وصف عالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس، النجمَ الأرجنتيني ليونيل ميسي بـ”الأحمق”، وذلك بعد أن اصطحبه في جولةٍ لزيارة الأهرامات خلال رحلة نجم برشلونة الترويجية الأخيرة إلى مصر.
وقيل إنَّ زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق، قد أدلى بهذا التصريح الغريب خلال مكالمةٍ هاتفية مع قناة فضائية مصرية خاصة، يوم الأحد الماضي، الموافق 5 مارس/آذار الجاري.
ولكن حواس نفى عن نفسه هذه الادعاءات، وألقى باللوم على المترجم المكلف بهذه المهمة.
وذكرت صحيفة “إل موندو” الإسبانية، التي تملك مراسلاً حائزاً على عددٍ من الجوائز في مصر، أنَّ حواس الذي يتسم بالاحترام قال للقناة الفضائية: “أنا آسف لقول ذلك، ولكنَّه أحمق”.
وقال حواس في مقابلةٍ حصرية مع الصحيفة الإسبانية، متذكراً الواقعة التي حدثت منذ أسبوعين عندما اصطحب مهاجم نادي برشلونة الإسباني في جولةٍ بمنطقة أهرامات الجيزة: “قلت ذلك لأنَّني عندما كنت أتحدث إليه كان وجهه مثل الحجر”.
وأضاف حواس: “قضيتُ نصف ساعة معه في الأهرامات. اعتقد أنَّه كان من المهم أن أتحدث معه لأنَّه يملك الملايين من المتابعين في جميع أنحاء العالم، إنَّه أمرٌ جيد لمصر وللسياحة. ولكنِّي أعتقد أنَّه لم يكن مهتماً على الإطلاق، لم أر أي اهتمام على وجهه بشأن ما كنت أقوله له”.
وتابع قائلاً: “حتى عندما تحدثتُ معه عن الغرف السرية داخل الهرم الأكبر، والملوك الذين أمروا ببناء الأهرامات، أو فترة حكم توت عنخ آمون. لم أر أي رد فعل على وجهه. كان شديد الأدب، ولكن ربما هو مهتم فقط بكرة القدم”.
وقال حواس في بيانٍ مكتوب تعقيباً على هذه الواقعة: “أود أن أقول إنَّني لم أقل على ميسي إنَّه “أحمق” على الإطلاق”.
وأضاف: “أعتقد أنَّ المشكلة كانت بسبب أن المترجم لم يذكر قصص وأسرار الأهرامات الغامضة التي كنت أقولها لميسي”.
وتابع قائلاً: “قلتُ في مقابلةٍ سابقة إنَّ ميسي هو الشخص الأكثر أهمية في العالم، ويعرفه الجميع في مختلف أنحاء العالم، وأعتقد أنَّ زيارته هي الزيارة الأهم بين زيارات المشاهير إلى مصر. على المستوى الشخصي أنا معجب بميسي، ولا أفوت أي مباراةٍ يلعبها، وأرى أنَّه أفضل لاعب على الإطلاق، ولأنَّني معجبٌ به وأحبه أتيت لرؤيته رغم خضوعي لجراحةٍ في ركبتي المكسورة قبل ذلك بأيامٍ قليلة، ودعوتُه لزيارة مصر مرةً أخرى، وسأصطحبه في رحلةٍ إلى الأقصر، ووادي الملوك، ومقبرة توت عنخ آمون”.
وبسؤاله لماذا يعتقد أن صحيفة “إل موندو” لم تذكر فقط أنَّه وصف ميسي بالأحمق على القناة المصرية، بل ذكرت أيضاً أنَّه قال إنَّ اللاعب لم يبدُ مهتماً أثناء جولته في الأهرامات، أجاب حواس قائلاً: “ما ذكرتُه فقط هو أنَّ المترجم ربما لم يشرح كل ما قلته، لأنه لم يكن يتحدث الإنكليزية”.
واختتم حواس بيانه قائلاً: “ميسي شخصٌ رائع. لا أستطيع، ولن أهينه أبداً، أنا معجبٌ به”.
وبمقارنة زيارة ميسي السريعة بزيارة نجم هوليوود الأميركي ويل سميث، الذي اصطحبه حواس أيضاً في جولةٍ بالأهرامات في عطلة نهاية الأسبوع، قال حواس للصحيفة: “سميث إنسان مثقف”.
وأضاف حواس: “إنَّه يقرأ ويطرح الأسئلة طوال الوقت، ويعلم تاريخ الأهرامات. تناولنا العشاء معاً، وقضينا ساعةً ونصف الساعة نتحدث عن الآثار. هناك فرقٌ شاسع”.
زار ميسي مصر بعد أن أصبح سفيراً لحملة “تور آند كيور” للترويج لمصر كوجهةٍ علاجية لمرضى التهاب الكبد الوبائي “سي”.
وكانت الأهرامات هي محطة ميسي الأولى، بعد أن وطئت قدماه أرض مصر، في 21 فبراير/شباط الماضي.
واستقبل عالم المصريات الشهير زاهي حواس اللاعب في منطقة أهرامات الجيزة، التي تحتضن تمثال أبو الهول وهرم خوفو.
وتم منع العامة من دخول المنطقة، ليتمكن ميسي من التجول فيها بصحبة مرشده الخبير، الذي قضى الثلاثين سنة الأخيرة في التوعية بشأن علم الآثار وحماية تراث مصر.
وقال ميسي لقناةٍ فضائية مصرية بعد زيارته: “أتيتُ إلى هنا في 2007، ولكنني لم أتمكن من استكشاف الأهرامات مثل اليوم. مصر دولة ذات تاريخٍ عريق، وأنا سعيدٌ لزيارتها”.
وأضاف قائلاً: “من الرائع أن أكون في الأهرامات. كانت لحظةً رائعةً عندما دخلتُ إلى الهرم ولمستُ حجارته. لقد لمستُ عظمة مصر”.
تنقَّل مهاجم برشلونة في موكبٍ مكون من 15 سيارة دفع رباعي فاخرة، ودراجات نارية تابعة للشرطة خلال زيارته لمصر، والتي تقع في شمال إفريقيا.
وتمت الزيارة، التي نُظمت بواسطة وزارتي الصحة والسياحة المصريتين، بعد أن تم تأجيلها مرتين. الأولى كانت بسبب حادث تفجير الكنيسة البطرسية في القاهرة، والثانية كانت بعد خسارة برشلونة الكارثية في دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان برباعية نظيفة.
وذكرت صحيفة El Mondo ، التي يعيش مراسلها فرانسيسكو كاريون في القاهرة منذ ست سنوات، أنَّ حواس وصف ميسي بكلمة “mentecato” باللغة الإسبانية، التي تعني أحمق، أو أبله.
ولم تُذكر أي معلوماتٍ عن ميسي على موقع حواس الإلكتروني، الذي يحث السياح من خلال صفحته الرئيسية على زيارة مصر بعبارةٍ مفادها: “مصر آمنة. نريدكم مرة أخرى”.
جاء هذا بالتزامن مع زيارة الممثل الأميركي الأسمر ويل سميث والذي على العكس من ميسي أثار فضوله إعجاب حواس، التي نقلت عن العالم قوله إن ويل سميث عبر عن سعادته بالرحلة فى مصر قائلاً: “هذه أفضل رحلة حصلت لي في حياتي، ومصر جميلة أكثر مما نتوقع”.
المصدر
تابع الشرقية توداي على جوجل نيوز 
