ثقافة و فن

لماذا لم يشاهد الجمهور عبدالوارث عسر ممثلاً في شبابه؟: بدأ التمثيل وعمره 23 عامًا

1160x480

تجاعيد وجهه فرضت عليه البقاء حبيسًا لأدوار الأب والرجل العجوز في الأعمال السينمائية، ولا يتذكر أحد أن يكون خرج من هذه الدائرة بعد تألقه الذي أكسبه شعبية واسعة، خاصة في أفلام «صراع في الوادي» و«إسماعيل ياسين في الأسطول» و«عنتر ولبلب» و«الأستاذة فاطمة»، وغيرهم الكثير.

من هذه النقطة يتساءل البعض عن سبب عدم مشاهدتهم للفنان عبدالوارث عسر ممثلًا وهو في شبابه، رغم أنه بدأ مشواره الفني في عمر مبكر، كان فيه 23عاما، وهو ما أجاب عليه بنفسه في أحد البرامج الإذاعية سابقًا.

خلال البرنامج روى «عبدالوارث» أنه بعد فروغه من تعليمه الثانوي فضل الالتحاق بكلية الحقوق، لكن اتجاهه الأدبي وحبه للشعر غير وجهته إلى الفن، وأصبح مؤهلًا لذلك نتيجة اتساع دائرة الكتب التي اطلع عليها، على رأسهم «العقد الفريد» و«الأغاني»، بجانب ما قرأه في السيرة النبوية والعصر الجاهلي، إضافةً إلى التاريخ الفرعوني.

وفي 17 أكتوبر 1917 توجه إلى القاهرة بحثُا عن متنفس لموهبته التمثيلية، بعد أن أدرك: «أن الفن انتقل من الشعر إلى المسرح»، وبالفعل عثر «عبدالوارث» على التياترو الخاص بالراحل جورج أبيض في شارع بولاق (26 يوليو حاليًا)، وكان عمره وقتها 23 عاما.

نتيجة بحث الصور عن عبدالوارث عسر في شبابه

وقابل «جورج» على الفور وألقى أمامه خطبة الحجاج بن يوسف وقت دخوله للكوفة، لينال إعجابه ويضمه إلى فرقته المسرحية كعضو جديد.

قضى «عبدالوارث» 18 عامًا اكتفى فيها بالتمثيل على خشبة المسرح، متنقلًا بين بين فرق عدة بدءًا من «جورج أبيض» ومرورًا بـ«عزيز عيد وفاطمة رشدي» التي قابل فيها مديرها المخرج عمرو وصفي الذي وجهه إلى أداء شخصية الأب، وأخيرًا أسس فرقة «أنصار التمثيل» مع الراحل سليمان نجيب.

بانقضاء تلك المدة كانت مشاركته الأولى سينمائيًا من بوابة فيلم «دموع الحب» مع الموسيقار محمد عبدالوهاب، رغم ذلك اعتبر أول يوم تصوير له كأسوأ لحظات حياته.

وعن تفاصيل التصوير روى: «يوم فشلي كان في أول دور عملته في السينما سنة 1935، كان في فيلم دموع الحب، وكنت ممثل مسرحي، جيت السينما فا اترددت كتير فاقنعني المخرج محمد كريم وهوّن عليا الموضوع شوية، وبعدين أنا أخدت الفكرة إن السينما يتعمل لها بروفات زي المسرح قبل التصوير».

CvbbmrHWgAAmN8v

من هنا فوجئ «عبدالوارث» بأن التصوير يتم مباشرةً دون علم منه بأماكن تواجد الكاميرات وزوايا التصوير، وقتها كان لا يمتلك حس تنفيذ المطلوب «وقتيًا» حسب تعبيره، لكنه لم يستطع الانسحاب بسبب وجود طاقم العمل في العاصمة الفرنسية باريس.

كذلك دخل في خلاف مع الماكيير، مشيرًا أنه رسم ملامح لم تكن في مخيلته للدور الذي سيجسده، وهي شخصية «صعيدي بخيل بس طيب»، وتصور أن يكون الشكل هو «شنب خفيف»، لكنه فوجئ بأن وجهه أصبح مشابهًا لـ«الجنود الروس» حسب تعبيره.

على الفور توجه إلى المصور مسيو «جورج»، مبديًا اعتراضه على ما أقدم عليه الماكيير، ليستجيب الآخر لرغبته وبدأ في التصوير بعدها، لكنه لم يشعر بارتياح وقتها، رغم ذلك فوجئ بأن طاقم العمل يحيه على أدائه، ثم نال الدور استحسان المشاهدين، لكن يظل اليوم ذكرى للفشل بالنسبة إليه.

نتيجة بحث الصور عن عبدالوارث عسر

بعدها شارك «عبدالوارث» في عدة أفلام مثل «الحل الأخير» و«يحيا الحب» و«الدكتور» و«يوم سعيد»، إلى أن بدأ الجمهور في التعرف عليه من تجسيده شخصية «محمد أفندي» في فيلم «عايدة» مع «أم كلثوم» سنة 1942، وكان عمره 48 عامًا، ونقلته الثانية كانت معها أيضًا في فيلم «سلامة»، وآنذاك بلغ عمره 51 عامًا، ثم تصاعدت نجوميته بمشاركته في «غزل البنات» مع نجيب الريحاني في 1949.

جديرٌ بالذكر أن الزعيم سعد زغلول ساعد «عبدالوارث» بعد وفاة والده، وكان سببًا في إلحاقه بالعمل في وزارة المالية ككاتب حسابات، وقدم استقالته من تلك الوظيفة وهو في سن 40 عامًا، أي قبل مشاركته في أول عمل سينمائي بعام واحد، وحتى يتفرغ لعمله المسرحي.

بذيوع صيته حاول أن يطور الحركة الفنية في مصر، ودرّس مادة الإلقاء في المعهد العالي للسينما عام 1959، وتولى تدريب الوجوه الجديدة كذلك وألف كتابًا باسم «فن اﻹلقاء» حسب المنشور بقاعدة بيانات السينما.

 

 

https://www.youtube.com/watch?time_continue=27&v=OJEWzJ-cgXY

 

 

 

المصدر

shady zaabl

كاتب صحفي مصري مهتم بالمواقع الإلكترونية وإدارتها وكتابة المقالات في جميع الأقسام وذو خبرة في الصحافة والإعلام والمحتوى لـ 5 سنوات وفقً لدراسة أكاديمية وتطبيق عملي .
زر الذهاب إلى الأعلى