أخبار العالم

كلية الشريعة بجامعة الأزهر: الإسلام برئ من الجماعات الإرهابية

56989 انفجار كنيسة مارى جرجس 1

كتب | شادي زعبل

شهدت مصر أمس حادثاً مأساوياً خيم الحزن على مصر وهو تفجير كنيستي مارس جرجس في طنطا والكنيسة المرقسية في الإسكندرية والذي راح ضحيتهما العشرات من المسيحيين والمسلمين والمئات من المصابين .

وأصدرت كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالدقهلية بياناً تدين فيه حادث الانفجارين وتوضح الغرض من الانفجارات في أوقات الاحتفال بأعياد الأقباط .

وبدأ البيان ( بأن حادث الاعتداء الأثيم على كنائس الأقباط بالأسكندرية وطنطا ، وقتل عدد من المواطنين الأبرياء ، هدفه إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط ، وكذلك زعزعة استقرار البلاد وإحداث القلاقل حتى تبدو مصر أمام العالم غير قادرة على حفظ الأمن فوق أرضها ، من أجل إثارة الفتنة الطائفية واستنفار القوى الغربية ضد مصر .

وذكر : أن هذا الحادث يظهر للعالم الوجه القبيح للمسلمين ، الذي يصدر للغرب على أنه الصورة الحقيقة للإسلام ، وهي صورة القتل ، وسفك الدماء ، وهذا الحادث وإن قامت به بعض الجماعات الإرهابية ، فإنها مدعومة بقوى الشر في العالم ، من أجل إظهار المسلمين دوما في هذه الصورة ، صورة الرجل الشرقي المتعطش للدماء دائما ، وهذا كذب عظيم ، وشر مستطير .

وأوضح البيان: إن الدين الإسلامي يحرم المساس بالنفس الإنسانية أيا كان معتقدها ، مسلمة ، أو غير مسلمة ، طالما بيننا وبينهم حالة سلام ، وتعاهد على نبذ الحروب ، قال تعالى :” مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ” .

وأضاف: إن تصرفات الجماعات الإرهابية التي تحسب نفسها على الدين ، وهو منها براء ، ما يجب أن تحمل على الإسلام ، أو تنسب له ، أو تلصق به زورا وبهتانا ، لأن الإسلام دين رحمة ، وسلام ، وسماحة ، خلق الله البشر جميعا متساوين في كل شيء ، وأمرهم بأن يتعايشوا متعاونين ، على ما فيه نفع وخير للبشرية ، وفضل بينهم بالتقوى والعمل الصالح قال تعالى :” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ” .

وأكمل : إن مصر رغم كل الصعوبات التي تحدق بها من كل حدب وصوب ، ورغم كل المؤامرات التي تحاك ضدها في الداخل أو الخارج ، ستظل في كنف الله وحفظه ، بمنأى من أن تطالها يد العبث ، أو التقسيم ، أو سقوطها وشعبها ، لأنها كنانة الله في أرضه ، وستظل عصية على كل كيد يهدف إلى النيل منها .

وأكد: إن هذه الحوادث وأضرابها التي تتكرر هنا وهناك ، بين فينة وأخرى ، لدليل على أن مصرنا الحبية ، تمضي قدما نحو الاستقرار ، ونحو البناء والتنمية ، ونحو حفظ أمن أهلها ، الذي قدمه إبراهيم عليه السلام في دعائه لمكة على الرزق من طعام وشراب قال تعالى :” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ” البقرة : (126)

وأوضح: إن مصر هي قلب العروبة النابض بالحياة ، والقوة ، وإن سقوط مصر يعني سقوط العرب جميعا ، والنيل من الإسلام وأهله ، لذلك يعمل الأعداء في الداخل والخارج ، دولا ، وهيئات ، على محاربة مصر ، وجيشها الأبي ، من أجل إحداث القلاقل بها ، وإسقاطها مثلما هو الحال في ليبيا وسوريا وغيرهما ، وإن استمرار هذه المكائد والحوادث لدليل جلي على أن مصر على الطريق الصحيح ، وأنها ناجية بإذن الله ، من كل ما يراد لها من مكائد ، تديرها قوى الشر والظلام هنا وهناك .

وقال: إن هذه الجماعات الإرهابية التي تؤمن بالعنف ، وتتخذه سبيلا ومنهجا لها في حياتها ، وتسعى في الأرض فسادا ، وإفسادا ، يجب مواجهتها بكل حزم وقوة ، حتى يتحقق الردع العام للجميع ، ولكل من تسول له نفسه في الاعتداء على كنانة الله في أرضه ، بل يجب تطبيق حد الحرابة على هؤلاء جميعا ، حتى نقطع الطريق على الإرهاب البغيض ، الذي يسعى لاستلاب الناس الحياة ، التي هي هبة من الله للناس جميعا ، قال تعالى في سورة المائدة :” إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ .

واختتم البيان بتعزية كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بالدقهلية الأقباط في مصابيهم كما توجهت بالدعوة لكل القوى في مصر ، وكل الهيئات والمؤسسات إلى التعاون في مواجهة الإرهاب الأسود ، واقتلاع جذوره  .

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى