رأي

مقالات | الخضيري يكتب |أيها المسلمون انتبهوا.. إنهم يتلاعبون بكم

8716

المظاهرات التى يموج بها العالم الإسلامى اليوم رداً على الفيلم المسىء للرسول (صلى الله عليه وسلم) ذكرتنى بما كان يحدث معنا فى صبانا عندما كنا نعلم أن شخصاً ما يثور لكلمة تقال أو فعل يتم أمامه، وكنا من باب اللهو غير البرىء نقترب منه ونقول له هذه الكلمة التى تثير مشاعره، فيثور ونظل نحن نضحك من ثورته حتى يهدأ، ثم نعاود الكرة مرة أخرى، وهذا بالضبط ما يحدث معنا فى العالم الإسلامى، بعض الأشخاص فى الغرب يعلمون أن تناول الرسول الكريم ببعض العبارات الخادشة أو الرسومات المسيئة يثير مشاعرنا نحن المسلمين غيرة على الرسول الكريم، وهم يقومون بذلك بغرض إثارتنا وشغلنا عن مشاكلنا التى نعانى منها فى حياتنا اليومية، وليس أدل على ذلك من تكرار هذه الظاهرة على مر الأيام وقيام المسلمين فى كل أنحاء العالم الإسلامى بذات ردود الأفعال، وهو ما يشجعهم على تكرار ما يقومون به، وإنى أسأل المتظاهرين فى كل العالم الإسلامى: ترى لو لم تقم هذه المظاهرات هل كان هناك أحد فى العالم يعلم عن هذا الفيلم شيئاً؟! أم أنه كان سيظل ظاهرة لا تلفت الإنتباه ولا تستحق العناية، ونحن بما قمنا به لفتنا النظر إلى هذا الفعل التافه الذى لا يستحق العناية.

العالم العربى والإسلامى اليوم يموج بالثورة التى أذهلت العالم كله وجعلته محط أنظار الدنيا كلها واهتمام الناس فى كل مكان، لما لهذه الثورات من أثر على إمكان رقى وتقدم شعوبها واستعادة مكانتهم فوق الأرض بعد هذا التأخر الذى ظلوا فيه عشرات السنين من قبل الحرب العالمية الأولى،

وهذه الثورات جعلت الناس فى العالم العربى والإسلامى تتنبه إلى حقوقها وما يجب أن تكون عليه من رقى يليق بتاريخها وحضارتها الإنسانية ودينها الذى يدعو إلى القوة والتقدم والحضارة، والغرب يشعر بأن هذا المارد، الذى يكون ثلث العالم إذا استيقظ من غفوته وأفاق من رقدته فإنه يمكن أن يكون له شأن كبير يؤثر على مصالح الغرب، الذى يعتمد اعتمادا كبيرا على الشرق والعالم العربى والإسلامى بصفة عامة فى الحصول على المواد الخام والطاقة اللازمة لصناعته ورقيه، وهو فى ذات الوقت يعتمد عليه كسوق لتصريف منتجاته التى يقوم بإنتاجها وحتى الغذاء اللازم لقوته يقوم باستيراده من الغرب، ولذلك فإن الغرب يعمل حساباً لليوم الذى يفيق فيه العالم العربى والإسلامى من غفوته ويقوم من رقدته، لأن معنى ذلك أنه سينتبه إلى ثرواته الطبيعية التى تنهب منه وضعفه وقلة حيلته واستغلال أسواقه فى تصريف المنتجات الأوروبية، وفى هذه الحالة فإن العالم الغربى سيخسر كثيرا بنهضة العالم الإسلامى، ومن أجل ذلك فإنه يحاول بالتعاون مع اليهودية العالمية زعزعة استقراره والوقوف بشدة أمام نموه وتقدمه، بخلق المشاكل الداخلية والخارجية له حتى ينشغل بها عن العمل والجهد والاجتهاد، ويظل كما هو سوقاً لمنتجاته ومرتعاً خصباً لاستغلاله.

لا أجد مبرراً لما يحدث لنا الآن فى الداخل والخارج سوى هذا التبرير، وكنت أتمنى لو أننا تنبهنا لذلك من أول محاولة قام بها بعض الأشرار فى هذا الشأن ولم ننسق خلفها. الأمر جد خطير ويستحق الاهتمام والانتباه خاصة أنه يراد به- فضلاً عن زعزعة الاستقرار فى العالم العربى والإسلامى- ضرب الوحدة الوطنية فيه، لأن بعض الجهلاء قد يتبادر إلى ذهنه أن من قام بذلك مسيحيون مهاجرون من بعض البلاد العربية فيتجه عقله إلى الانتقام من المسيحيين فى الداخل، وهنا تكون فتنة طائفية لا يعلم إلا الله مداها، وهو ما يريده أعداء العالم الإسلامى والعربى، وأحمد الله أن الإخوة المسحيين فى مصر قد تنبهوا لذلك ووقفوا إلى جوار إخوانهم المسلمين فى هذه المحنة ولم يتم ما أراده أعداء الوطن من فتنة ووقيعة بين أبناء الوطن الواحد، ترى من الذى استفاد من زرع الفتنة بين المسلمين وأمريكا وقتل السفير الأمريكى فى ليبيا؟ أليس المستفيد الأول هو اليهود الذين يكافحون من أجل تشويه العلاقة بين أمريكا والغرب بصفة عامة والعالم الإسلامى، ترى من المستفيد من أحداث السفارة فى مصر والاشتباك بين الشرطة وبعض أفراد الشعب؟

أليس المستفيدون فى الحقيقة هم أعداء الوطن الذين يقفون متفرجين علينا فرحين لما يحدث لنا وانشغالنا بعضنا ببعض عن مشاكلنا الملحة، أملى كبير أن نتنبه لهذا الأمر المهم وألا نقع فى هذا الفخ مرة أخرى وأن نقول لهم موتوا بغيظكم، فإننا قد فهمنا اللعبة وسنسير فى طريقنا حتى نحقق لبلادنا التقدم والرقى الذى ننشده ونعيش العيشة الكريمة التى تليق بنا.

المصري اليوم 

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى