بمجرد انتهاء مباراة الأهلى وروما فى الإمارات أمس الأول.. ووسط فرحة حقيقية لكثيرين جداً لفوز الأهلى والأداء الجميل وميلاد نجوم جدد وبدء قصة حب تجمع جمهور الأهلى الجميل بمدرب عالمى وقدير.. ومع عتاب البعض ورؤيتهم لهذه الفرحة باعتبارها عدم احترام لحزن ووجع سقوط طائرة مصرية فى البحر بكل ركابها الأبرياء..
لكننى فقط أرفض كل الذى يقال منذ أمس الأول وأنها فقط مشكلة وزيرى الداخلية والرياضة.. فالبعض للأسف لايزال يرى المشكلة هى عدم استعداد وزير الداخلية لتغيير سياسات ضباطه وأسلوب تعاملهم مع جمهور الكرة، أو عدم شجاعة وزير الرياضة أو عدم اهتمامه بعودة الجمهور المصرى للمدرجات.. ولست أدافع عن وزيرى الداخلية والرياضة.. لكننى فقط أرفض أن يزعم ويتخيل ويصدق البعض أو الكثيرون منا أن المشكلة هى مجرد قرار بعودة الجمهور..
إنما هى مشكلة مجتمع بأسره وكل أطيافه وأزمة وطن أصبح يحترف الهرب من أى حلول حقيقية لكل أوجاعه ومشكلاته.. فنحن لا نعترف أبداً بأن كل ملاعبنا الكروية ليست مصممة هندسياً بطريقة صحيحة، وليس لدينا فى أى ملعب العدد الكافى من الأبواب للدخول والخروج دون زحام وتكدس وفوضى.. بل إنه حتى استاد برج العرب ليس له إلا طريق واحد ضيق لا يحتمل زحام جماهير الكرة قبل أى مباراة.. ونخدع أنفسنا بأن مشقة الذهاب إلى أى ملعب ثم معاناة الدخول إلى مدرجاته هى جزء من متعة كرة القدم وغرامها وكل تلك المعانى والصور الغريبة والساذجة..
لا نعترف أبداً بأننا خارج بلادنا نصبح فى غاية الاحترام والالتزام بكل قانون ونظام بينما نحن أنفسنا داخل بلادنا نرى الوجاهة كلها والشجاعة والنجاح والكبرياء فى عدم احترام أى قانون أو نظام..
نقبل التفتيش فى مطارات وملاعب الغرباء ونرفض ذلك فى بلادنا.. لا نفكر فى الاقتراب من أى ملعب كرة دون أن نشترى تذاكر دخولنا بينما فى بلادنا نرى أن الجمهور هو صاحب الملعب ولا يمكن مطالبته بأى تذاكر أو حتى تفتيش.. لا نعترف أيضاً بفوارق وأخطاء أخرى كثيرة ولا نريد مواجهتها وإصلاحها.. لا نريد حتى أن نعرف ما الذى يقومون به هناك قبل أن نجرى ونطالب به هنا.