أعمدةمقالات

حسن المستكاوي | يكتب : البطولة تهزم الإرهاب

حسن-المستكاوي

 

كرة اليد هى لعبتنا الشعبية الثانية. وفازت بها بعد انتصارات حققتها منتخبات الكبار والشباب، فالانتصار يصنع جمهوره. وكم كان جميلا أن الجمهور الحقيقى يتابع المباريات. الأسرة المصرية هناك. وأعلام مصر مرفوعة ومرسومة على الوجوه. تذكرت أيام كأس الأمم الإفريقية 2006. حين كان يحتشد ما يقرب من مائة ألف متفرج لمؤازرة المنتخب. حتى الفتاة التى تتعجب من خروج ميدو وتسأل: «مش ممكن يرجع تانى؟» ففى تلك الأيام جمعت البطولة محبى كرة القدم وكل من يشعر بالانتماء حتى لو كانت اللعبة لوغاريتما بالنسبه له ولها.
** الافتتاح كان لائقا. وسريعا. والكلمات قصيرة. وهو تغيير مهم. فقد عشنا أجيالا نسمع فيها محاضرات وخطبا وكلام إنشا، بلا معلومات. وكل تغيير صغير هو بداية لتغييرات كبيرة. عمل بجد. وبناء بجد. ولعب بجد. وقد لعب المنتخب بجد ولعله يستمر بهذه الجدية، ويعالج ثغرات سابقة يستمر بعضها، مثل إهدار الفرص والضربات الجزائية. وإن شاء الله يتوج الفريق بالبطولة. ليرتفع عدد البعثة المصرية فى دورة ريو دى جانيرو، ويكون طابور البعثة فى الافتتاح رسالة للعالم، بحضور مصر فى أكبر حركة سلام عرفتها البشرية وهى الألعاب الأوليمبية..
** المنافسات تمضى بروح رياضية رائعة. وهو الأمر الطبيعى فى الرياضة ويجسد قيمها وأخلاقها.. والبطولة احتفالية، يعلن بها المصريون انتصارهم على أعداء الحياة. على تجار الدين. على الإرهاب وشياطينه وأعوانه، فبقدر الألم والحزن والغضب، لسقوط شهداء، نحن نقاوم تلك الخسة بمواصلة البناء والعمل، والتحدى بكل الوسائل والسبل.. لكن هل كانت مصادفة مثلا أن تقع عمليات إرهابية خسيسة فى يوم افتتاح كأس الأمم الإفريقية لكرة اليد؟ ربما كانت مصادفة، لكن إرادة الحياة والبناء هى التى ستنتصر على أشقاء الشر..
**تمضى البطولة بروح رياضية، وبأخلاق الرياضة وقيمها، لكن مازال التعليق فيه تلك اللمسات الساذجة، ومازال يطرح بدون أن يدرى سلوكا عنصريا، بهذا التشجيع الذى يقوم به المعلق للفرق العربية ضد المنتخبات الإفريقية. فليس من وظائف المعلق، ولا الإعلامى، ممارسة عمل المتفرج والمشجع. وقد حدث ذلك حين لعبت تونس أمام الكونغو والجزائر مع الجابون، والمغرب مع الكاميرون. فالمعلقون يهتفون، ويوجهون، ويصرخون، على المنتخبات العربية فى ظاهرة غير مقبولة، تفرض وتفترض الوطنية والانتماء العربى.. فهل هذا الانتماء فى حاجة إلى تأكيد بالهتاف والصراخ فى ساحات الرياضة؟!
** من الطبيعى أن يحب المواطن والإعلامى منتخب بلاده، ولكنه حب مخزون فى القلوب، ولا يخرج ويجب ألا يخرج على الأوراق أو أمام الميكروفونات والعدسات.. وهى ظاهرة تعم على كل اللعبات وكل القنوات، وكل المعلقين.. ولم أعرف أبدا معلقا أو إعلاميا أجنبيا يناصر منتخب إنجلترا أمام ألمانيا، أو إسبانيا أمام البرتغال. لم أسمعهم يصرخون، ويهتفون، ويوجهون: «شوط.. حاسب.. ياساتر.. يالهوى؟!»
** الصبر يارب..!

 

المصدر

أحمد الدويري

كاتب صحفي منذ عام 2011 ، أكتب جميع أنواع قوالب الصحافة، تعلمت الكتابة بشكل جيد جدًا من خلال موقع الشرقية توداي الذي انضممت له منذ عام 2012 وحتى الآن
زر الذهاب إلى الأعلى