غدا.. «بابا الفاتيكان» يبدأ «رحلة السلام» إلى مصر
يبدأ البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، زيارته إلى مصر، الجمعة، والتى توصف بـ«الزيارة التاريخية»، وتستمر يومين، يلتقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، كما يشارك فى مؤتمر السلام الذى ينظمه الأزهر.
ومن المقرر أن يصل البابا فى الثانية بعد الظهر، وسط استقبال رسمى بمطار القاهرة، ويتوجه بعدها إلى قصر الاتحادية للقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى قمة خاصة، ثم يتوجه إلى مشيخة الأزهر لحضور مؤتمر السلام الذى ينظمه الأزهر، ويلقى كلمة خلال المؤتمر، وبعد ذلك يلتقى شيخ الأزهر.
ويحضر البابا عقب لقائه شيخ الأزهر حفلا تنظمه رئاسة الجمهورية على شرفه، ثم يتوجه إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ليلتقى البابا تواضروس فى لقاء مغلق، ثم يتم عقد لقاء مشترك بين وفدى الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية فى المقر البابوى بالكاتدرائية.
وتحت شعار «بابا السلام فى مصر السلام»، يترأس البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، غداً، القداس الإلهى بالقرية الأوليمبية للدفاع الجوى بمشاركة الطوائف الكاثوليك الستة فى مصر، وبحضور ٢٥ ألف قبطى.
وبذلت العناصر المشرفة على التنظيم من الكنيسة الكاثوليكية والقوات المسلحة والعديد من أجهزة الدولة جهوداً مكثفة استعداداً للزيارة، التى تعكس قيمة مصر ومكانتها كنموذج فريد للتعايش والتلاحم والوحدة الوطنية، حيث تستضيف أرض الكنانة حوار حكماء الشرق والغرب، الذى ينظمه الأزهر، والذى يمثل مع الزيارة التاريخية للبابا رسالة تضامن وتلاحم وسلام لكافة الإنسانية خاصة فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجهها من التشدد والإرهاب والصراعات الطائفية والحروب التى تستهدف الأبرياء وتخلف العديد من الضحايا والمصابين فى العديد من دول العالم.
وبتوجيهات من القيادة العامة للقوات المسلحة سخرت إدارة الشؤون المعنوية كافة الإمكانات الإدارية والفنية والتقنية لنجاح التنظيم لهذا الحدث التاريخى واستخدام أحدث تقنيات الصوت والتصوير لنقل القداس والمراسم المصاحبة له.
وجهزت إدارة الشؤون المعنوية، بالتعاون مع الكنيسة الكاثوليكية، فيلمين تسجيليين سيتم عرضهما عن حياة البابا فرنسيس منذ النشأة، والكنائس التى تضررت من العمليات الإرهابية السابقة والتى قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بترميمها ورفع كفاءتها وتطويرها.
وتشمل مقاطع الفيديو التى أعدتها الكنيسة الكاثوليكية أطفالا يرددون: «أهلا وسهلا بابا فرنسيس»، وآخرين يحملون سعف النخيل، وكلمات ترحاب بالإنجليزية والإيطالية والفرنسية.
ويتخلل الفيديو كلمات للبابا فرنسيس بصوته يتحدث عن السلام والاستقرار والمحبة، كما أعد الآباء الفرنسيسكان بأسيوط مقطع فيديو يحتفى بقدوم البابا لمصر يحمل عددا من الصور له.
وداخل استاد 30 يونيو تجرى الاستعدادات على قدم وساق، حيث تمت تغطية أرضية الاستاد بالكامل بشرائح بالبلاستيكية والسجاد ومقاعد المصلين وتجهيز ٣ منصات رئيسية على أرضية الاستاد وتخصيص واحد منهم للهيكل المقدس (المذبح) الذى يقيم به بابا الفاتيكان صلاة القداس.
كما تم وضع شاشات عرض عملاقة فى جميع أرجاء الاستاد لمشاهدة بابا الفاتيكان، منذ اللحظة الأولى لوصوله، وسيتم تصويره من الجو ونقله على شاشات العرض.
تشمل المراسم المصاحبة للقداس فقرات كورال وترانيم خاصة لبابا الفاتيكان وإذاعة عدد من الأغانى الوطنية، ويتم توزيع ٢٥ ألف علم، كما سيتم توزيع (كابات) على المشاركين فى الصلاة حفاظا عليهم من حرارة الشمس وزجاجات مياه، كما سيتم التصوير عبر كاميرات حديثة ومتقدمة، لتقديم صورة شاملة للحدث، وسيتم تصوير الحفل عن طريق كاميرات أرضية بالإضافة إلى «تصوير جوى».
كما تم وضع صورة كبيرة للسيدة العذراء وأخرى للعائلة المقدسة بهما ٢٠٠٠ بالون، وسيتم إطلاقها فى سماء الاستاد، احتفالا بوصول بابا الفاتيكان، وتتم الاحتفالات بالتزامن مع القداس فى المناطق السياحية بجميع محافظات مصر.
وقال الأنبا عمانوئيل عياد، رئيس اللجنة المنسقة لزيارة بابا الفاتيكان فى مصر، إن اختيار هذا الشعار الخاص بزيارة بابا الفاتيكان لمصر بابا السلام فى مصر السلام يعكس رسائل عديدة أهمها أن مصر بلد السلام والأمن والأمان والاستقرار، بالإضافة إلى الرسائل السياسية والترويج للسياحة، خاصة أن البابا فرنسيس يعتبر أن الأراضى المصرية مقدسة لاستقرار العائلة المقدسة بمصر.
وأضاف أنه سيحضر صلاة القداس الإلهى ٢٥ ألف قبطى من مختلف الطوائف الكاثوليكية الستة وتأمينهم منذ اللحظة الأولى وحتى عودتهم لمنازلهم.
وتابع أنه تم الانتهاء من الاستعدادات الأخيرة لزيادة بابا الفاتيكان، حيث يتم تنظيم الحدث على أعلى مستوى وبالتنسيق الكامل بين القوات المسلحة والشرطة والكنيسة الكاثوليكية وكافة الأجهزة المعنية بالدولة.
وتم تحديد موعد دخول المشاركين فى الاحتفالية بداية من الساعات الأولى من الغد، وموعد دخول بابا الفاتيكان، وكلمة الترحيب به، وعرض عدد من الأفلام حول الزيارة.
وسيتم نقل فعاليات الحدث عبر كافة وسائل الإعلام المصرية والعالمية، حيث سيدخل بابا الفاتيكان الاستاد عبر سيارة مكشوفة لتحية جميع الحضور، بعد رفضه المرور عبر سيارة مصفحة، مؤكدا ثقته بالأمن المصرى.
ومن المقرر أن يشارك بابا الفاتيكان فى مؤتمر الأزهر العالمى للسلام، تحت رعاية شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، بحضور عدد من القيادات الدينية من أنحاء العالم، وسيلقى كلمة فى ختام المؤتمر.
وتعد هذه الزيارة هى الـ18 للبابا، خلال السنوات الأربعة الماضية لدول مختلفة، والـ7 التى يزور فيها دولة ذات أغلبية مسلمة.
وكان البابا فرانسيس وجه رساله للشعب المصرى قبل قدومه إلى مصر كصديق ومبعوث للسلام.
وأضاف فى رسالة مصورة أنه يأمل فى أن تكون الرحلة عزاء وتشجيعا لكافة المسيحيين فى الشرق الأوسط، متمنيا لشعب مصر العزيز السلام، وقال إنه سيأتى بقلب فرح وممتن.
وأعرب فرنسيس عن أمله فى أن تقدم رحلته أيضا إسهاما واضحا فى الحوار بين الأديان مع العالم الإسلامى، والحوار المسيحى مع الكنيسة الأرثوذكسية القبطية المباركة والمحبوبة.
وعلى الصعيد الأمنى، اتخذت الأجهزة الأمنية المختلفة كافة استعداداتها لتأمين الحفل الضخم، وتأمين حضور وضيوف الحفل التاريخى، كما تم التنسيق بين كافة قطاعات ومؤسسات الدولة لإخراج الحفل بالصورة التى تليق بمصر والدولة المصرية.
تأتى زيارة البابا لمصر لتؤكد الأهمية السياسية والاستراتيجية للقاهرة، ودورها فى إقرار عملية السلام بمنطقة الشرق الأوسط، وقدرة مصر بوسائلها المختلفة لوقف العنف المتنامى فى المنطقة، فى ظل تنامى ظاهرة الإرهاب المنتشرة حول العالم.
المصدر