للمحافظة قام الدكتور« أحمد زكى» بدر وزير التنمية المحلية بزيارة إلى موقع الحادث، وبصحبته المحافظ اللواء «خالد سعيد»، ومدير أمن الشرقية آنذاك اللواء «حسن سيف»
أسباب الإنهيار:
جشع مالكى العقارات، ورغبتهم فى جمع الأموال، وفساد الادارات وتخطى المخالفات دون عقاب، بمثابة مخالب تنهش أرواح الأبرياء، حيث كان السبب الأول فى إنهيار عقار منيا القمح المنكوب، هو مخالفة صاحب العقار عن الارتفاع المقرر له 4 طوابق ، والارتفاع بطابقين بالمخالفة، كما قرر مالك عقار مجاور الحفر والاصطدام بأساسات العقار المنهار لتعلية بناءه دون الأخذ فى الاعتبار قدم العقار المنهار ، وأنه يتأثر بالبناء الجديد، ضاربا بأرواح الأهالى عرض الحائط فى سبيل زيادة أملاكه.
القوات المسلحة تتدخل :
وتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، القائد الأعلي للقوات المسلحة للمعاونة في رفع أنقاض العقار المنهار بمدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، فقد أعطى الفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي أوامره بدفع عدد من الأطقم المدربة علي أعمال الإنقاذ والإخلاء والتدخل السريع لمعاونة أجهزة الدفاع المدني في رفع أنقاض العقار المنهار ، وسرعة انتشال الضحايا والمصابين.
وكانت أيضاً هيئة الإمداد والتموين للقوات المسلحة، دفعت بأحد الأوناش عالية القدرة حمولة 70 طن لتحريك الكتل الخرسانية المتراكمة، وفتح الثغرات للوصول إلى الأماكن التي يحتمل تواجد أي من الناجين بها.
ضحايا الإنهيار:
وقد أسفر عن هذا الإنهيار 9 قتلى و3 مصابين، وهم: «رحمة محمد عيدروس» 15 عاما متوفاة، وشقيقتها «هاجر» 6 أعوام متوفاة، وشقيقتهما «تقى» 14 عاما مصابة باشتباه ما بعد الارتجاج، ووالدتهن ماجدة« عبدالحميد عيدروس» 32 عاما مصابة بجروح قطعية، و«محمود ماهر عبدالحميد» 8 أعوام، مصابا بجروح وسحجات بالقدم اليمنى، وشقيقه «أحمد» 3 أعوام متوفي، و«أمل محمد عبدالحميد عيدروس» 15 عاما متوفية، و«هدى أبو الفتوح الهواري» 60 عاما، متوفية، و«ملك محمد عبدالحميد عيدروس» (8 أعوام ) متوفيه و«أسماء عبدالحميد عيدروس» 17 عاما، و«أمنية محمد عبدالحميد» 11 عاما متوفية، و«مشيرة محمد أمين السيد عطوة»43 عاما.
تعويضات محافظ الشرقية:
قرر اللواء «خالد سعيد» محافظ الشرقية تشكيل لجنة بمعرفة التضامن الاجتماعى، لصرف تعويضات لضحايا العقار المنكوب فى منيا القمح، وقد قرر صرف 10 آلاف جنيه تعويضا للمتوفى وألفين للمصاب، لافتاً أن إجراءات الصرف ستتم فور انتهاء رفع الأنقاض وحصر الضحايا والمصابين .
معاقبة المتهمين:
ألقت قوات الشرطة القبض على مالك قطعة الأرض التي تمت بها أعمال حفر، ومالك لودر الحفر، وسائق اللودر والمهندس الاستشاري المشرف على بناء البرج، والمشرف الفني بالإدارة الهندسية بمنيا القمح المسؤول عن متابعة أعمال البناء بمنطقة العقار، وتم إحالتهم للنيابة.
قرار نهائي ضد المتهمين:
في يوم الأربعاء التاسع من مارس ، وبعد وقوع الكارثة بأكثر من 70 يوماً، قضت محكمة جنح منيا القمح بمعاقبة 6 متهمين في الواقعة بالسجن 10 سنوات وغرامة 50 ألف جنيه لكل منهم بتهمتي القتل الخطأ والإهمال الجسيم الذي أدى لمصرع 9 أشخاص وإصابة 3 آخرين.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ، وبعد مرور عام على الكارثة، هل هذه أحكام ترضي أهالي الضحايا، أم هى جرعة مسكنة لهم.
وهل سيبقى هناك فجوة في إدارة الأزمات بالمحافظة؟
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
