أخبار الشرقية

مرور 14 عام على رحيل الشيخ محمد الليثي عملاق المقرئين

 

الشيخ محمد الليثي
الشيخ محمد الليثي

كتب | أحمد الدويري

يعد الشيخ «محمد الليثي» ابن محافظة الشرقية أحد أهم قراء القرآن الكريم على مر التاريخ، ومازال حتى الآن يتربع على عرش قائمة أفضل من أنجبتهم مصر في قراءة القرآن الكريم.

نظرًا لما كان يمتاز به من حلاوة في صوته، جعلته يتصدر المشهد حتى بعد مرور 14 عام على رحيله.

حيث أنه ولد عام 1952، ومن مواليد قرية النخاس مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية.

نشأ وترعرع في بيت القران فوالده محمد أبو العلا كان محفظ القران الوحيد في القرية، قرية النخاس، فحفظ ابنه القرآن وهو ابن الثالثة من عمره فمن الله عليه بحفظ القران كاملا وهو ابن السادسة من عمرة وتعلم الشيخ محمد الليثي الصغير من والدة فن التلاوة .

وكذلك تعلم القراءات على أيدي كبار المقرئين آنذاك وبدأ يقرأ في المناسبات المختلفة داخل القرية وهو ابن الخامسة عشر من عمره .

فذاع صيته في القرى المجاورة وبدأ يعرف الشيخ محمد الليثي داخل محافظة الشرقية وبهر الناس بحلاوة صوته وطول نفسه آنذاك وكانت الناس في حالة دهشة واستغراب من ذلك الفتى الذي يستطيع أن يقلد أكبر القراء جميعهم في آية واحدة مثل عبد الباسط عبد الصمد و مصطفى إسماعيل و محمد رفعت و كامل البهتيمي و السعيد عبد الصمد الزناتي فذاعت شهرتة خارج المحافظة وعالميًا.

سافر إلى العديد من بلدان العالم مثل إيران و الهند و باكستان و جنوب أفريقيا و ألمانيا و الولايات المتحدة الأمريكية.

كانت زيارته رحمه الله تعالى قبل الأخيرة إلى إيران عام 2000، وبعد أن رجع من إيران شعر بالتعب فبادر إلى أداء العمرة وعندما رجع كانت في انتظاره دعوة لقراءة القرآن الكريم في عدة مدن لبنانية ولمدة عشرة أيام.

وفي خلال الزيارة اشتد عليه المرض فقطع زيارته للبنان عائدًا إلى مصر.، أجرى العديد من الفحوصات الطبية كما أجرى العديد من العمليات الجراحية في الحنجرة ولكن حالته الصحية ازدادت تدهورًا وظل قرابة الست سنوات ملازمًا للفراش وتوقف رحمه الله عن القراءة في المناسبات وظل صابرًا محتسبًا راضيًا بقضاء ربه.

عندما اشتد عليه المرض وقبل وفاته بعشرين يوما طلب من ابنه محمد أن يصطحبه إلى المسجد الحسيني بالقاهرة.

وعندما وصلا أم الولد أبيه في الصلاة ثم جلس الأب وطلب من ابنه أن يقرأ سورة يس، وأثناء القرأة أخذ يتأمل رحمه الله تعالى جنبات المسجد الذي اسمع من خلاله العالم كله القرآن الكريم بصوته العذب الشجي ثم بكى وتوجه إلى المحراب ودعا ربه اللهم اغفر لي، وأحسن خاتمتي ثم عاد الأب وابنه إلى قريته، وفي يوم الأحد 5 مارس 2006 فاضت الروح الذكيه إلى بارئها.

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى