ياسر أيوب| يكتب: سفير رائع لمصر وكرة القدم

وأشهر الحكم السعودى تركى الخضير البطاقة الصفراء لكهربا، لأنه خرج من الملعب وتوجه نحو الجمهور مما يعد فى عُرف كرة القدم سوءَ سلوكٍ.. وفى نفس الوقت، كان الحكم يبتسم لأن ما تراه قوانين ولوائح كرة القدم بمثابة سوء سلوك يستوجب العقاب والإنذار هو فى حقيقته سلوك إنسانى يستحق التحية والاحترام.. وأنا أيضا أحترم كهربا مثلما احترمه حكم المباراة وكل أهل الكرة فى السعودية، سواء كانوا يشجعون اتحاد جدة أو أى ناد آخر.. وبالتأكيد سيحترم هذا السلوك كل أهل الكرة فى مصر، سواء كانوا من عشاق الزمالك الذى يلعب له كهربا أو عشاق الأهلى أيضا.. فهناك أمور ومعانٍ وحكايات تتخطى حواجز وقيود اللون والانتماء والتعصب.. فكهربا بهذا السلوك النبيل كان سفيراً رائعاً سواء لمصر فى السعودية أو لكرة القدم فى عيون الكثيرين جدا.. وأتذكر عبارة شهيرة لحمدى غيث فى دور ريتشارد قلب الأسد حين قال إن صلاح الدين يحسن اختيار سفرائه.. ومصر أحيانا تحسن اختيار سفرائها..

وكان محمود حسن أو كهربا هو سفيرها الجميل فى وقتٍ صعبٍ امتلأت فيه المسافة بين البلدين بكثير جدا من الشكوك والأشواك والمخاوف والظنون.. أما كرة القدم.. فقد كان كهربا سفيرا لها.. نجح فى إثبات قدرتها على صناعة الفرحة، حتى بالنسبة للأطفال الذى حرمتهم حياتهم وظروفهم من حقوق كثيرة يستمتع بها باقى الأطفال.. وبإمكانى الآن تخيُّل فرحة هذا الطفل السعودى بما قدمه له كهربا وما قام به من أجل إسعاده.. وهى حكاية أقف أمامها حتى يدرك كل نجوم الكرة ومسؤوليها أنه باستطاعتهم بين الحين والآخر تجاوز كل خلافاتهم ومعاركهم وقضاياهم ويتحدون كلهم لتقديم الفرحة للمحرومين من أى بهجة ومتعة وضحكة.. سواء كانوا فقراء أو ضحايا عشوائيات أو أطفال شوارع أو مهمشين ومنسيين أو من ذوى الاحتياجات الخاصة سواء كانت احتياجات جسدية أو عقلية.. فَكُرة القدم تصبح أحيانا هى السلاح الوحيد الذى نملكه لمواجهة كل هذه الأوجاع وكل هذا الحرمان.