أخبار العالم

أغنى قرية بالدقهلية تقرر تخفيف أعباء الزواج: مفيش عشا ولا هدايا لأم العريس

أغنى قرية بالدقهلية تقرر تخفيف أعباء الزواج«مفيش عشا ولا هدايا لأم العريس»

دعى عدد كبير من أهالى مدينة نبروه أغنى مدن محافظة الدقهلية، إلى التخفيف فى تكاليف الزواج للتيسير على الشباب والأسر بعد المغالاة الكبيرة فى التكاليف، التي شهدتها مدينة نبروه والقرى المجاورة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الجماهيرى الحاشد الذى نظمته جمعية بصمة خير الخيرية بمركز نبروة، مساء الجمعة، تحت شعار «يسر ولا تعسر» بحضور عدد كبير من رجال والشباب وكبار العائلات بالمركز.

وقال عبدالرحمن السني، رئيس مجلس إدارة جمعية «بصمة خير»: «أصبحت تكاليف الزواج والمغالاة فى المهور والشبكة والتجهيزات مثار حديث داخل مركز نبروه خاصة، وفى محافظة الدقهلية بشكل عام، وبعد مبادرة الصعيد لإلغاء الشبكة قررنا عقد مؤتمر للتخفيف فى تكاليف الزواج داخل مركز نبروه، والذى يشتهر بالمغالاة فى تكاليف الزواج والتجهيزات، بعد أن تحول الأمر لمنافسة بين العائلات ويجاريهم فى الأمر باقى الأسر المتوسطة والفقيرة».

وأضاف: «نبروه تشتهر بما يسمى هدايا أم العريس، والتى تلتزم أسرة العروس بتقديمها لأم العريس بخلاف جهاز العروسة والصباحية، حيث تقوم أسرة العروسة بتجهيز غرفة نوم أو صالون أو مطبخ لأم العريس، بخلاف الهدايا الدهب والصباحية الخاصة بها، وتكون عبارة عن سيارات طيور وحلويات وأرز وخلافة».

يستكمل عبدالرحمن السني قائلا: «بالإضافة لعشاء العريس والذى يتخطى مبلغ 5000 جنيه، وجهاز العروسة والذى يتخطى مئات الآلاف فى كثير من الأحيان، ويضم التكيفات وشاشات العرض فى كل الغرف حتى الحمام واللاب توب وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الحديثة، وكل هذا يسبب أعباء ضخمة على الأسر المتوسطة والفقيرة، وأحيانا يخرج الأب مديون من زواج ابنته أو ابنه، ومن هنا جاءت الدعوة لفكرة المؤتمر، ولاقت قبول كبير لدى جميع الأهالى بمركز نبروه».

ويقول الشيخ رضا أبوالغيط إمام وخطيب: «الأصل فى الدين التيسير، فالمفروض أن أم العروسة تيسر على عريس ابنتها، وأم العريس تيسر على زوجة ابنها، ولكن ما يحدث هو المغالاة فى كل شىء، والنهاية لا يكون الزوجين سعداء لأنهم دخلوا فى صراعات وخلافات خلال الاتفاقات والاستعدادات، فقد قال رسول الله (أقلهن مهرا أكثرهن بركة) ولذلك سنعمم توصيات المؤتمر على جميع المساجد، وفى خطبة الجمعة، لتغيير عادات الناس السيئة بحيث تختار الأسر الصالحين وليس من يمكنهم توفير متطلبات الزواج الزائدة عن الحد»

وتفاعل عدد كبير من الحضور مع المؤتمر وقال أحد الحضور إن شقيقة زوّج ابنته في القاهرة وقدم في الصباحية «بطة و4 فطائر و6 كيلو سكر»، بينما عندما زوّج ابنه في نبروه كانت الصباحية «عربيتين أحدهما فراخ والأخرى بط».

وقال: «الأب يستدين علشان يزوّج ابنته ويقدم عشا العريس وهدايا أم العريس، وممكن الابنة ترجع بيت أبوها بعد كام شهر غضبانه أو مطلقة».

وقال عادل عوض 53 سنة من الأهالى: «تكاليف الزواج فى نبروه أصبحت تخضع للمنافسة والغيرة بين الأسر وكبار العائلات، فكل شخص يريد أن يكون جهاز ابنته أو ابنه أكبر جهاز فى البلد، ويظهر ذلك فى زفة الرفايع والمقصود بها زفة الأجهزة والمطبخ، ونجد ناس مش لاقية تاكل وبتجيب لبنتها مكيفات فى الجهاز».

وطالب بإلغاء زفة الرفايع قائلا: «الزفة مالهاش لازمة كل واحد يجيب حسب مقدرته ويتم نقلها لشقة الزوجين بدون زفة وإعلان حتى لا يثير غيرة أو حقد غيره من الأهالى».

وأشار عطا محمد سيف، من الأهالي، إلى وجود مغالاة من الطرفين، فـ«أم العريس عايزة هدايا وصباحية وعشا، وأم العروسة عايزة خمس حجرات خشب وشقة كبيرة وشبكة مرتفعة جدا تتخطى أحيانا 200 ألف جنيه».

وأضاف: «يجب توعية الناس علشان يفهموا إن اللى بيعلموه ضد الشرع والدين، وربنا خلقنا طبقات مش كل الأسر تقدر على هذه التكاليف، ولابد أن يخضع الزواج لاحتياجات الأسرة الجديدة وليس للمنظرة».

وأشار محمد منصور أبو السبح، محام، إلى أن ساحات المحاكم ممتلئة بقضايا الطلاق رغم أن العروسين أنفقوا كل ما يملكون على الزواج، وقال: «هذه التكاليف تفتح باب الشيطان والخلاف بين الأسر وبعض الأسر تعاير العروس لو نقص الجهاز أي شىء بسيط، أو كان الجهاز أقل من بنت فلان وعلان، وتكون هذه التصرفات سببا فى خراب البيوت والطلاق».

وانتهى المؤتمر إلى ضرورة إلغاء عشاء العريس وهدايا أم العريس، وكذلك تخفيض الشبكة وتركها حسب مقدرة العريس، لأنها هدية منه لزوجة المستقبل، مع توصية بطبع التوصيات وتوزيعها فى المساجد والتجمعات داخل مركز نبروه، بالإضافة لتنظيم مؤتمرات لتوعية السيدات لأنهن الأكثر تأثيرا فى تلك المسألة.

 

 

المصدر 

زر الذهاب إلى الأعلى