لم يعترض الألمان مطلقا حين قررت قائدة بلادهم أنجيلا ميركل منذ ثلاث سنوات السفر إلى البرازيل لحضور نهائى مونديال 2014 بين ألمانيا والأرجنتين.. لكنهم ثاروا وانتقدوا أنجيلا ميركل حين سافرت قبل سبع سنوات إلى جنوب أفريقيا لحضور مباراة ألمانيا والأرجنتين فى دور الثمانية فى مونديال 2010.. وصرخ وقتها كارل هاينز ديكا، رئيس رابطة دافعى الضرائب الألمان، رافضا سفر المستشارة ميركل لحضور مجرد مباراة فى دور الثمانية..
وقال إن ميركل لن تسافر على نفقتها الشخصية إنما سيدفع التكاليف كلها دافعو الضرائب الألمان الذين لا يوافقون على هذه الرحلة بعدما أعلنت ميركل برنامجا للتقشف الألمانى، مفترض أن يلتزم به الجميع من مستشارة البلاد وحتى أصغر موظف وعامل.. لكن الاعتراض الأكبر كان يخص دعوة ميركل لبعض نواب البرلمان الألمانى لمرافقتها إلى جنوب أفريقيا لتشجيع منتخب بلادهم.. ورفضت الأحزاب هذا السفر لأن الشعب لم ولن يقتنع بضرورة سفر النواب لتشجيع منتخب بلادهم.
وقد تذكرت هذه الحكاية وأنا أتابع منذ أول أمس هذا الصخب الدائر حول ضرورة سفر سياسيين وبرلمانيين وفنانين إلى الجابون لتشجيع منتخب مصر وهو يلعب نهائى أمم أفريقيا أمام الجابون.. كثيرون أرادوا السفر إلى الجابون ليكونوا جزءا من مشهد النهاية والفرحة المصرية والعودة إلى القاهرة بالكأس الأفريقية.
افترض هؤلاء أن مصر ستفوز حتما على الكاميرون وأن الإعلام سيتوقف كثيرا وطويلا أمام هذا المشهد الذى يريدون أن يكونوا حاضرين فيه نجوما يحتاجون لمزيد من الدعاية والضوء.. وبالتأكيد لا أنا أو أى أحد غيرى له الحق فى تفتيش نوايا الناس ومعرفة من الذى يريد السفر فعلا لتشجيع منتخب بلاده ومن الذى يريد الفسحة أو الدعاية والأضواء اللامعة بالمجان.
مرتبط