ياسر أيوب | يكتب : الزمالك وإسرائيل وحقائق غائبة

وهذه حقيقة مؤكدة لكنها لا تصلح ولا تكفى لاتهام الزمالك بالتطبيع مع إسرائيل بكل خطورته ودلالاته ومعانيه ونتائجه.. فهل هناك ما يثبت أن الزمالك تعامل مباشرة مع نير كارين أم أن المعاملات جرت كلها عبر وسيط أوروبى دون أى إشارة لإسرائيل؟.. وهل هناك ما يثبت أن الزمالك أودع عمولة الوكيل فى أحد البنوك الإسرائيلية.. وهل حضر نير كارين بالفعل إلى القاهرة للتفاوض مع مسؤولى الزمالك بل وحضر أول مران للاعب فى ملعب حلمى زامورا، كما أشارت جريدة الوطن؟..

وهل كان مسؤولو الزمالك بمثل هذه السذاجة لدرجة التفاوض مع وكيل أعمال إسرائيلى بل ودعوته للمجىء إلى القاهرة للتوقيع على العقد وتخيلوا أن أحدا لن ينتبه لهذا الوكيل الإسرائيلى فى ملعب حلمى زامورا؟.. كلها أسئلة تحتاج لإجابات قاطعة وأدلة وإثباتات قاطعة قبل توجيه هذا الاتهام..

فهناك تحقيق نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» منذ ثلاثة أعوام عن وكلاء اللاعبين الإسرائيليين الذين توحشوا وأصبحوا يشاركون فى إدارة الكرة الأوروبية عن طريق مكاتب ووكلاء أوروبيين وبات لهم وجود قوى أيضا فى آسيا وأفريقيا.. ونير كارين هو أحد هؤلاء الذين تحدث عنهم هذا التحقيق.. هو أيضا وكيل اللاعبين الأهم والأشهر فى زامبيا كلها، كما أشارت الصحف والمواقع الزامبية إلى ذلك العام قبل الماضى، حيث أصبح كارين.. وهو بالمناسبة رجل وليس امرأة كما كتب أحد المواقع المصرية بالأمس.. وكيل اللاعبين الأشهر والأهم بالنسبة لمعظم لاعبى زامبيا المحترفين فى العالم.. يرعاهم صغارا ويقوم بترحيلهم إلى الشمال طول الوقت وينفق عليهم فى البداية ثم يبقى يتقاضى المال، كلما تم انتقال لاعب منهم من ناد إلى آخر وبشكل يتخطى حتى حدود العلاقة الطبيعية المباشرة بين اللاعب والوكيل.. ولست هنا أدافع عن الزمالك ومسؤوليه ولكننى فقط أطالب بالحقيقة الكاملة قبل توجيه اتهام لو ثبتت صحته فلابد من محاكمة مسؤولى الزمالك بمنتهى الحزم والقسوة أيضا..

أما الزمالك نفسه فليس متهما حتى لو ثبتت إدانة مسؤوليه وسيبقى أكبر من أن يطاله أى أحد بسوء.. ومن السخف أن نجد عشاقا للزمالك من باب الاندفاع فى الدفاع عن ناديهم لا يعترضون على هذا التطبيع إن حدث.. أو نجد عشاقا للأهلى يستغلون اتهاما لم تثبت صحته للإساءة للزمالك ككيان مصرى جميل ورائع.. فهناك أمور لا تحتمل هذا الهزل وتخص وطنا يبقى أهم وأغلى من الزمالك والأهلى معا.