أعمدةمقالات

سامح المصري| يكتب : حقيقة تجنيد البنات فى الجيش

المصريبعد القرار الصادر من وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة «غادة والى» أول أمس الذي يتضمن تأدية الشباب خريجي الجامعات من الجنسين للخدمة العامة لمدة عام ، وجدت بعدها إنفجارًا ضخمًا فى المنشورات والتعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين الشباب ، وتحليل لهذا القرار ولكن بشكل خطأ.

فسر الشباب والفتيات بالتحديد أنهم سيأدون الخدمة العسكرية مثلهم مثل الرجال «يعنى هيلبسوا الكاكي ، وهيصحوا على البروجي» و«هيضربوا نار».

فى الحقيقة أنا عجبتني حالة الفرحة الشديدة بين العديد من البنات لرغبتهم فى التجنيد بالجيش ، ولكن هذا تفسير خطأ للقرار حيث أنه ينص على عودة تنفيذ قرار الخدمة العامة على خريجي الجامعات من الجنسين لعام «2015 /2016» لمدة سنة ، على أن تكون الخدمة فى المشروعات التالية : «محو الأمية» ، «رعاية المسنين» ، «أطفال بلا مأوى» ، «تكافل» ، «كرامة» وغيرها من المشروعات التى تشرف عليها الوزارة.

طيب شكل الخدمة هيكون إزاى ؟ بصي الوزارة أعلنت أن الخدمة هتكون فى مقرات المشروعات الموجودة على مستوى الجمهورية ، وكل شاب هينضم للمكان اللى قريب من سكنه يعني خدمة حضرتك هتكون كأنك متطوعة فى جمعية رسالة ،صناع الحياة أو غيرها من جمعيات المجتمع المدني ، هتروح تقضي وقت معين وهتروح يعنى لا فى لبس عسكري ولا صوت بروجي ولا ضرب نار .

للتوضيح أيضا أن هذا القرار قديم وكان بيتنفذ قبل كده بس على الورق فقط ، وأن الدفعة اللى هتقدم فى 1 فبراير القادم هى الدفعة رقم «88» يعنى المفروض أن فى قبل حضرتك «87» دفعة طبعا لا أنا ولا حضرتك سمعنا عنها حاجة من قبل لأن القرار كان على الورق فقط .

أنا مقدر طبعًا الحالة الوطنية واللى لمستها فى المنشورات والتعليقات على الموضوع ، وأعتذر إذا كان توضيحي صادم للبعض ، وأيضا أرى أن هذا القرار لا يغير من الواقع شىء ، ولكن أتمنى أن ينفذ بشكل فعلي لأني أعلم مدى الأستفادة من هذا المشروع إذا تم تنفذه على أرض الواقع ، ستكون الفائدة للشباب وللشعب بنفس أهمية أنضمام البنات للجيش .

لماذا للشباب وللشعب ؟ لو حصرنا أعداد خريجي الجامعات كل عام سنجد أن الجامعات المصرية تخرج ما يقارب من نص مليون شاب ، وأنا على علم أن معظم هؤلاء الشباب يذهبون إلى مراكز خاصة للحصول على برامج تدريبية فى فن إدارة الأعمال ، تنظيم الوقت ، مهارات الاتصال ، فن القيادة .. وغيرها من البرامج الهامة فى بداية الحياة العملية للشباب .

ونعلم جميعا أن هذه البرامج عالية التكاليف المادية ومن خلال تجربة شخصية فى العمل التطوعي أعي تماما أنه من الممكن الحصول على هذه البرامج بأقل تكلفة من هذه العمل التطوعي وبالتأكيد الشاب هيستفاد منها فى بداية الحياة العملية .

هذا بخصوص مكسب الشاب ، أما عن مكسب الشعب ؟ لو نظرنا إلى دول العالم الأول زى مثلا أمريكا ، هولندا ، ألمانيا .. سنجد أن المجتمع المدني يلعب دور هام فى التنمية يعادل دور الحكومة بل ممكن أن يتفوق عليه، ولو تم تنفيذ هذا البرنامج فى مصر بشكل فعلي هننتصر على البيروقراطية والمركزية التى تعد سبب أساسي فى تأخر التنمية وتطوير التعليم ، وهنقلل نسبة الجهل والفقر فى فترة بسيطة بنسبة قبولة .

زر الذهاب إلى الأعلى