أعمدة

ياسر أيوب | يكتب : «ترامب» ودورة الألعاب الأوليمبية

ياسر أيوب

لم يعد من حق كل مسلمى العالم أن يقلقوا أو يخافوا فى حال فوز الولايات المتحدة الأمريكية بحق استضافة دورة الألعاب الأوليمبية عام 2024.. فاللجنة الأوليمبية الأمريكية أعلنت قبل يومين فقط أنها ستتقدم بطلب استضافة هذه الدورة الأوليمبية وستخوض سباق استضافتها ضد ألمانيا وإيطاليا.. وبعد يوم واحد فقط من الإعلان الأمريكى كانت حادثة أورلاندو، حيث قام شاب مسلم من أصول أفغانية بمهاجمة ملهى ليلى للشواذ فى مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، وأدت رصاصاته إلى قتل خمسين شخصا وإصابة أكثر من ثلاثة وخمسين.. واعتبر الإعلام الأمريكى والرأى العام كله هناك أن هذا الحادث هو الأسوأ من نوعه فى كل التاريخ الأمريكى.. وبينما اكتفى البعض بالمقارنة بين هذا الحادث وتفجيرات سبتمبر الشهيرة فى نيويورك.. كان هناك من اعتبر هذا الحادث أكثر بشاعة من تفجيرات نيويورك، لأن الناس فى أورلاندو لم تمت تحت أنقاض أو بفعل حرائق وانهيارات وتدافع واختناق، ولكن برصاص مباشر اخترق قلوبهم وأجسامهم.. وفى كل الأحوال عاد الإسلام ليتصدر واجهات الإرهاب والدم والخوف والموت.. وتأكد لدى عموم الناس هناك أن المسلمين هم أعداء الحياة والسلام.. وبالطبع كانت فرصة لم يتوان المرشح الجمهورى دونالد ترامب عن استغلالها ليقول للجميع إنه كان على صواب حين أعلن أن من أولوياته فى حالة نجاحه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية آخر هذا العام أن يقوم بطرد المسلمين من الولايات المتحدة وإغلاق كل الأبواب الأمريكية فى وجه كل مسلمى العالم.. وقد بدأ مراقبون ومحللون كثيرون يستسلمون لظنونهم وقناعاتهم بأن حادثة أورلاندو مهدت الطريق تماما ليجلس ترامب أخيرا على المقعد الكبير فى البيت الأبيض.. وبالتالى باتت مشكلة الرياضيين المسلمين هى هل سيسمح لهم دونالد ترامب بالدخول واللعب والمشاركة فى الدورة الأوليمبية أم سيرفض ذلك ويؤيده إعلام أمريكى وعالمى لم ندخر نحن المسلمين أى جهد لإثبات صدق مزاعمه بشأننا ومخاوفه منا باعتبارنا إرهابيين وأعداء للحياة؟.. لكن الحمد لله أن دونالد ترامب فى حالة نجاحه رئيسا وحتى لو أعيد انتخابه لدورة ثانية فسيترك الرئاسة عام 2024 بفضل قانون الثمانى سنوات الذى لانزال نرفضه ونحاربه هنا فى مصر.. وستعلن اللجنة الأوليمبية الأمريكية فى يناير المقبل اسم المدينة التى ستتقدم بالطلب.. واشنطن أو لوس أنجلوس أو سان فرانسيسكو أو بوسطن.. وليست هذه هى المشكلة الآن.. إنما السؤال المهم هو: هل نبالغ فى اهتمامنا واحتفالنا بتأهل المنتخب الأمريكى لدور الثمانية لبطولة كوبا أمريكا، التى تستضيفها حاليا الولايات المتحدة، وذلك بعد الفوز الصعب على بارجواى وذلك لنثبت للأمريكيين أننا لا نكرههم أم نتحفظ ونعلن استياءنا، سواء لأننا كنا نتمنى فوز بارجواى الشقيقة على منتخب بلاد قد يأتيها قريبا جدا رئيس جديد يكره كل مسلمى العالم ويرفضهم.. وفى كل الأحوال نأمل أن تنتهى البطولة الكروية اللاتينية على خير دون أى حوادث إرهابية يقوم بها تنظيم داعش، وأيضا نهائيات أمم أوروبا فى فرنسا التى لايزال داعش يتوعدها بالتفجير والدم، وكل ذلك للأسف.. باسم الإسلام.

 

المصدر

زر الذهاب إلى الأعلى