مقالات

عبد الغني الحايس | يكتب: نحو وحدة وطنية‏

عبد الغني الحايساستوقفني خبر استقبال شيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب» بمقر المشيخة لقداسة البابا تواضرس ومرافقية لتقديم التهنئة بقرب حلول عيد الفطر المبارك وشهر رمضان ، وهو لقاء محبة بين شيخ الازهر والبابا.

ففي عيد القيامة واعياد الأخوة الأقباط يذهب شيخ الأزهر وقياداته وجميع قيادات الوطن لتقديم التهنئة لقداسة البابا وهو فعل محمود يؤدي إلى تقوية الروابط بين شقي الأمة ويدل على متانة العلاقة وقوة الوحدة بين أبناء الوطن ، فهكذا ترسم الصورة للجميع .

وأنا بصفتي مواطن مصري حاولت كثيرًا مقابلة البابا شنودة رحمة الله لإعجابي بقداستة ودوره الوطني العظيم واتذكر عندما قابلت الاستاذ «هاني عزيز» سلمت علية مرتين ، فقلت لة اسمح لى ان أسلم عليك مرتين مرة لشخصكم ومرة ليد سلمت كثيرًا على يد البابا شنودة وكم كان الرجل ودودًا .

كما انني لم اشعر في أي وقت من حياتي بوجود أي فرق بين المصريين جميعًا مسلم أو مسيحي ، فنحن شركاء فى ذلك الوطن وتظلنا سمائه وفكرة التفرقة من أجل الديانة ليس لها وجود فى قاموسي.

فأنا اعتز كثيرًا بكل علاقاتي بأصدقائي المسيحين وأقدرهم ونتبادل الزيارات العائلية وغيرها من طبيعة الحياة بين بني البشر بدون قيد أو حرج.

وكذلك اعلم أولادي أننا كلنا أخوة وأن الله محبة وأننا نعبد الله الحي القيوم وأننا كمسلمين لا يكتمل أيماننا إلا بايماننا بسيدنا عيسى ولكن دعونا نخرج من تلك النقطة إلى الواقع الحقيقي في المجتمع وكان هذا محتوى حوار دار بيني وبين صديقي إسحاق ونحن في الغردقة وكانت بداية الحوار عندما حدثت مشادة بين اخي في الأسكندرية وبين مواطن على الشاطىء انتهت بالقسم وتم تحويل المشكلة إلى قضية أمن دولة لان المواطن الآخر مسيحي وبعد ثلاثة أيام تم الصلح بين الطرفيين.

فقال إسحاق أنكم تحصلون على شىء في الوطن ونحن غرباء أقلية مضهدة ، أستفزني حديثة بصراحة وتعجبت هل ما تقولة هو احساس حقيقي .

فقال: «نعم».

وبدأ يأتي بمشاهد لم استوقف أمامها كثيرََا عندما قال: «لايوجد سوى محافظ قبطي واحد في قنا وعندما تم تغييره بأخر انتشرت المظاهرات وظهرت حالات الرفض والمنع من جانب المسلمين لدرجة منعه من دخول مبنى المحافظة ولم تكرر بعدها تعين محافظ قبطي» .

كذلك قصر الوظائف العليا من وزراء على عدد قليل ووزارات ليست سيادية، إنما يتم تعيين وزير مسيحي للبيئة أو البحث العلمي كسد خانة ودليل أننا شركاء.

وتطرق إلى أن لقاءات البابا وشيخ الازهر ووزير الاوقاف تتم بفعل سياسي وليس محبة من القلب ، وناهيك عن تفاقم مشاكل الفتنة الطائفية وتحكم أمن الدولة في كل مجريات أحداثها.

كما حدث في حرق كنائس أو ترميم أو بناء كنيسة كل تلك مشاكل كفيلة بعدم الحرية والأمان وأننا نعيش أقلية مسيحية مضهدة وليس مواطنون بكامل الاهلية ليس لنا كافة الحقوق التي للمسلمين وليس من حقنا بناء دور عبادة نعبد فية الله كما تفعلون .

واستمر في حديثة وأنا احاول أن استمع إلى كل مايدور في خلدة وان يخرج كل ما يؤرقة حتى نصل الى نقطة التقاء .

ثم قال نحن دولة تعمل بالدستور الذى يقول ان الدولة دينها الاسلام والشريعة الاسلامية هى المصدر الرئيسي للتشريع ونحن يجب أن يكون لنا قانون أحوال شخصية خاص بعيدًا عن القانون المتوافق مع الشريعة الاسلامية .كذلك يجب الغاء فكرة خانة الديانة من بطاقة الرقم القومي وكل الاوراق الرسمية التي تطلب خانة الديانة بها .

كذلك يفرض على الطلبة في المدارس نصوص قرآنية ، لماذا لا نفرض نصوص من الانجيل أيضًا حتى يكون هناك مساواة .

كذلك لايوجد رئيس جامعة واحد قبطي هل اندثرت كفائة الاقباط ام ننتظر رضاء أمن الدولة ، كما ان هناك صعوبة لممارستنا العمل السياسي أو عمل حزب سياسي يضم الاقباط على غرار الغرب لذلك لتحسين ماء وجة النظام يقوم بتعين كوتة من الأقباط حتى يؤكد للعالم مشاركتنا.

في الحياة السياسية وانه لايوجد حظر او قيود وعادة ما ترسل الكنيسة الاسماء المرشحة للرئيس للتعين .

كما ان القانون والشريعة الاسلامية تسمح بزواج المسلم من كتابية ولا تسمح بزواج المسلمة من مسيحي ولا تسمح شريعتنا بذلك اليس هذا نوع من الاضطهاد .

وكما ان التبني في الاسلام حرام شرعًا ولكنة يجوز في شريعتنا ولكننا نقع تحت القانون القائم على ان الشريعة الاسلامية مصدر التشريع ولذلك يجب ان يكون لنا استثناءات وقانون خاص يتوافق مع شريعتنا نحن الاخرين في كل شىء فى الزواج والطلاق وبناء دور العبادة او خروج قانون العبادة الموحد من الأدراج .

واستمر صديقي يفند في حديثة الكثير والكثير وكل مرة يقول ينبغي ان لا نضع رؤسنا في الرمال ومواجهة مشاكلنا حتى يتم حلها ونعيش في دولة مدنية حقيقية تحترم حقوق كل اصحابها بكل توجهاتهم وخصوصًا بعد ثوريتن .

واسمحوا لى أنني لن ارد على صديقي هنا فلقد واجهته بكل كلمة قالها واقتنع تمامًا بما تم في حوارنا وأننا سنظل أخوة وأصدقاء إلى الأبد وأن المستقبل نصنعه بأنسانيتنا قبل كل شىء واترك الرد إلى جميع أخوتي الأقباط ، والذين نعيش معًا في تلك الايام المباركة افضل اجواء من المحبة والاخاء والترابط تظلنا سماء الوطن والمحبة والانسانية واتذكر قول البابا شنودة «مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فية».

انتظر رد من الاخوة الاقباط على الصديق إسحاق ، «الله محبة».

  • الأراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي ،بينما تعبر عن رأي الكاتب.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى