مقالات

عبد الله إسماعيل | يكتب: مذبحة حلب وسلاح الوعي العربي

 

عبد-الله-إسماعيل%E2%80%8Fلا يمكن أن نسمح ﻷنفسنا بنسيان مذبحة حلب اﻷخيرة وجعلها حلقة دامية مستمرة من ضمن سلسلة جرائم الحرب التي ارتكبها الرئيس السوري الشيعي العلوي البغيض في حق الشعب السوري.

ولكي نحول دون مرور هذه الجريمة الجديدة من غير حساب ؛ يجب أن نصل لمرحلة الوعي بما يجري على الأرض في سوريا بصورة واقعية ، تؤهلنا هذه المعرفة بعد ذلك إلى حساب اﻷمور في الشأن السوري بشكل جيد مما يؤدي بتلقائية إلى بلورة الرأي العام العربي ﻷخذ موقف موحد سيأتي في صورة رد فعل طبيعي من الحكام العرب والمسلمين تجاه نصرة أشقائنا السوريين على المستوى السياسي أو ربما يصل للدعم العسكري الذي ينهي حالة الضعف والإنقسام العربي فكل شيء جائز.

نعرف أن سوريا انتقلت من حراك شعبي نادى بالحرية من حكم الحزب الواحد لحرب ضروس شنها النظام بقيادة السفاح الاستخباراتي بشار ضد شعبه.

هذا المجرم الذي استهان بدماء اﻷحرار من أجل إثبات أحقيته في الحكم هو أول من استدعى قوى إقليمية ثم دولية «روسيا» إلى أرض الشام ، فما الذي حدث في حصر شامل سريع لموازين القوى المتصارعة هناك؟

  • في البداية شارك حلفاء بشار مثل روسيا والصين في دعمه سياسيًا بمنع كل التحركات السياسية التي من الممكن ان تدينه في مجلس اﻷمن ، فيما ظلت جبهة المعارضة والحركة الثورية متخبطة و غير ناضجة قياديًا.

 

  •  على مستوى الدعم العسكري أمدت كل من إيران وحزب الله نظام بشار القمعي بالمال والسلاح استمراراً منهما في دعم الوجود الشيعي في المنطقة ، في المقابل تلقت معسكرات ثورية الدعم المادي بشكل غير معلن وقليل من التسليح النوعي من دول سنية متمثلة في تركيا والخليج.

 

  •  تولد الصراع الطائفي دعى جماعات جهادية لإقامة جيش بأيديولوجيا متطرفة شكل خطرا إقليميا على الجميع ثم تعالت اﻷصوات بضرورة تصفية هذا الخطر الذي نمى تحت مسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» ، فكانت بداية التدخلات الدولية بحجة محاربتهم ، مما دعى الروس لاستخدام نفس الحجة لضرب كل المعسكرات المعارضة لحليفها بشار تحت مسمى محاربة داعش.

 

  •  دخلت إيران وحزب الله ولاحقا روسيا في الحرب بشكل مباشر لمساندة النظام السوري وكل منهم يبحث عن مصلحته الخاصة سواء من حيث الوجود الشيعي ، أو الوجود الروسي في البحر المتوسط ، بينما التدخلات الدولية والإقليمية المناهضة لنظام بشار كانت صريحة في مواجهة خطر داعش، وما بين منعدمة وعلى استحياء في المساهمة عسكريا لدعم المعارضة المسلحة على اﻷرض في سوريا !.

 

  •  مصالح الروس في الحفاظ على منفذ بحري عبر قاعدة طرطوس الروسية على اﻷرض السورية والمطلة على البحر اﻷبيض المتوسط، و كذلك مصالحها الاقتصادية وتواجدها في المنطقة بجوار تركيا «دولة حلف الناتو» كل ذلك معروف ومعلن، ومطامع الشيعة في توسعة مدهم والحفاظ على تواجدهم في الخريطة السياسية للمنطقة لا يخفى علينا كذلك. فما هو الدافع وماهي مصلحة الدول العربية والإسلامية الغير شيعية في نجدة أشقائهم المسلمين السنيين السوريين؟

هذا هو السؤال الواجب على كل منا ان يسأله لنفسه ، لتتضح الإجابة ، بأنه من الممكن أن يكون السائل نفسه محل شقيقه السوري المنكوب ، فياليتنا نعرف أن العالم كله يتحد في تحقيق مصالحة ، وأن مصلحتنا تقتضي توحدنا أمام هذا اللعين بشار وحلفائه كإيران وحزب الله، هذا الموقف الموحد يجب أن يبدأ بالدعم التوعوي والمعرفي لمجريات اﻷمور في سوريا المنكوبة.

أخيراً دعاءنا ﻷشقائنا في سوريا أن يحقن الله دماءهم وأن يحفظ أطفالهم ونساءهم وشيوخهم وشبابهم من ويلات الحرب التي تسعر وقودها قوى إقليمية ودولية لا طاقة لشعب سوريا وأرضها باستمرارها.

ودعاءنا ﻷنفسنا في مصر أن يحفظ الله وطننا وشعبنا وجيشنا وأن يعافينا مما ابتلى به أشقاءنا.

  • الأراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الشرقية توداي ، بينما تعبر عن رأي الكاتب.

Eman Salem

كاتب صحفي ورئيس تحرير موقع الشرقية توداي
زر الذهاب إلى الأعلى