كتب | شادي زعبل _ أحمد سمير _ سامح المصري
جميع دول العالم الثالث التي كانت تعاني من مشكلات شبيهة بمشكلات المجتمع المصري، حققت نهضة سريعة على صعيد المحاور الرئيسية التى تهدف إلى توفير حياة كريمة للمواطن، ومنها على سبيل المثال دولة «ماليزيا» التى حققت تقدم سريع جعل منها نموذج يحتذى به في العالم كله، وبعد الدراسة تبين أن السبب الرئيسي في هذا التقدم هو التخطيط الجيد، وتنفيذ برنامج حديث في مجال التعليم ، لذلك يأمل الشعب المصري الأهتمام من قبل الحكومة بشكل أوسع في مجال التعليم، لكي تستطيع مصر أن تحقق نهضة شبيهة بالنهضة التى حققتها «ماليزيا» وكانت سبب في تقدم في ملف الأقتصاد، والصحة، وغيرها .
في حقيقة الأمر أن ملف التعليم في مصر بشكل عام، وفي محافظة الشرقية بشكل خاص يمر بالعديد من المشكلات، حيث ترتفع نسبة الأمية بالشرقية إلى ما يقارب من 46% ، بعد أن كانت مصر تصدر التعليم لباقي شعوب العالم.
نرصد في هذا التقرير مأساة حقيقية يعيشونها أهالي قرية الزنكلون التى تعد واحدة من أكبر القرى بمحافظة الشرقية، حيث تم تحويل المعهد الديني بالقرية الذي خرج العديد من زموز العلم بالشرقية، إلى خرابة مهجورة ومقلب للقمامة، ومأوى للثعابين والطلاب الضالة، فضلاً عن الرائحة الكريهة التي تسبب في الأمراض للأطفال بالمدرسة والمساكن المجاورة .
يقول أحد الشيوخ خريجي المعهد، أنه خريج أول دفعة بالمعهد في عام 1980، ويعمل إمام وخطيب بإحدى المساجد ، وأضاف أن قرية الزنكلون خرجت أكبر عدد من المشايخ بمحافظة الشرقية، وكان لهذا المعهد الفضل في تعليمهم المنهج العلمي والإسلامي الصحيح .
وأضاف:أن المعهد يخدم قطاع كبير من الأهالي في القرية والقرى المجاورة، وهذا المنظر يدمع العين، حيث أن القمامة المحيطة بالمعهد يخرج منها حشرات وقوارض ضارة تهاجم المنازل والمنطقة السكانية التي تحيط به، وأن كل الأضرار ستصيب التلاميذ بالمدرسة المجاورة بالأمراض.
تلتقطت سيدة عجوز الحديث وتقول: (والله يا أبني أنا ساكنة جمب المعهد والثعابين بتدخل علينا في البيت) ، وأن الأكوام تحتوي على حيوانات نافقة تخرج الورائح وهناك بعض السكان يلقون بأكياس القمامة بجوار المعهد متعمدين ذلك .
أما عن المعهد البديل قال الشيخ محمد أحد خريجي المعهد : أن أقرب معهد ديني للقرية هو معهد «كفر جمعة» وهي بلدة بعيدة وصغيرة وليست بالقريبة لكنها أقرب الكفور إلى الزنكلون، واستنكر، هل يعقل أن القرية الأكبر يتجه طلابها إلى معهد في كفر مجاور أصغر؟ .
واستدرج أن أعضاء مجلس النواب والمسؤولين بمحافظة الشرقية وبرئاسة مركز الزقازيق في غفلة وأهالي القرية لم يروا من أعضاء البرلمان إلا وعوداً لا تنفذ، كما أنهم تقدموا بطلب إلى جميع نواب دائرة مركز الزقازيق، ولكن لم يستجيب لهم أحد من النواب بل يكتفي البعض منهم بالوعود الزائفة، فيما أنتقد زيادات مرتبات الوزراء والمحافظين، رغم أنهم لم ينولهم أي دعم أو خدمة من قبل المحافظ .
وأكدوا أنهم مستعدون لإستكمال بناء المعهد بالجهود الذاتية للأهالي القرية لكن يحتاجون إلى إجراءات رسمية لمساعدتهم في بداية العمل .
وردد الأهالي أن المعهد عرض بمزاد علني لتحويله إلى سوق تجاري، أو سكن استثماري، ولكن لم يتسنى لنا تأكيد تلك المعلومة، وأكدوا أنه لا يصح أن يخرج معهد مشائخ وعلماء ومهندسين وأطباء ويتحول إلى خرابة ومقلب قمامة.
واختتمت سيدة أن المعهد بجواره مدرسة والقمامة بعدما أحاطت بالمعهد تتحول رائحة الحيوانات النافقة بها إلى المدرسة لتضر وتؤذي المدرسين والطلبة في المدرسة الإعدادية المجاورة لها .
وطالب الأهالي في النهاية رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل لاستكمال المعهد وإزالة القمامة، لتبث فيه الحياة من جديد ،ويكون منبر للعلم كما كان في العهد السابق .
هل بعد تلك المناشدة، وعرض الصورة والصوت بشكل واضح لستطيع المسؤول مشاهدة المشكلة وهو في مكتبه بعيدًا عن حرارة الشمس القارصة سيستجيب إلى نداء أهلنا بالزنكلون، أم سيكتفي بالمشاهدة من باب التسلية في شهر رمضان .
شاهد التقرير بالفيديو من هنا
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
