مقالات

مي عادل | تكتب : القنايات مدينة الذهب والعنب

18109872 1037694506365742 753560911 n

 يتعجب البعض من مدينة القنايات كمصطلح وكتسمية للمدينة لكن نذكر القيمة التاريخية للمدينة وأسباب تسميتها بهذا الاسم وما اشتهرت به والشخصيات المشهورة التي أنجبتها هذه البلدة .
تشتهر مدينة القنايات بمدينة الملحمة السياسة «مدينة العظماء» أو بمدينة الذهب والعنب لأنهم كانوا يعثرون على قطع من الذهب فى أثناء نقلهم التراب ولعلها من أنواع الحُلى والذهب التى كانت لسكان هذه المنطقة وأيضاُ كانت تشتهر بشجر العنب، وهي مدينة زراعية ويبلغ عدد سكانها حوالي 75000 المساحة 1730 وتبلغ نسبة الأمية بها حوالي 10 بالمائه .

تبعد مدينة  القنايات عن الزقازيق حوالي 6 كيلو متر فقط وبها الدائرة الثانية لمجلس الشعب بالشرقية وبها مجلس محلى شامل 24 عضو من أبناء المدينة والمدينة يحدها من الشمال قرية بهنباى ومن الجنوب الزقازيق ومن الشرق الأشراف ومن الغرب الزقازيق .

مدينة القنايات كانت مركزاً إدارياً مهمًا من مراكز محافظة الشرقية، كان يتبعها قديمًا كثير من البلاد النائية كالعزيزية، ونجد فى المستخرج الرسمى لتاريخ ميلاد شيوخ العزيزية بيان محل الميلاد على هذا النحو: العزيزية مركز القنايات وفى سنة 1860 قسمت إلى ناحيتين هما كفر محمد مباشر وكفر خليل إبراهيم, وفى سنة 1864م ألغى قسم شيبة النكارية مالياً ونقل ديوان المركز إلى بلدة القنايات باسم قسم القنايات وكان مقره كفر محمد مباشر, وفى سنة 1884م نقل المركز إلى مدينة الزقازيق مع بقائه باسم مركز القنايات. وبقيت مركزاً حتى سنة 1896 ثم انتقل المركز إلى الزقازيق.
وهى ملتقى خطين حديدين ضيقين لشركة الدلتا بين الزقازيق وكل من السنبلاوين وميت غمر وخطين للسيارات العامة التابعة لشركة أمينويس الشرقية بين البلاد المذكورة على طريق زراعى عرضه اثنا عشر متراً قامت بيوتها لأول عهدها بالوجود على تل يصل ارتفاعه عن سطح الأرض المجاورة فى بعض نواحيه إلى خمسة أمتار، وكانت من اللبن، وسقفها على شكل أقبية، وقد أدركنا بيوتا قديمة على هذا النحو، والظاهر أنها بنيت على غرار ما سلف من البيوت الأولى فى العهد الأول، ويعرف تراب هذا التل عند العامة “بالكفرى” ومعناه عندهم المتخلف من بيوت مهدمة، موغلة فى القدم، ويجاور هذا التل تلال ثلاثة أخرى من نوعه، وعلى أبعاد مختلفة .
وقد نقصها أهل القرية من أطرافها، فنقلوا ترابها لتسميد الأراضى الزراعية، كما نقلت الحكومة جزءاً كبيراً منه لردم المستنقع الذى كان يحيط بالبلدة، ولم يبق من أرض تل أبو عبد الله إلا جزء يسير يقوم عليه الآن قبر كبير لموتى المسيحين بالبلدة، ومن تل أبو رمانة إلا جزء تبلغ مساحته ثلاثة أفدنة به مدافن المسلمين من أهلها.
ويقال إن الآهلين كانوا يعثرون على قطع من الذهب فى أثناء نقلهم التراب من تل أبو عبد الله ولعلها من أنواع الحُلى والذهب التى كانت لسكان هذا التل، وأزقتها ضيقة مقفلة من الداخل، يصل إليها السالك من محيط البلدة، ولها أبواب من الخشب السميك، تسمى بوابات كانت تقفل ليلاً على أهل الزقاق، خشية سطو اللصوص، وقد أدركناها كآثار غير مستعملة، ولكل زقاق طاحونة أو أكثر لطحين الحبوب، وقد بلغ عددها سنة 1906م اثنين وأربعين طاحونة تديرها الماشية، وقد أغفل أمرها بعد انتشار آلات الطحن البخارية الحديثة، فأصبحت تعتمد فى طحن الحبوب على ثلاث آلات من ذوات الاحتراق الداخلى.
وعلى بعض حجارة هذه الطواحين نقوش ورسوم يرجع عهدها إلى الفراعنة يركب البلدة من الجنوب الغربى إلى الشمال الشرقى بركة عميقة تبلغ مساحتها أربعة وثلاثين فدانا ينتشر على جوانبها تلال من السرجين والسماد ويكثر فيها السمك، وفد إليها الطيور الرحالة، ويسميها الآهلون الوز العراقى أو الغطيس لأنها كانت تغطس فى الماء وتطفو، يؤمها صيادون من الجاليات الأجنبية بالزقازيق، وأقلية ضئيلة من أهل البلدة، لاصطياد هذه الطيور، وقد قامت الحكومة ردم هذه البركة ثلاث مرات فى المدة من سنة 1911م إلى سنة 1934م، حتى لم يبق لها أثر، وأقيمت على مساحات واسعة منها بيوت حديثة.
ويقال فى تسميتها القنايات إن مكانها كان بستانا يكثر فيها العنب، وكان الأولون الذين يسكنون التلال المجاورة يعصرون العنب فى أوان من الحجارة الصماء على شكل قنوات، ولما باد ذلك العهد، وتخلفت هذه القنوات «جمع قناة» أطلق عليها الذين وضعوا أول لبنة فى بنائها  «القنايات-جمع قناية» لأنهم أقاموا حيث كانت تلك القنوات، وقد استخدموها قنوات للسواقى بعد إدخال تعديل فيها، وأدرك آباؤنا بعضا منها فى السواقى المستعملة.

وكانت تسمى القنبات وتم تحريفها الى القنايتات وفى الخطط التوفيقية القنبات و فى كتاب التحفة السنية باسم القينيات وكانت باسم طشتمر ثم القنايات ثم صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 45 لسنة 1979 يتحويل قرية القنايات إلى مدينة .

وكان للقنايات سوق مساحته 66 أفدنة محاط بسور حديدي ارتفاعه مترين اشترته الشركة البريطانية للأسواق وكان له ادارة خاصة وكان السوق العمومي يوم الاثنين وكان يكثر بها النخيل والمساجد والاضرحة لبعض الاولياء وبها تجار قطن وغبرها من ارباب الحرف كنسج القطن والصوف .

بها مناطق كثيرة مثل حي القيني، حي الزاوية ، المساكن، حي القواس ، صفيه مباشر، عمرو مباشر، عبد العال مباشر، جاويش، أنطوان ، مرعى .

ومن أبرز أبناء مدينة القنايات الكاتب الكبير إسماعيل النقيب والفنانة فاطمة عيد والعميد نصر عطية و الدكتور محمد الصالحى عضو مجلس الشعب السابق و الحاج خيرى مباشر عضو مجلس الشوري السابق والنائبة إيمان خضر عضو مجلس الشعب الحالي،و المرحوم صبرى مباشر و المرحوم صالح الصالحى والكابتن أحمد سعيد لاعب كرة السلة الدولى .

وتضم أيضا مدينة القنايات الأستاذة أمل سليمان أول مأذونة فى مصر بحكم من القضاء وقد توفى عمها الماذون الشرعى للمدينة وهى حاصلة على ماجستير في القانون ودرست الشريعة وأصول الدين وقد قررت ان تخلف عمها في الوظيفة وتصبح اول ماذونة .

وأيضا الفنانة فاطمة عيد ابنة مدينة القنايات متزوجة من اللواء شفيق الشايب ورزقا من الأبناء بداليا ليسانس ترجمة فورية، نيفين ليسانس اداب من جامعة القاهرة ثم اخر العنقود شيماء، تعلمت في مدارس القنايات حتي المرحلة الثانوية ثم التحقت في السبعينيات بمعهد الموسيقى العربية قسم الأصوات .

ومما يجدر ذكره أن مدينة الزقازيق كانت تابعة إداريا لمركز القنايات ونتيجة لإتساع دائرتها وزيادة عدد سكانها وما يقع فيه من حوادث ومخالفات ضد اللوائح العامة أصدر ناظر الداخلية عام 1890 قرار بفصل مدينة الزقازيق عن مركز القنايات وجعلها مأمورية قائمة بذاتها .

زر الذهاب إلى الأعلى