رأيمقالات

عبد الغني الحايس | يكتب: فيها حاجة حلوة

عبد الغني الحايسمن نقرة لدحديرة ، ومن فخ لفخ ، والدنيا تشيلنى وتهبدنى ، طاخ طوخ طيخ طاخ .

هكذا تفعل بنا وسائل الاعلام ، فهى دائما تبحث عن الاثارة وتنفخ فى الأبواق وتطرق أبواب خاوية الهدف ، ويبدأ الالهاء متناسين دورهم الرئيسى فى التوعية والتركيز على عرض حلول إيجابية من المتخصصين لكل مشاكلنا ومناقشة سلبيات المجتمع ويكون جرس إنذار لأولى الأمر والمسئولين ، وإطلاع الرأى العام على حقائق الأمور بكل شفافية وحيادية ، وإحترام جمهور المشاهدين بإحترامهم ميثاق الشرف الاعلامى ولكن مانراه الآن هو وللأسف يخالف كل الأعراف والمواثيق والأخلاق ، الكل فى سباق محموم نحو السقوط والهاوية .

فالرئيس قام بجولة آسيوية لدعم الدولة المصرية وتشجيع الأستثمار وتوطيد علاقة مصر بدول العالم ، والعمل على عودة دور مصر المحورى وإستعادة ريادتها .

وبدلا من مساندة الدولة المصرية متمثلة فى كل الخطوات والتحركات الايجابية ، وتوضيح طاقة النور التى ستضىء على الشعب المصرى من المشروعات الجديدة والاتفاقيات التى وقعتها الحكومة داخليا وخارجيا ومحاولة العمل على جذب رؤوس أموال لخلق مزيد من فرص الاستثمار وتوفير فرص العمل ، ومنذ أيام أعلن الرئيس عن رؤيته لمصر 2030 وعازما على أن يتحول الحلم إلى عمل فإرادة المصريين التى شقت قناة السويس وبعدها ندخل فى تنمية المحور وإقامة الموانىء الجديدة والمركز اللوجيستى لتخزين للحبوب والغلال فى دمياط والمصانع التى تخدم المشروع وكذلك عدد من المدن الصناعية الجديدة كمدينة الجلود والأثاث و مدينة العالميين الجديدة ومشروع الضبعة النووى ، وكذلك العاصمة الادارية الجديدة والتى دخلت حيز التنفيذ هى الأخرى ، وزراعة 4 مليون فدان والعمل على حفر الأبار وتجهيز مدن كاملة الخدمات حتى يتم إقامة مجتمع عمرانى كامل ، وتنمية القرى وجعلها قرى نموذجية ومحاربة العشوئيات والقضاء عليها وتوفير حياة كريمة للمواطنيين ، والعمل على تشغيل المصانع المتعثرة والمحاولة الدؤب لتحسن الخدمات التى تقدم للمواطنيين ومنظومة الخبز والتموين وغيرها مالا يعد ولا يحصى كل ذلك يصب فى صالح المواطن المصرى .

لدينا صور إيجابية كثيرة ولكن الاعلام لايرى سوى مايثير الصخب ويدعو الى الضجر وكانه يعتم بقصد على كل ماهو ايجابى .

فبدلا من أن تذهب كاميراتهم وتتوجه أقلامهم إلى أى مشروع ليطمئن المواطن أن هناك أيادى عرقانة تحفر أنفاق وتمهد طرق وتبنى مساكن ومستشفيات ومدارس وتشق الرمال وتحول الرمال الصفراء إلى جنة خضراء ، ذهب هؤلاء إلى ما يلهو وما يشتت ولا يفيد .

فهم يثرثرون فى وقت واحد نحو مرتضى وميدو وهل يستطيع الثانى أن ينهش فى الاول وماذا قال وبماذا رد وياخذ الموضوع وقته من الجدل والثرثرة والالهاء حتى تخمد نيرانه المشتعلة ليدخلوننا فى نفق مظلم آخر .

وانشغلنا بفنانة تدير شبكة دعارة بماذا كتبت على صفحتها الشخصية قبل القبض عليها ويستمر الصخب حول الفنانة المغمورة حتى تهدأ العاصفة ليقحمونا فى عاصفة اخرى .
شرطى قتل مواطن ويبدأ الثأر وكأن كل رجال الدخلية هى هذا الشرطى الذى قتل المواطن وكأنه سيفلت بفعلته الحمقاء ويتم اثارة المواطنيين ضد الدخلية ويتم تركيز الهجوم فهناك أمين شرطة إعتدى على طبيب فيتظاهر الأطباء وكاننا دولة بلا قانون ، وتتوالى إشعال الحرائق المهم العائد من الاعلانات وتحقيق أعلى نسب مشاهدة ولا يهم الوطن .

وما أن ننتهى من حدث حتى يتم قذفنا عنوة فى حدث آخر ، فهذا نائب يتم ضربه بالجزمة لتطبيعه مع الكيان الصهيونى ومقابلته السفير وتتسابق الاخبار وتتوالى الاحداث والجميع فى حالة تركيز كامل مع الحدث فالنائب لديه إصرار على استكما ل حالة الهذيان التى اصابته يكيل السباب لرؤساء مصر ولدول شقيقة وشخصيات عامة وكل من يختلف معه ، ويطالب كذلك بإنتخابات رئاسية مبكرة ثم يعود عن قراره فى آخر الحلقة ليدخلنا فى دوامة أخرى ونحن نترقب الخطوات التالية وتتواصل وصلات الردح الصريح بين هذا وذاك وتتحول تلك المنابر الى فوضى أخلاقية لم ولن نرى مثلها فى دول العالم .

وكأنها كانت ناقصة ميرهان الفنانة فهل هى صفعت الضابط وكانت مخمورة ام انتهك الضابط شرفها ، ثم يدخل على الخط نقيب الممثلين ليعلن عن تضامنه مع الممثلة الناشئة والهجوم على الدخلية وتبدا حملات التضامن مع وضد ونحن ننتظر من يكون الجانى ومن المجنى علية .

ولكن لا تهدأ تلك النار المشتعلة فتفاجأ بخبر اعتزال شرين أه يا ليل اه ياعين الغناء فجأة لانها تريد ان تعيش فى سلام والنبى علشان خاطرنا مش ناقصة ارجوكى انتى صوتك حلو لا ياشرين كلنا بنحبك وتتوالى التغريدات على تويتر والفيس بوك تطالبها بالعودة كما طالبت نقابة الموسيقين نقيبهم هانى شاكر ان يسحب استقالتة لانه أمل النقابة والموسيقين ولن تستطيع مصر أن تدخل نادى الدول النووية بدونه .

طيب نهدا شوية لا طبعا ، والآن مع صحفية اليوم السابع شيماء عبدالمنعم تتلعثم ولم تستطع أن توجه سؤالها إلى الفنان الحائز على الاوسكار ليوناردو دى كابريو وتتوجة الطلقات والانتقادات إلى الصحفية الشابة وأنها مثال للمحسوبية وعدم المهنية وهناك من وقف معها وساندها واشاد بارادتها على أنها ذهبت إلى تغطية حفل الأوسكار وأن ما أصابها من قلق وتوتر هو بسبب الرهبة وكل ذلك لا يعفى الجريدة من المسئولية .

وعلى العموم لاندرى إلى متى سنظل فى ذلك السيرك المنصوب وتلك الحفلات التى لاتنتهى من صخبها وضجيجها .

فهل تسيقظ الضمائر والوطنية وحب الوطن والانتماء إلى الأخلاق والانسانية فى نفوس و مخربى العقول ومضللى الطرق ؟

ونحن نراهن على ذكاء المصريين أن يتخرجوا من تلك الدائرة الضيقة الذى يحاول أن يأسرنا هؤلاء المثرثرون فيها ، فالوطن كثير من التحديات ولابد أن نسعى الى الحلم بالعمل والجهد والعرق حتى نكون قد الدنيا .

  • الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رآي الشرقية توداي ، وانما تعبر عن رآي الكاتب.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى