مقالات القراء

مي عادل | تكتب: من يستحق القتل ؟

 

15645065 1775196022804334 1147393928 nمقتل السفير الروسي بأنقرة عملية إرهابية أدينها بكل عبارات الإدانة والاستنكار .

مثلما أدين إرهاب الدولة الروسية بحق الشعب السوري العظيم .

هل سنتتهي الحرب في حلب بعد مقتل السفير الروسي، سفراء الدول من غير المسلمين، في دول الإسلام هم من المستأمنين، وحكمهم حكم ( المعاهد) في الإسلام، ما دام الحاكم المسلم في ذلك البلد قد أعطاهم الأمان .قال رسول الله صلى اله عليه وسلم ( من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً ) .

ليس لك الحق أن تقتل شخص أي كانت جرائمه فقط لأنه غير مسلم الإنسانية لاتخص دين بعينه إنما الدين في قلب كل مؤمن يحث على الحب والأمان سواء كانت من أصحاب الكتاب أو لا بل هناك قلب وعقل يحكم، لو تمعنت جيداً لا يوجد أي اتجاه ديني يحث على القتل والإرهاب وسفك الدماء أما هؤلاء يعانون من اضرابات نفسية  .

السبب المباشر لبدء الحرب العالمية الأولى هى حادثة اغتيال ولى عهد النمسا فرديناند مع زوجته من قبل طالب صربي يدعى برينسيب في 28 يونيو عام 1914 أثناء زيارتهما لسراييفو هل نحن على وشك حرب عالمية ثالثة ؟

يجب أن نفرق بين التقييم الأخلاقي والشرعي للفعل وبين تداعياته على الثورة السورية وعلى تركيا:

أولًا: من الناحية الأخلاقية من ناحية هنالك الأمان الذي يعطى للرسل والسفراء، ومن ناحية أخرى هنالك غدر ووحشية روسيا وإجرامها.

ثانيًا: أما تداعيات عملية الاغتيال فهذه يصعب تقييمها الآن، فالمنفذ تصرف بشكل فردي (حسب ما هو ظاهر)، وبالتالي لا يجوز تحميل مسؤلية الاغتيال لا لتركيا ولا الثورة السورية، إلا إذا أردنا أن نحمل أهل حلب مسؤولية الأمر أنهم استنجدوا بالعالم وأنهم لم يموتوا بصمت.

القتل جاء مخالف حديث النبي صلي الله عليه وسلم ( : من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً ) القاتل قتل شخص أعزل من وراء ظهره أي أنه خالي من أي بطولة .

قتل سفير روسي في تركيا أو سفير أمريكي في ليبيا خطأ .. أقولها ثانية السفير مجرد رسول مؤمَّن على حياته وهو غير  مسئول.

قتل المدنيين في أمريكا أو روسيا خطأ .. فهم مجرد شعوب ليس لهم يد فيما تفعله حكوماتهم.

قتل الجندي الروسي أو الأمريكي خطأ .. فهو مأمور بتنفيذ أوامر قيادته ولا يقوم بالقتل من تلقاء نفسه ولم  يختار أن يذهب إلى هذه المناطق.

قتل القادة الروس أو الأمريكان خطأ .. فهم مجرد أفراد في دولة لا يتخذون قرارات الحرب والغزو بأنفسهم بل تتخذها مؤسسات الدولة كلها.

– من يستحق القتل إذن؟

 

مقالات الرأي تعبر عن صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي.

 

زر الذهاب إلى الأعلى